إنحدار الاخلاق في الأفلام “ألفنيّة”
بقلم لينة بلال أبوحسان/ ترشيحا
تاريخ النشر: 26/01/22 | 18:57 قبل كتابة هذا، بدأت توسوس في ذهني فكرة ” الاهتمام بالأمر التّافه وانتقاده يعطيه رونقًا ويزيدهُ شهرة لكن وبنفس الوقت لم يعد تافهًا ما دام أثّر!!
إن تركنا الموضوع للنظر السطحي سنساهم في إشاعة وشرعنة السوء.
دون ان نتكلم ودون ان نفعِّل حارسًا على عقولنا سنسمح للسوء والخطأ والحرام أن ينتشر بهدف نشر “الفن” .
إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)-سورة النور
حان وقت استبدال المجاهرة بالمعصية للمجاهرة بالتوعية والا استمرينا في انحدارنا نحو الحضيض
قبل أن تقرأ، وتدافع عن رأيك حدّد مبادئك الاصلية بموضوعية وحدّد موقفك من “الخيانة، القتل، السادية ، والعاب التحديات، وتشجيع مرض المثلية الجنسية كأمر عادي.
ارجع الى مبادئك ولا تتبع هواك بهدف التسلية والانصياع لرأي طغى
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)- سورة الكهف
وفي النهاية نعلق!! ول ! كلها ساعة فلم!
تفكير عميق، الافلام قد تعكس الواقع وتطرح فكرة وايضا قد لا تعكس الواقع وانما تهيّء لفكرة ما كالأرض الخصبة لزراعة الفكر الجديد!
ومن الامثلة على ذلك، وطرح في أفلام بداية ثمّ تمّ تطبيقها على أرض الواقع، المشي والعيش على الفضاء، فكرة السيلفي تصوير الذات ، فكرة التحكم بالاشخاص عبر زراعة شريحة في الجسم، فكرة الخطف والتجارة بالاعضاء وغيرها
وانما يهيء لُبنات لواقعًا جديدًا، فالافلام نفسيّة سيكولوجيّة تعمل على بناء السلوك، توجيه التفكير نحوه فقط دون غيره فيركز على أمر واحد ويتجاهل جميع جوانبه التي تتبين انها جميلة وليست ذات اهمية ! واحيانا لا تظهر بتاتًا خوفا من تضارب الأحداث أو تشغيل المنطق تمامًا ما يشبه غسيل الدماغ .فيفتح المجال للقبول عبر خرم صغير لتمرير المعلومات!
لبنة مهمة في اجازة السلوك واستسماح السلوك
تحرير سلوكات لم تكن مقبولة اصلا ولكن لكثرة الحديث عنها نستيسرها
لم تعد فكرة منع او توعية بل تشجيع على التسامح واعطاء الفرص!!!!
ومن جانب اخر المتعلقة بفلم اخير صدر ، موضوع لعبة المقالب المنتشر، وتنفيذه ولو كان الثمن غاليا . ولا ننسى وكيف ننسى !! طفل الحوت الازرق الذي توفي من أجل شرط التقدم في اللعبة والاحيتال والتنفيذ وذلك قبل اشهر معدودة.
استنكرنا لهذا النوع من الألعاب على أطفالنا ، إن تفكرنا حتى هذا الطفل المدفون جثة هامدة اليوم لعب هذه اللعبة من اجل التسلية فقط وتقضية الوقت واودى بحياته الى النهاية
انتم يا من انتقدتم هذا قد سمحتم لانفسكم ان تروها على الكبار كونها مثيرة للفضول المرضي والاهتمام!!
لو ان هذا الامر(قبول واستحسان الخيانة) حصل مع كل واحد منا لتذمرنا! ولن نقبله ولن نسامح شركائنا.
ان تغيّر تفكيرك قليلا بعد قراءة هذا أو شددت على يدك دافع عن استمرار الحياة بطريقة، فنحن بتشجيعنا على كف الخطأ نحدد الاعلام ولا نسمح لاي شخص كان يشتري عقلنا وفكرنا بل يشتري منا وقتنا بثمن زهيد.
كل لحظة فرصة جديدة لتغير قليلا فكرك ليترقي سلوكك
ودافع من أجل الحق ولو كلف الثمن غاليا
هذا الفلم قد يكون بمثابة تحرير وتيسير لسلوكات مشينة عدة وأفظعها الخيانة! وهو غير مقبول أصلًا على جميع الاصعدة فلا يقبل لا بالانسانية ولا في أي ديانة
فكما ضحكنا وتمتعنا بافلام الاكشن المدمي والمبكي من قتل وخطف بهدف الاثارة نحن نبكي عليه الان في الواقع
ان كنت مشاهدا فطنًا كيّسًا تفرق بين الصواب والخطأ بلمحة بصر، هل تضمن الوعي بتلك الامور لأبناء مجتمعك عدم الانحدار للحضيض
اتباع الهوى يهلك صاحبه ويحجب عنه أسباب التوفيق
﴿أفَرَأَيتَ منِ اتَّخذَ إِلهَهُ هَواهُ وأَضَلَّهُ اللهُ على عِلمٍ وخَتَمَ على سَمعِهِ وقَلبِهِ وجعل على بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ من بَعدِ اللهِ..﴾. سورة الجاثية