خواطر وقصص بقلم عطا الله شاهين

عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 31/01/22 | 12:14

أصدقُ بوْح هو بوْح العدم

لا مجال للكذب هناك أو في اللاهناك أو اللاهنا، أو في اللامكان، أو العدم، فلا شيء يجعل المرء، الذي جاء صدفة إلى العدم، إلا أن يرى بوح العدم.. فهو أصدق بوح.. فلا يمكن تخيل صدق بوْحه، لأنه عدم، فلا مكان هناك للمواربة في البوح.. فكل اللاشيء معدم.. صورة العدم بكل معانيها من عدم.. تخيلت ذاتي لثوان معدودات أنني في العدم، وأدركت صدق بوْح العدم، الذي لا يشبه بوْحنا المزيف…
في العدم كل شيء من عدم إذن البوح كله صادق فلا يمكن تخيل بوح العدم، إلا إذا تخيل العقل ماهية العدم لزمن قصير..
—————-

سؤال تفكيكي عن الحُبِّ

يشغلني سؤال لماذا أحبتني هذه المرأة التي جالسة عند النافذة، وتتأمل مساحات خضراء منذ نصف ساعة؟ فهل أنا نتيجة أعجاب لعقلها، الذي رآني عبر عينيها، وقعت في حبي، وهنا برز عندي سؤال تفكيكي عن الحب. فكل نتيجة قابلة لمبدأ الشك، تذكرت جاك داريدا وتفكيكياته في النص، فقلت لماذا لا أفكك الأسباب التي جعلت هذه المرأة تحبني، ولماذا أنا؟ لماذا عقلها اختارني أنا؟ فأنا هنا لست ساحر الجمَال. قلت: إذن الجمَال هنا استبعده عقلها. فهل أحبتني لأنني محاط بأخلاق جمة اكتشفتها هذه المرأة فيّ حينما تحدثت معي لبرهة من الزمن تحت جسر ايست ريفر ذات مساء مكفهر، بينما كنت أقرأ كتاب جاك داريدا الكتابة والاختلاف قلت : لم تفهمني حين قلت لها لماذا أنا بالذات وقعت في حبي أو عقلك أعجب بي ها هي أقرأ ما تبوحه عيناها عن مساحات خضراء نظرت إليها وقلت الاختلاف هنا أنها لا تعلم لماذا اختارتني أنا لكي تحبه؟ كنت أشك بأنها أحبتني ليس لأني كنت راغبا في الحب، حينما رأتني حائرا اقرأ لفيلسوف محيّر بل لأنها فككتني بعينيها، وفهمتْ بأن الحب يقف هنا عند هذا الرّجل الذي هو أنا المحصّن بالأخلاق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة