مهرجان اللوز- قصيدة
د.سامي الكيلاني
تاريخ النشر: 12/02/22 | 23:15(النص باللغة الوسيطة بين الدارجة الفلسطينية والفصحى)
زهّر اللوز وشعشع في الفضا نوّاره،
ع مد النظر فرش ثلجه الأبيض الدافي،
ع صفحة السما الزرقا تبروزت زهراته.
قومي اطلعي ع الجبل،
شوفي بتلاته تنزل ع مهلها،
تسلّم ع قطرات الندى،
وبكل حنّيه تلثم ثغرها.
قومي اطلعي وانفضي ثوب الكسل،
واغسلي وجهك الصافي بشمس الربيع الدافية،
شوفي شمس الصبح
قدّيش هالشمس حنونة،
تمسح بإيدها الناعمة ع بساط العشب والنوار،
تنادي طيور الحجل: يلاّ اكرجوا،
وتصحّي حبة قمح تحت الأرض غافية.
قومي شمّي النسايم وافتحي شبابيك الهوى،
هاي اللوز نوّر ورفرفت رايات المهرجان،
زغردي للأرض وافرحي بأعيادها،
واركضي عبّي القطاين رقص،
خلّي الشعر منثور،
خلّي الهوا ع راحته يلاعب خصلاته،
وغني للوطن، زغردي،
رددي لتراب الأرض موّاله.
قومي طلّي ع خلة الرعيان والوديان،
شوفي بتلات الزهر مثل الثلج نازلة،
تصبّح ع قرن الغزال،
ع حنون الجبل،
ع شقايق النعمان،
وعرق الشومر الغافي،
وتحضن هذيك الزهرة الصغيرة،
ما في بالحسن مثلها،
وترتاح على عرق خبيزة،
تغفى في بيت لْسَيْنِة،
وتنزل ع ظحظاح المَيْ،
تسبح ع مهلها،
وتشرب من ميته الصافية.
شوفي طرود النحل بربيع الخير فرحانة،
تنزل على اغصان اللوز تبوّس الزهر،
وتطير في الفضا نشوانه.
نوّر اللوز وما شفت السنة زهراته،
شفته بالحلم … من بعيد ناداني،
قال بنغمة معاتبه:
خايف يا صبي لَتْكون عينك زايغة،
لَتْكون زاغت عَ زهرة ثانية،
خايف يا صاحبي تكون نْسيتني،
ونْسيت الصور،
ونْسيت الربيع ونْسيت طلعاته.
بصوت العاشق الولهان رد الفؤاد:
ع العهد أنا يا زينة الأزهار،
ع الوعد باقي أنا،
ناطر على أحر من الجمر تَيْصير الملتقى،
ولو طال الدرب وامتدت مسافاته.