د. سمير صبحي: إطلاق مخطط لتقليص العنف والجريمة
تاريخ النشر: 15/01/22 | 15:18إلى أهلي في بلدي
د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
ما من شكٍ أنّ سنة 2021 كانت صعبة وقاسية علينا جميعًا، من حيث عدد حالات العنف والجرائم التي ارتكبت، على مستوى ام الفحم التي فقدت 11 شابًا وعلى مستوى المجتمع العربي ككلّ في هذه البلاد والذي فقدَ 126 شابًا وشابة في حوادث عنف وجريمة مختلفة. ولذلك، يا أهلنا، نحن قرأنا هذا الواقع المحزِن والمؤلِم منذ تسلمنا لإدارة البلدية قبل ثلاث سنوات، وقررّنا أخذ المسؤولية وعملَ شيءٍ بهذا الصدد، والتحرك بكافة الأطر والمستويات، لم ننتظر أحدًا، نعلمُ أنّ هناك اشياءَ يمكن عملها دون الانتظار ولا تحتمل التأجيل، ونعلم كذلك أنّ أشياءَ كثيرة أخرى بحاجة إلى تدخّل من قبل المكاتب الحكومية المختلفة، لذلك قررنا أخذ زمام الأمور والمبادرة لأيدينا وتوَجهنا لعدد من العناوين، من بينها أجسام تطوعية داعمة ومُجنِّدة للأموال، ونجحنا من خلال جمعية “سيكوي أفق” بتجنيد ميزانية من “صندوق مبادرات”، ومن خلاله توجهنا لشركة “انكلوجن للاستشارة والتخطيط”، وهي بدورها قامت ببناء خطة عمل استراتيجية مهنيّة شاملة طويلة الأمد، لتقليص وتقليل وتخفيف حالات العنف والجريمة في بلدنا قدر الإمكان. وقد قامت هذه الشركة بالالتقاء خلال السنة ونصف السنة الأخيرة بعدد كبير من أعضاء مجلس بلدي، موظفي بلدية ومديري أقسام فيها، أصحاب رأي وخبرة وتجربة، من مواطنين وموظفي مكاتب حكومية ومؤسسات مختلفة، كل ذلك بهدف الوصول إلى وضعٍ يطيب فيه العيش في بلدنا ام الفحم وينعم المواطنُ بالأمن والأمان، يمشي في الشارع باطمئنان، دون وجلٍ ولا خوفٍ.
وفعلًا فقد شملت الخطة، التي بين أيدينا وسيعلن عنها بشكل رسمي ويتم إطلاقها بعد غدٍ الاحد الموافق 16.1.2022 بحضور عدد من المسؤولين والنواب والقائمين على المشروع، وذلك في لقاء مقلّص بسبب دخول بلدنا باللون الأحمر وفق مؤشر الكورونا، حيث شملت الخطة كافة الجوانب المحيطة بالموضوع وكافة الأطراف المعنية بتنفيذ بنود هذه الخطة، من تشخيص أسباب الجريمة والعنف الحاصل، مركباته، خطوات علاجه والحلول المقترحة على كافة الأصعدة من تربية وتعليم، خدمات اجتماعية، مناطق صناعية وتجارية، احياء سكنية، متنزهات، مواقف سيارات، بنى تحتية مختلفة وغيرها.
نحن الآن، يا أهلنا، على مفترق طرق هام، وبحاجة إلى موارد مالية وبشرية لتطبيق وتنفيذ هذا المخطط، أنا على يقين أنّ العمل المشترك والتعاون المثمر بين البلدية من جهة والوزارات المختلفة من جهة، والمواطنين من جهة ثالثة، سيؤتي أكلَه ويثمر خيرًا وطيبًا بإذن الله.
ختامًا، فإنني أتقدم بالشكر الكبير والثناء الجزيل لكل من عملَ على إخراج هذا العمل إلى النور، وكان له بصمةُ خير، فضحّى بوقته أو ماله او جهده، لنحفظ بلدنا أم الفحم، بلدًا آمنا سالمًا غانمًا. اللهم آمين.