طلّابُنا / أبناؤنا يحتاجون إلى الدّعم والدّفء والقبول!
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 19/01/22 | 20:04تواجه البشريّة في أنحاء المعمورة جائحة الكورونا وما تفرضه على الناس من تقييدات وصعاب، فالعلاقات الاجتماعيّة بسبب الالتزام بعدم الالتقاء المباشر وجهًا لوجه بالآخرين من أصدقاء ومعارف اعتراها الكثير من الفتور، والأوضاع الاقتصاديّة بسبب الإغلاقات زادت نسبة العاطلين والمحتاجين، وصحّة الناس والمصابون بالفيروس والمتوفّون ضاعفت الشعور بالقلق والجزع، والطلاب في المؤسسات التعليميّة فرض عليهم التعليم/التعلّم عن بعد، ففقدوا التواصل الاجتماعيّ والعلاقات الدافئة مع زملائهم ومعلّميهم.
وفي مثل هذه الوضاع الصعبة يحتاج المتعلّمون – خاصّة في المراحل قبل الالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا- يحتاجون إلى الدّفء والدعم وتعزيز الثقة بهم وبقدراتهم من المعلّمين والآباء، فمثل هذه العناية لا تقلّ أهمّيّة – وقد تزيد – عن إكسابهم أعمق وأحدث المعلومات والحقائق!
ولنتذكّر المقولة: “النّبوءة الّتي تحقّق ذاتها”؛ فهناك تأثير عظيم لما يعتقده المعلّم (أو الوالد) وما يؤمن به بالنّسبة لقدرات طلّابه (أو أبنائه) ومواهبهم وطاقاتهم الكامنة على إنجازاتهم وتقدّمهم ومستقبلهم!
والمفروض أنّ التّعليم النّاجح هو الذي يسعى لبناء الإنسان في شخصيّته المتكاملة وفي جوانبها المختلفة؛ الجانب العقليّ الإدراكيّ، العاطفيّ الوجدانيّ، والجانب النفس حركيّ (المهارات).
فالطالب/الابن يحتاج للمعلومات والمعارف، ويحتاج لتذويت القيم النّبيلة السّامية، ويحتاج لاكتساب مهارات التّعلّم الذّاتيّ المستقلّ، ويحتاج لاكتساب مهارات التّفكير الراقي مثل: النّقد والإبداع، ويحتاج لبناء جسمه ولياقته البدنيّة، ويحتاج لتنمية ذائقته الفنيّة وتذوّق الأدب والفنون، والأهمّ أن يكتسب الثّقة بنفسه وبقدراته، وأن يتقن التّعامل مع الآخرين، وأن يكون شخصيّة سويّة متّزنة.
وفي الواقع المعيش، كما في قصص الماضي وأحداثه الكثير من الشواهد على أهمّيّة الثّقة بالطّالب أو الابن على ما حقّقه من إنجازات وتحصيل.
لذلك أهيب بالمعلّمين والآباء: أحبّوا طلابكم وأبناءكم، امنحوهم ثقتكم ودعمكم وتشجيعكم، أحسنوا الظّنّ بهم، ولتكن توقّعاتكم منهم عالية – بدون خداع وتضخيم – وفي شتّى المجالات وليس فقط في تحصيل العلامات العالية – رغم احترامي لها – لأنّهم عندها سيبذلون جهودًا جادّة، ويثابرون ليكونوا في مستوى هذه التّوقّعات!
ابحثوا عن نقاط القوّة والضّوء في الطّلاب والأبناء، وانطلقوا منها وبهم إلى القمم السّامقة، والإنجازات الباهرة.