مع الكاتبة الكرملية الواعدة عايدة فحماوي
تاريخ النشر: 15/01/22 | 9:02بقلم: شاكر فريد حسن
من المواهب الشعرية والأدبية الواعدة في المشهد الثقافي المحلي، التي لفتت نظري واسترعت انتباهي الصديقة الكاتبة عايدة فحماوي، المقيمة في دالية الكرمل، وخريجة جامعة حيفا، وتعمل في سلك التدريس معلمة للغة العربية.
تكتب عايدة الشعر والخواطر النثرية والصور القلمية، وتنشر كتاباتها على صفحتها في الفيسبوك، وهي تملك الحس الأدبي والوطني الصادق، وتؤمن برسالة الشعر في الحياة ودوره في معارك الحرية.
الوطن يسكن قلب عايدة، وفي كتاباتها ما يشدنا إلى الجمال والحب والحلم، فهي نبضات وارتعاشات قلب مترعة بالتخييل والتوهج الذي تتشح به عبارتها وجملتها الشعرية، من جمال لفظي وتصويري ووصفي، وتسيل رقة وعذوبة من دافق عاطفتها ووجدانها بلا تكلف، بصدق الإحساس ورقته وبساطة التعبير وأناقته، فهي تعبّر عن مكنوناتها ومشاعرها المتأججة من خلال القصيدة والخاطرة الأدبية.
نصوصها متنوعة الموضوعات، جذابة وآسرة بكلماتها، وبأسلوبها السردي المشوق، مشبعة بالرقة والرومانسية، قريبة إلى القلب والروح، ممتلئة بجواهر المعاني الخلاّبة، ومترفة بصور شعرية معبرة بلغة الماء الانسيابية، رخية رخاء همس قلبها وروحها العذب، المشوب بحس العواطف المتوقدة بالشعور الوطني الغامر.
لنقرأ هذا النموذج من كتاباتها، حيث تقول:
هو البحرُ حينَ يناديني
يدعوني سرًّا..
آتيهِ جهرًا
يُمازحُني على محملِ الجدِّ
يهدأُ لسكينَتي
يزبدُ لثورتي
يعرفني مزاجيّةَ الطّباع
فيأخذُ احتياطاتِهِ منّي
لأنّ كلّ الاحتمالاتِ قيد الإمكان
تتسربلُ زرقته لونَ فساتيني..
يهمسُ لي :” كم أنت بارعة في انتقاء الألوانْ..
وما أجملكِ حين ترتدينَ اللّيلكَ والأرجوانْ “..
أعرفهُ جيّدا يخترعُ الكلامْ
يتسكّعُ بين اللّغات الفانية
هشًّا حتّى الانكسارْ
فأعتقُهُ ليعودَ بحرًا يلملمُ فلولَهُ..
تجفلهُ العتمةُ
فلا يقرُّ له جَفنٌ
ولا عينهُ تنامْ
تتسم مقطوعات عايدة الشعرية النثرية بالوحدة العضوية، ويتوفر فيها الصدق الفني التعبيري، وجمال الصور الفنية، ولغة شعرية تتمرد على القوالب الجامدة، فضلًا عن الجرس الموسيقي المنساب من كلماتها المتصل بأفق الصور الشاعرية التي تربط منابع الحس الحقيقي عند القارئ بتوافر الإيحاء العميق، مع نسائج دلالية بالغة الـتأثير فيها.
عايدة فحماوي كاتبة واعدة تبشر بالخير والمستقبل، فلها الحياة ودوام العطاء والنجاح والتألق المتواصل.