لسعاتُ برْدٍ أزالتها ابتسامة بائعة..
عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 24/01/22 | 19:06بينما كنت أسير وأرتعش من البرد ذات صباح ذات زمن ولّى، في إحدى شوارع موسكو .. أذكر في ذاك الصباح حين قالت المذيعة في النشرة الجوية بأن درجة الحرارة اليوم 30 درجة تحت الصفر، ولكنني كنت مضطرا للخروج في ذاك الصباح لشراء خبز، لأن الخبز نفد من عندي، وشعرت أثناء سيري بتجمد وجهي ويدي، على الرغم من خطواتي السريعة، ولكنني استطعت بخطواتي السريعة أن أصل إلى الدكان، الذي عادة أشتري منه الخبزَ، فرأتني البائعة أنفخ على يدي، فقالت: هل تجمّدتَ من البرْد؟ رددتُ عليها: بلى، لكنني كما ترين لم أتجمّدْ بعد، وابتسمت ابتساماتها المعتادة، وشعرت من ابتساماتها بأنها أزالت عني لسعات البرْد، فاشتريت خبزا منها، وقالت: لا تخرج في هذا البرْد، وابتسمت مرة أخرى، وابتسمت لها، فشعرت حينها بدفء مجنون، فقلت: حتى ابتسامتها أزالت البرْد .. وعدتُ إلى منزلي بسرعة، ولم أشعر بأي برْدٍ طوال الطريق، فقلت: يا لابتسامة تلك البائعة التي أزالت البرْد عني..