الثقافة العربية
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 26/01/22 | 18:58بداية يمكن القول ان الثقافة هي وعي المجتمع لوجوده عبر التاريخ، وبالتالي لها علاقة مع هوية هذا المجتمع، إذا لم نقل إنها هويته، ولكن هذا لا يعني عزل ذلك المجتمع في حدود ثقافته فقط، فالثقافة ليست بنية ثابتة بل هي بنية متحركة، وتنشأ من عناصر المجتمع الداخلية فهي تتأثر بثقافات المجتمعات الأخرى.
والثقافة العربية هي التي أنتجها عرب بلسانهم أينما وجدوا، أو أنتجها سواهم جزئيًا بلسان العرب أنفسهم، وأنتجها أيضًا عرب بألسنة أقوام أخرى.
والثقافة العربية الكبرى هي منبع ثقافات دينية إسلامية ووطنية وملتقى ألوان مدنية أو حضارية وإبداعية.
وتعتبر الثقافة العربية من أهم وأغنى الثقافات العالمية، وجذور هذه الثقافة ترسخت قبل الإسلام وبزغت بعد ظهوره وانتشاره بشكل مشرق ومضيئ، ومكوناتها اللغة العربية والإسلام.
وتعد الثقافة العربية من أرفع الثقافات العالمية واغناها في التراث الثقافي، بحكم كونها ثقافة لها أصالتها في أعماق الماضي، ولها أبعادها الحقيقية في الارتقاء بالإنسان العربي فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا.
وتشترك الأمم والشعوب في الحضارة المعاصرة، بقدر فهمها لروح العصر، وإسهامها في تطوير وتنمية المعرفة الإنسانية، وفي نطاق التمييز بين الثقافتين العلمية والأدبية نجد الثقافة العلمية تتطلب مواكبة المنجزات العلمية، في حين تتمثل الثقافة الأدبية من خلال القدرة على الانطلاق من الخصوصية الثقافية للأمة وعكس روح العصر كي تكتسب طابعها الكوني العالمي.
ولعل أهم المخاطر التي تهدد الثقافة العربية تتحلى في التأثيرات الثقافية الغربية التي تملك قوة هائلة على نشر وتعميق ثقافتها، فالثقافة الغربية تسعى إلى محو وشطب الثقافة العربية وفرض قيمها وتقاليدها وسلوكياتها لتحقيق غايات سياسية واقتصادية واجتماعية، وما العولمة التي ظهرت وانتشرت لتزاحم الثقافة العربية والعديد من الثقافات الأخرى في العالم، ما هي سوى شكل من أشكال الهيمنة على الثقافات العربية، بحيث انها مظهر من مظاهر الغزو الثقافي.
والثقافة العربية غنية بروافدها المتنوعة، لكنها تعيش انسدادًا تاريخيا في العقود الأخيرة، وتحتاج للتجديد كي تغدو ثقافة تنويرية، ومن الأهمية البحث عن سبل جديدة لفهم الموروث الثقافي، وتربية النشء الجديد على القيم الوطنية والدينية والإسلامية والأفكار العقلانية والحس النقدي.
وفي النهاية يمكننا القول ان الثقافة العربية تمر في أزمة، وهي في مفترق طرق، فإما تنهض وتتخلص من التقليد والانجرار الأعمى وراء الثقافات الغربية، وإما انها ستموت، فتصبح المجتمعات العربية بلا هوية ثقافية ولا حضارة.
…
[ההודעה נחתכה] הצגת ההודעה כולה