مُعَلَّقَةُ عِشْتَارْ
تاريخ النشر: 10/02/22 | 12:14الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الْحَمِيمَة الشاعرة السورية الرائعة / عائشة دهان عشتار تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى.
دُمْتِ عِشْتَارُ لِلْفُؤَادِ دَلِيلَا = لَمْ يَكُنْ حُبُّكِ الْعُلَا مَجْهُولَا
اُذْكُرِينِي وَحَقِّقِي الْمُسْتَحِيلَا = إِنَّ فِي حُبِّكِ الْجَمِيلِ مَقِيلَا
أَنْتِ فِي سَاحَةِ الزَّمَانَ عُبُورٌ = عَرَفَ الْحُبُّ طَعْمَهُ السَّلْسَبِيلَا
أَنْتِ فِي سَاحَةِ الزَّمَانَ غِنَاءٌ = يَعْرُبِيٌّ لَمْ أَرْضَ عَنْهُ بَدِيلَا
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ ؟!!! أَنْتِ قِصَّةُ حُبٍّ = بَارَكَتْ حُبَّنَا الْجَمِيلَ النَّبِيلَا
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ ؟!!! أَنْتِ رِحْلَةُ عِشْقٍ = خِلْتُ أُسْطُولَهَا الْعَظِيمَ جَمِيلَا
يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّ حُبَّكِ شَهْدٌ = فَاسْكُبِي الْيَأْسَ وَاعْشَقِي الْإِكْلِيلَا
سَيِّدُ الْقَلْبِ يَرْتَضِيكِ عَرُوساً = تَحْتَوِي عِشْقَهُ الْجَمِيلَ خَلِيلَا
وَالْتَقَيْنَا بِالْحُبِّ يَقْطُرُ شَهْداً = فَرَوَيْنَا غَرِيزَةً وَغَلِيلَا
أَنْتِ يَا عَائِشَ الزَّمَانِ فُصُولٌ = تَحْتَوِي عِشْقَنَا وَتَدْعُو فُصُولَا
أَنْتِ دَهَّانُ حُبِّنَا وَانْتِمَاءٌ = لِسَمَائِي وَقَدْ عَزَمْتُ الرَّحِيلَا
كُنْتِ فِي صَفْحَةِ الْغُيُوبِ حَلَالِي = تَرْتَضِينَ الْمَكْتُوبَ مِنِّي حَلِيلَا
كُتِبَتْ شِقْوَةُ الْغَرَامِ عَلَيْنَا = وَارْتَضَيْنَا نِدَاءَهُ الْعَنْتِيلَا
عِنْدَمَا لَامَسَتْ يَدَاكِ فُؤَادِي = تُهْتُ فِي جَنَّتِي رَمَقْتُ الطُّلُولَا
قُلْتُ يَا عَائِشَ الزَّمَانِ تَعَالَيْ = ثُمَّ صُبِّي بِصُبْحِنَا الزَّنْجَبِيلَا
بَعْدَهُ يَفْتَحُ الزَّمَانُ شِفَاهاً = لِغَرَامِي قَدْ فُقْتُ فِيهِ الْفُحُولَا
بَعْدَ طُولِ الْحَنِينِ عَيُّوشُ شَاءَتْ = حِكْمَةُ اللَّهِ عَوْدَنَا لَنْ نَحُولَا
حِينَمَا دَقَّتِ الْقُلُوبُ وَعَادَتْ = لِلِقَاءٍ فَاقَ الْحُسَامَ الصَّقِيلَا
كُنْتُ فِي قَلْعَةِ الْغَرَامِ أُغَنِّي = لَمْ نُبَدِّلْ إِحْسَاسَهَا تَبْدِيلَا
بِعِنَاقِ الْعُيُونِ مِنَّا تَجَلَّتْ = رَقْصَةُ الْعَوْدَةِ اسْتَتَبَّتْ مُيُولَا
وَالْتَقَيْنَا عَلَى الْمَعَادِ وَسِرْنَا = بِصِفَاحِ الْغَرَامِ مِلْنَا قَلِيلَا
شُبِّكَتْ بَيْنَنَا أَصَابِعُ حُبٍّ = وَجَلَسْنَا نَشْتَاقُ ظِلّاً ظَلِيلَا
بِقَرَارٍ مِنْ نَبْضِ قَلْبِي حَيَاتِي = عَشْتَرَ الْفَجْرَ وَاخْتَلَقْنَا الْحُلُولَا
شُبِّكَتْ بَيْنَنَا أَصَابِعُ حُبٍّ = وَجَلَسْنَا نَشْتَاقُ ظِلّاً ظَلِيلَا
فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُنْ = طَالَ مَا بَيْنَنَا فَرَشْنَا النَّجِيلَا
غَفْوَةُ الْحُبِّ فِي الْقُلُوبِ تَنَامَتْ = وَقَرَأْنَا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَا
وَتَلَوْنَا الْقُرْآنَ نَغْرِفُ مِنْهُ = لُغَةَ الْحُبِّ بُكْرَةً وَأَصِيلَا
بِحَيَاتِي عِشْتَارُ أَجْمَلُ لَحْنٍ = صُغْتُهُ فَارِداً شِرَاعِي الْأَصِيلَا
قَدَرٌ حُبُّنَا الْجَمِيلُ حَيَاتِي = بَارَكَ اللَّهُ نَبْتَةً وَفَسِيلَا
فِي ابْتِسَامِ الْوُرُودِ مِنْكِ شُعَاعٌ =يَخْطَفُ الْعَيْنَ يَسْتَبِيحُ الْعُقُولَا
أَنْتِ يَا وَرْدَةَ الزَّمَانِ بِقَلْبِي = تَنْشُرُ الطِّيبَ وَالنَّسِيمَ الْعَلِيلَا
أَنْتِ يَا بَلْسَمَ الزَّمَانِ وَعُمْرِي = تَخْطَفِينَ الْأَضْوَاءَ وَالْقِنْدِيلَا
لِمَ عِشْتَارُ قَدْ أَبَحْتِ فُؤَادِي = لِلْغَرَامِ الْجَمِيلِ فَاقَ النَّخِيلَا ؟!!!
لِمَ عِشْتَارُ يَا جَمِيلَةُ نَمْضِي = وَالْهَوَى شِرْعَةٌ تَرُدُّ الْجَمِيلَا ؟!!!
لِمَ عِشْتَارُ قُبْلَةٌ ذَوَّبَتْنِي = فِي هَوَاكُمْ وَقَدْ عَشِقْتُ النِّيلَا ؟!!!
ضَمَّةٌ خِلْتُهَا جِنَانَ حَيَاتِي = وَلَثَمْتُ الْأَوْرَادَ لَثْماً وَبِيلَا
بَعْدَهَا نَشْوَةُ اللِّقَاءِ رَجَتْنِي = أَنْ أَجُوبَ الْأَرْجَاءَ عَرْضاً وَطُولَا
كُنْتُ فِي وَقْتِهَا الْمَلِيكَ وَقَلْبِي = دَائِمَ الدَّقِّ يَسْتِحِبُّ الْهُطُولَا
كُنْتُ فَوْقَ الْأَمْوَاجُ أَشْدُو قَصِيدِي = وَتَقُولِينَ مُحْسِنِي زِدْ طَوِيلَا
عُمْتَ فِي أَبْحُرِي وَقَلْبِي سَعِيدٌ = يَتَمَنَّاكَ يَا حَبِيبِي مُطِيلَا
قُلْتُ :”مَا تَرْغَبِينَ عِشْتَارَ قَلْبِي = سَأُلَبِّي مَا تَرْغَبِينَ صَؤُولَا
فَتَنَفَّسْتِ آهَةً بِفُؤَادِي = وَعَزَمْتُ الْإِبْحَارَ حَتَّى أَجُولَا
كُنْتُ أَبْغِيكِ حِضْنَ حُبٍّ جَرِيءٍ = وَعَبَرْتُ الْهَوَى وَنِلْتُ الْجَزِيلَا
وَبِعِشْتَارَ عَائِشُ الْحُبِّ صَارَتْ = وَاحَةَ الْقَلْبِ لَمْ يَهَبْ إِرْخَبِيلَا
يَا حَيَاتِي وَأَنْتِ نَبْضُ حَيَاتِي = اِخْلَعِي الْقَيْدَ وَاعْهَدِينِي سُيُولَا
أَنْتِ أَرْضِي بَذَرْتُ حُبِّيَ فِيهَا = كُنْتِ عِشْتَارَ وَقْتَهَا مَفْعُولَا
وَعَشِقْتُ الْبُحُورَ أَرْجُو نَوَالاً = نَوَّلَتْنِي عِشْتَارَهَا تَنْوِيلَا
يَا مِدَادَ الْحَنِينِ عِشْتَارَ حُبِّي = أَنَا بِالْحُبِّ قَدْ عَشِقْتُ الْوُصُولَا
آهِ مَا أَبْخَلَ الْغَرَامَ عَلَيْنَا = أَنَا لَمْ أَهْوَ يَا غَرَامُ بَخِيلَا !!!
إِنَّ عِشْتَارَ فِي الْغَرَامِ حَيَاتِي = قَلْبُهَا الْمُسْتَهَامُ صَارَ خَمِيلَا
فِيهِ نَخْلٌ وَفِيهِ وَرْدٌ وَفُلٌّ = قَدْ رَعَى حُبَّنَا وَنَالَ الْقَبُولَا
اِعْزِفِي لَحْنَ الْغَرَامِ الْمُحَلَّى = بِفَمِ الشَّهْدِ لَنْ أَرَاهُ ثَقِيلَا
إِنَّ شَهْدَ الرَّضَابِ عَائِشُ يَحْلُو = مِنْ فَمِ الْحُبِّ رَاكِباً أُسْطُولَا
إِنَّ شَهْدَ الرَّضَابِ نَوَّرَ قَلْبِي = ذُقْتُ أَطْرَافَهُ الْعِذَابَ جَلِيلَا
إِنَّ شَهْدَ الرَّضَابِ مُلْكٌ عَظِيمٌ = قَدْ حَبَاكِ الْمَطْلُوبَ وَالْمَأْمُولَا
إِنَّ شَهْدَ الرَّضَابِ آيَةُ فَخْرٍ = قَدْ حَبَتْنَا الْهَنَاءَ يَحْوِي الشُّمُولَا
إِنَّ شَهْدَ الرَّضَابِ خُلْدٌ وَنُورٌ = رَامَ فِي حِضْنِهِ الزَّمَانُ نُزُولَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الخفيف التام
أول الخفيف :
العروض تام صحيح
والضرب تام صحيح
ووزنه :
فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلَاتُنْ = فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلَاتُنْ
مثل :
دُمْتِ عِشْتَارُ لِلْفُؤَادِ دَلِيلَا = لَمْ يَكُنْ حُبُّكِ الْعُلَا مَجْهُولَا
اُذْكُرِينِي وَحَقِّقِي الْمُسْتَحِيلَا = إِنَّ فِي حُبِّكِ الْجَمِيلِ مَقِيلَا
أَنْتِ فِي سَاحَةِ الزَّمَانَ عُبُورٌ = عَرَفَ الْحُبُّ طَعْمَهُ السَّلْسَبِيلَا
أَنْتِ فِي سَاحَةِ الزَّمَانَ غِنَاءٌ = يَعْرُبِيٌّ لَمْ أَرْضَ عَنْهُ بَدِيلَا
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ ؟!!! أَنْتِ قِصَّةُ حُبٍّ = بَارَكَتْ حُبَّنَا الْجَمِيلَ النَّبِيلَا
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ ؟!!! أَنْتِ رِحْلَةُ عِشْقٍ = خِلْتُ أُسْطُولَهَا الْعَظِيمَ جَمِيلَا
يَا مُنَى النَّفْسِ إِنَّ حُبَّكِ شَهْدٌ = فَاسْكُبِي الْيَأْسَ وَاعْشَقِي الْإِكْلِيلَا