رئيس مجلس كفر قرع يرد على رئيس بلدية أم الفحم
بخُصوص لجنة البناء والتنظيم المحلية وادي عارة
تاريخ النشر: 29/01/22 | 17:44اهلي وبلدي كفر قرع وأهالي وادي عارة الأعزاء
اهلي في بلدي ام الفحم ام النور الأبية
تحية يُتَوجها الاحترام والتقدير أما بعد،
لا يختلفُ إثنان حول وُدي وإحترامي لشخص الدكتور سمير محاميد رئيس البلدية وأهلنا في ام الفحم، وإنني إذ أرى ان ام الفحم وكفر قرع بلدٌ واحدٌ يجمعهما مصيرٌ واحد يرتكز على رؤيا خدمة قضايانا المحلية والوطنية على حد سواء فقد إرتأيتُ ان أخاطبكم من خلال هذا البيان التوضيحي.
لا شك أن موضوع لجنة التنظيم ورغبة بلدي كفر قرع بإقامة لجنة مُستقلة يأتي تباعاً لواقع معين ومن باب رؤيا مصلحة مواطني كفر قرع ورغبتهم بالتأثير على تطوير بُنيتها التحتية وإزدهارها من خلال التأثير المباشر على القرارات في مجالي التخطيط والبناء كما أوضحنا انفاً في محافل إعلامية سابقة.
لا يمكننا ان نجعل الشعارات الرنانة تُسَيّرُ قرار القيادات التي تطمح بتطور وازدهار كل بلد وبلد، ومما لا شك فيه ان هذا القرار لم يأتِ من الفراغ أو وليد العبثية أو لربما من باب الصدفة، إن هذا القرار هو ثمرةُ جهود مُضنية من المشاورات والتشاورات والجهود الجبارة خلال عامين وحوار متواصل مع قيادات في وادي عارة وقيادات قطريه، حاولت من خلالها ان اُحذر من مَغبة ما هو حاصلٌ بين جُدران لجنة التنظيم وادي عارة من تجاوزات وإنعدام للنزاهة والمهنية والأبعاد الخطيرة والإنعكاسات السلبية لمثل هذا الواقع على المنطقة برُمتها جراء الأخطاء المهنيه الفادحه التي ترتكبها هذه المؤسسة، ناهيك عن القرارات غير المهنية المتعاقبة لهذه اللجنة وعلى وجه الخصوص بحق مواطني بلدة كفر قرع.
خلال عامين مُتواصلين طرحت امام القيادات في وادي عارة وثائق وحقائق لا يختلف عليها إثنان حول عدم مهنية اللجنة مُستشهداً بالقرارات التي اُتخذت بحق بلدة كفر قرع والتي تمُس بمصالحها وخاصة بالمُلك العام في البلدة، بالإضافة لإقرار اللجنة ومصادقتها على خرائط تتنافى بشكلٍ قطعي مع موقف مهني للمجلس المحلي والمسؤولين المهنيين بالمجلس وعلى رأسهم قسم الهندسة فيه، هذا بالإضافة الى قرارات اُقرت في أروقة المحاكم والتي تقضي بإبطال قرارات لجنة التنظيم التي اُتخذت بصورة غير مهنية بحق الملك العام في بلدة كفر قرع، لقد كررت وطالبت مراراً وتكراراً بإعادة هيكلية لجنة التنظيم والنظر بالتوظيفات وليدة الضُغوطات الخارجيه والمصالح المشبوهه وطالبت بإرساء قواعد مهنية مُتفق عليها، وذلك لضمان إجتثاث التسيس والمحسوبيات وقطع دابرها ولكي نضمن ان تكون اللجنة مهنية تعمل لخدمة المواطنين كافةً في ظل السياسات الحكومية المُجحفة التي يُعاني منها المواطنين في مجتمعنا وخاصةً في منطقة وادي عارة، ولكن ومع بالغ الاسف، مرّ عامان من المُحاولات الجبارة لتضرب اللجنة بكل نداءاتنا عرض الحائط ولم تُغير عن دربها ومسارها المُجحف وغير المهني قيد أُنملة، مما افشل كل مساعينا لتغيير هيكلية اللجنة وواقع قراراتها، فكان لنا ان نخطو هذه الخطوة نحو اقامة لجنة مستقلة لكفر قرع.
كيف لمن يُحركه ضمير حي ينطق بمصلحة مواطنيه ان يسكت عن هذا الإجحاف والإستهتار بحق مواطنينا ومصلحة بلدهم من خلال نهج اللجنة السقيم المُعلن؟
انني اؤمن ان الموقف الوطني والنداء للوحدة يتطلب من القيادة الحقيقية ان تتخذ مواقف مفصلية وان لم تكن بالإجماع، لوأد الأخطاء المتكرره في مؤسساتنا وإرساء قواعد مهنية وموضوعية بعيداً عن الشعارات الرنانة والمُناكفات السياسية والمُزاودات الوطنية واللعب على وتر الوطنية الحساس بمعزوفات تُضلل المواطن وتَحجب عنه الحقيقة والحق بلغة الوطنية وتفكيك الوحدة!
أخي سمير.. نتفق بيننا ان شعبنا سَئِم الشعارات الرنانة التي تُدغدغ المشاعر وتُنسيه القضايا الحقيقية التي تقضُ مضاجعه ونحن نتفق بيننا على ذلك، لا يخفى على أي حرٌ منا أننا ندفع ثمناً باهظاً جَراء سُكوتنا عن الاخطاء التي تمنع من تطور مجتمعنا وإزدهاره، وكفى بذلك حديثاً لأنني قطعت على نفسي عهداً بعدم الإفصاح بكل ما املك من محادثات مع القيادات المحلية والقطرية إزاء هذا الموضوع الشائك احتراماً لهم، ولكي لا نزيد الطين بلة ونُعمق هُوة الخلاف بيننا، لأنني اؤمن يقيناً بضرورة تعزيز وحدتنا ورأب الصدع وتدعيم كل ما هو مشترك لمصيرنا الواحد كشعب ومجتمع عربي يصبو بتعطش للوحدة والحفاظ على كيانه في ظل سياسات الظلم والإجحاف الغاشمة الظالمة التي نُعاني منها.
كقيادات، سوف نُسألُ امام الله العلي القدير لماذا كنا نعلم ولم نُحرك ساكنا؟ لماذا لم نحارب الفساد ولماذا لم نسعَ لإجتثاثه من داخل مؤسساتنا؟ لماذا رأينا العمل بصورة غير مهنية وأدَرنا ظهرنا دون إكتراث ودون القيام بخطوات جدية لتصحيحه ؟!! سوف نُسألُ امام الله لماذا رأينا المسّ بالمصالح العامة من قبل مؤسسة تخطيطية نتبع لها كبلدي كفر قرع ولم نعمل لوضع حد لهذه الظاهرة وكبح جِماحها ولِجامها، لماذا لم نقُم بمنع تفاقم هذه الظاهرة المُقلقة؟ لماذا رأينا المحسوبيات والإعتبارات السياسية الرخيصة ولم نحارب لإيقاف هذه المهزلة؟ لماذا تهجمت مؤسسة على قياديين منتخبين من قبل الجمهور في قُرانا ولم نحرك ساكناً؟
كم هو هين ان نقف جانباً مكتوفي الأيدي حِيالَ واقعٍ مريرٍ مقيتٍ ونذهب وراء القطيع كي نَتجنب وجع الرأس والإنتقادات والتجريح من المُتضررين من كشف الحقائق!!! وكم هو صعب مجابهة ومحاربة الخطأ وتكريس النضال لتحسين الواقع وتبديل الغُبن بالمصلحة العامة؟ هناك من يفضل ألا يخوض معركة النضال لتغيير ظلم يراه!!نحن لسنا هناك، نحن نُناضل وسنناضل لتغيير هذا الإجحاف.
ولكن أستحلفكم بالله، هل هذا يعكس الأمانة العظيمة التي أودعنا إياها رب العباد؟ وماذا عن ثقتكم العالية الغالية ايها المواطنون؟ هل هذا موقف قيادي مسؤول؟ هل هو يتماشى مع تأدية الامانة العظيمة التي منحنا اياها المواطن امام الله عز وجل؟
نحن نأبى بكل ثبات ان نكون جزءً شريكاً في منظومة غير سليمه تمس بمصالح اهل بلدي كفر قرع، وتأتي هذه الخطوة بعد ان إستنفذنا خلال عامين متواصلين كل المحاولات الحثيثة وكافة السبل المُتاحة لإيقاف هذا التدهور ولم نفلح بذلك!!! بلغ السيل الزُبى وبات هذا الظلم لا يُطاق!
جمعتنا وستجمعنا اخي سمير القضايا الوطنية وحب البلد والإلتفاف حول الثوابت الوطنية، ولكن من جهة ثانية علينا ان نبقى مُوحدين لمحاربة الفساد ومكافحة عدم المهنية التي تمس بقضايانا الوطنية وأخلاقنا الإسلامية في كل مؤسساتنا العامة.
انت تعلم جيدا اخي سمير، واقصد بكلمة “اخي” كل ما تحمله من معانٍ ساميةٍ أن ما يجمعنا هو الإستقامة وأننا مسكونون بشغف العطاء وخدمة المصلحة العامة، وانا اشهد لك بذلك علناً، كما انني اعلم يقيناً ان رسالتك والنصائح التي اسديتها لي من خلال وسائل الاعلام تأتي من هذا الباب، ولا أشك قطعياً بنواياك النبيلة الحسنة، ولكنني اعلم ايضا أنك تتقلب قلقاً مما يدور في اروقة لجنة التنظيم ولن اضيف على ذلك!
اخي سمير، سوف يُسجل التاريخ بصفحاته أننا نقود هذه المسيرة بصورة مؤقتة وإن طال الوقت لنُسلمها للقادة المستقبليين من بعدنا وللأجيال القادمة، يعلم الله بصدق النوايا وطهارة القلوب بإتخاذ هذه الخطوة التي لم تأتِ عبثاً ولم يلِدها الفراغ، وانما أتت خوفاً من الله وخوفاً من أن أقف يوماً امام الله عز وجل وأُسألُ عن علمي بما يدور بأروقة لجنة التنظيم وادي عارة وأنني تجاهلت وتغاضيت؟!! وألحقت بهذا التغاضي عظيم الضرر.
وأما بالنسبة لأنياب التحريض ودق الأسافين ضد انعكاسات إنفصالنا عن لجنة التنظيم، فهناك امور وإشاعات تم بثها كالسُم بين المواطنين مما إقتضى التنويه والتوضيح، يشهد علينا الله أننا حين تقدمنا بالخطوات الرسمية وضعنا امام المؤسسة شروطاً واضحةً جدا بلا تبديل ولا هوادة وعلى رأسها أن اقامة لجنة تنظيم محلية لكفر قرع لن تمس قطعياُ بمنطقة نفوذ لجنة وادي عارة القائمة اليوم وليس بتركيبة اعضائها، تبقى لجنة التنظيم وادي عارة عدا منطقة نفوذ كفر قرع كاملة وبكامل صلاحياتها، وكل ما يُقال ويًردد من شعارات حول امكانية هدم وتفكيك اللجنة ما هو الا شعارات رنانة هدفها زرع الفتنة وبراثن الفساد وبذور الشر بين صفوفنا. يعلم الجميع ان حديثي هذا مسنود بوثائق رسمية خطية وموثقة موجودة بمتناول اليد ويُمكنكم الاطلاع عليها قبل إقدامنا الرسمي على هذه الخطوة، فلا داعي لاعطاء منصه للمعنيين لتسييس الخطوة واستخدامها لغايات في نفس يعقوب.
كرئيسِ مجلسٍ مسؤولٍ، أؤمنُ ان تحمل المسؤولية لا يمكن ان يكون دون صلاحيات وهو منُوط بالصعاب والمشقات والتحديات من اجل خلق الرفاهية التي يستحقها المواطن. اُدركُ تماماً ان مسيرة التغيير في هذا السياق لبناء مستقبل افضل لبلدي كفر قرع سيُلاقي انتقادات، وقد اختار البعض من اجل منع اتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة المواطن، اختاروا تأجيج الوضع وإنتهجوا سياسة التحريض من خلال اتهامات باطلة مستعينين بشعارات وطنية رنانة لكسب وارضاء الرأي العام من خلال التلاعب بأحاسيس الناس واللعب على وتر الوطنية بطريقة مزعومة، لكن هذا الأسلوب لن يثنينا عن عزيمتنا ولن يردع قيادي مسؤول تُحركه مخافة الله ومصلحة بلده من الاستمرار والمضي قُدُماً نحو صياغة مستقبل افضل للمواطن مع الأخذ بعين الإعتبار جميع الثوابت الوطنية.
لجنتي تنظيم، واحدة في كفر قرع والثانية لجنة تنظيم وادي عارة من شأنهما ان تُعززا الشراكة بيننا كمُحصلة قوة عظيمة امام المؤسسة الحاكمة وليس لِزَج الفُرقة بيننا كما يُروج البعض!
من الحري بنا ان نتساءل كيف نُحارب مخطط سكة الحديد منشة؟ وكيف نعمل بمهنية ضد مخططات حريش التي تنهش قرى وادي عارة كالسرطان، والمخططات على شارع 65، وان نتكاتف سويةً بصورة مهنية لبناء مخططات واستراتيجيات للتعاون والمشاركة الفعالة في ظل غياب رد صارم ومهني من لجنة التنظيم وادي عارة حيال هذه القضايا الوطنية الحارقة والمُلحة في ذات الان!
علينا ان نُعيد التفكير بكيفية إعادة هيكلية لجنة التنظيم وادي عارة وإعادتها الى المسار المهني السليم الذي يعود على وادي عارة بالمنفعة والفائدة، يجب ان نُعيد التفكير لماذا ترك كبار الموظفين العمل في هذه اللجنة خلال العام الاخير المنصرم، رغم كل محاولاتنا المشتركه المتكررة لإستمرار عملهم بها؟ وقضايا اخرى لن أفصلها كاملةً لا يليقُ الخوض بها من على منصات الإعلام.
وفي نهاية الحديث، إن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، فلا داعي للزج ببراثن التخوين والاتهامات الباطلة التي تُضلل المواطن الذي ينتظر منا الوحدة والسعي للقضاء على القضايا التي تقض مضاجعه. ولنتذكر ان الذي يجمعنا أكبر بكثير من الذي يُفرقنا، وستبقى كفر قرع بقياداتها ملتزمة التزاماً فعليا وقاطعاً لا يقبل التأويل على جنبين بقضايا شعبنا الوطنية التي تُوحدنا.
نطمح لتطوير بلدنا كفر قرع من خلال التأثير المباشر على قضايا التخطيط والبناء دون ان نتنازل ابداً عن دورنا الباسل في الحفاظ على ثوابتنا الوطنية وهويتنا القومية والاجتماعية الأمر الذي لا هوادة فيه ونحن لا نبدل تبديلاً.
وإسمحوا لي ان استغل هذا المنبر لأوجه نداءً حراً وصادقاً لأهلنا في ام الفحم ام النور للتدخل بإشفاء لجنة التنظيم. أنتم اهلٌ لذلك ويشهد لكم التاريخ بمواقفكم الجريئة الباسلة المُشرفة لصالح شعبنا، إنني على يقين تام ان ام النور بقياداتها الفذة وعلى رأسهم الدكتور سمير محاميد والذي أكُنُ له اصدق آيات الاحترام والتقدير الصادق لن يقفوا مكتوفي الأيدي حِيال ما هو حاصلٌ في لجنة التنظيم وادي عارة وأنهم سيتخذون القرارات السليمة لإجراء تغيير جذري يقضي بالمصلحة العامة السليمة وإرساء قواعد النزاهة، المهنية والمصداقية في هذه المؤسسة بالغة الاهمية لمصير اهالي وادي عارة.
ان المواطن الذي سَلّمنا الراية والأمانة وإنتخبنا لا يدرك التفاصيل الدقيقة مما يدور في المؤسسات العامة كلجنة التنظيم، ولكنه يتوخى منا ان نبذل قُصارى جهودنا بعيداً عن الديماغوغية والمصالح الشخصية لإرساء قواعد النزاهة، المصداقية والمصلحة العامة، أولاً لإرضاء رب العالمين وثانيا لتأدية امانة الناخب التي اودعنا اياها من خلال منحنا ثقته الكبيرة بنا والتي نقدرها ونثمنها غاليا وعالياً.
أعاننا الله وإياكم على حمل الامانة وتأدية الرسالة لخير المواطن مُتكئين على الثوابت الوطنية والاخلاقية والدينية.
توكلنا على الله
المحامي فراس احمد بدحي
رئيس مجلس كفر قرع المحلي
28 كانون ثاني 2022
كتب في هذا السياق: لماذا نريد لجنة التنظيم والبناء وادي عارة واحدة وموحّدة؟! د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم