الوحدة الوطنية واستحقاق الدولة الفلسطينية
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 09/02/22 | 6:18تواصل حكومة الاحتلال والأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وعصابات المستوطنين العدوان الشامل ضد الشعب الفلسطيني في ظل تكثيف الاعتداءات اليومية على أهلنا في القدس الشرقية مستهدفة المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، كما تستهدف تهجير أبناء حي الشيخ جراح وسلوان وبطن الهوى، إضافة لتدمير المنازل والمؤسسات الفلسطينية في القدس وضواحيها، وفي الأغوار والخليل ومعظم المحافظات في الضفة الغربية وعلى المعابر والشريط الحدودي لقطاع غزة، وتستمر في بناء البؤر الاستيطانية الاستعمارية وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية القائمة في جميع محافظات الضفة، وتواصل حصارها الظالم على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتكثف حملات الاعتقال اليومية في القدس الشرقية المحتلة .
تلك هي التحديات الوجودية التي باتت تفرض نفسها وطبيعة المشهد غي الاراضي الفلسطينية المحتلة في ظل استمرار العدوان والانقسام الفلسطيني وهذا يقتضى من الجميع دون استثناء احد مواصلة الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب الفلسطيني سواء حضر اجتماعات المجلس او اعتذر عن الحضور لأسباب تنظيمية او مواقف حزبية او فصائلية معينة .
المرحلة الراهنة وطبيعة الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني وواقعه السياسي يتطلب دعم المنظمة على اعتبارها الوجودي والتكويني والتاريخي والتمثيلي وأهمية التزام الكل الفلسطيني في البرنامج السياسي والمحددات الوطنية التي تهدف الي تحقيق التطلعات الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ودعم عملية الإصلاح الشاملة للمؤسسات الفلسطينية والإنهاء الفوري للانقسام الداخلي في إطار الالتزام بالشرعية الدولية .
لا بد لنا من حماية فلسطين والدفاع عن القيم الوطنية وان يتم وضع حد لكل من يشكك في قدرة الشعب الفلسطيني في خوض المعركة السياسية الشاملة والهادفة الي انهاء الاحتلال الإسرائيلي وفتح ملف مجازر العصابات الصهيونية منذ 1948 حتى الان ليكون شاهدا على طبيعة الظروف التي احاطت ومرت بها القضية الفلسطينية وأن هذه الجرائم لن ولم تسقط بالتقادم والحق الفلسطيني سينتصر في النهاية بحكم تجسيد لغة المنطق وإدارة الحوار الوطني الشامل على قاعدة الوحدة ومواجهة الاحتلال وخاصة في ظل تصاعد الادانة الدولية لممارسات حكومة الاحتلال واعتبارها وفقا لتقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية بأنها حكومة عنصرية تمارس الارهاب بحق الشعب الفلسطيني فهذا الامر يدفعنا ويشكل خطوة هامة نحو اوحيد الجهود الفلسطينية والعمل على توثيق حقيقة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وعدم حرف البوصلة في اتجاهات لا تخدم المستقبل السياسي للشعب الفلسطيني .
لا يمكن استقرار الحالة والوضع الفلسطيني دون اتمام الوحدة الوطنية وتجسيدها عمليا على ارض الواقع واستمرار الانقسام بهذا الشكل بات يدمر مقومات المجتمع ويضعف القدرة الفلسطينية على اتخاذ القرار المناسب خصوصا مع تصعيد الاحتلال عدوانه ضد الشعب الفلسطيني لتدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية والتعامل مع الكيان الفلسطيني مجرد ادوات الهدف منها استدامة السيطرة وفرض واقع ومكونات جديدة الهدف منها انهاء مشروع الدولة الفلسطينية من خلال توسيع الاستيطان وإدارة حكم ذاتي محدود في بعض المدن الفلسطينية .
جماهير الشعب الفلسطيني التي صنعت التضحيات الجسام وشكلت الركيزة الاساسية للنضال الوطني الفلسطيني لقادرة على المضي قدما في دعم منظمة التحرير الفلسطينية وتجسيد التوافق الوطني الفلسطيني ضمن برنامج متكامل هادف الي انهاء الاحتلال وبناء المؤسسات الفلسطينية والعمل على تدعيم اسس الدولة بما في ذلك الاعداد لإستراتيجية ومنظومة القوانين واللوائح التي تهدف الي دعم قيام الدولة الفلسطينية .