الْعَاشِقِ الْمَجْنُونْ
بقلم: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
تاريخ النشر: 12/02/22 | 23:19مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {97}مُعَلَّقَةُ الْعَاشِقِ الْمَجْنُونْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه وَسِينِيَّةُ جميل صدقي الزهاوي الجهل والعلم على أنغام بحر الطويل المقبوض العروض والضرب
بقلم/ الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {97}مُعَلَّقَةُ الْعَاشِقِ الْمَجْنُونْ
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الْحَمِيمَة الشاعرة السورية الرائعة / عائشة دهان عشتار تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى.
نُفَكِّرُ مَاذَا عَلَّمَتْنَا الْمَدَارِسُ = وَعَاثَتْ عَلَى أَرْضِ السَّلَامِ الْهَوَاجِسُ
أَيَا قُدْسُ تَفْدِيكِ النُّفُوسُ وَأَهْلُهَا = وَقَدْ حَوَّطَتْ فِي مُقْلَتَيْكِ الدَّسَائِسُ
رَوَائِعُ أَقْصَانَا تَزِدْهُ مَهَابَةً = وَلَمْ تَحْتَشِمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ الْأَبَالِسُ
فَيَا رَبِّ أَرْجِعْهُ عَزِيزاً مُكَرَّماً = لِتَرْجِعَ مَا بَيْنَ الزِّحَامِ النَّفَائِسُ
ضَمِيرٌ يُحَيِّينَا فَنَحْيَى عَلَى الْمَدَى = كِرَاماً وَسِفْرُ الْحُبِّ بِالْحُبِّ شَامِسُ
وَعِشْتَارُ تَرْعَاهُ وَتَمْشِي مَعَ الْهَوَى =تُحَيِّي ضَمِيرَ الْحُبِّ وَاخْضَرَّ يَابِسُ
ضَمِيرٌ بِأَمْرِ الْحُبِّ يَخْطُو وَيَرْتَقِي = وَلَيْسَ كَمِثْلِ الْقَيْدِ لِلْحُبِّ طَامِسُ
حَيَاتِي أَيَا عِشْتَارُ يَا أَجْمَلَ الْمُنَى = تَلَاقَى فُؤَادَانَا وَغَارَتْ مَنَاحِسُ
خَلَعْنَا قُيُوداً لَا تُنَمِّي شُعُورَنَا = وَعِشْنَا مَعَ الْأَشْجَانِ وَالْحُبُّ دَارِسُ
جُنُونِي أَيَا عِشْتَارُ فِي قَلْبِكِ الَّذِي = أَجَادَ بِنَبْضٍ فِيهِ يَنْأَى الْمُنَافِسُ
وَيَهْوَى وَلَا يَنْسَى حَيَاتِيَ لَحْظَةً = وَيَرْنُو إِلَى الْأَوْطَانِ وَالْقَلْبُ حَاسِسُ
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = أُحِبُّكِ يَا عِشْتَارُ دَامَتْ فَرَادِسُ
فَقَلْبِي لِعِشْتَارِي وَرَأْسِيَ شَامِخٌ = رُؤُوسٌ لِعُذَّالِي حَيَاتِي نَوَاكِسُ
فَأَيْنَكِ يَا عِشْتَارُ وَالرَّأْسُ شَاطِحٌ= وَنَادَاكِ قَلْبِي وَاشْتَهَتْكِ الْمَجَالِسُ ؟!!!
أُفَكِّرُ فِي حُبٍّ لَهُ الْعَرْشُ وَالْهَوَى = وَتَاقَتْ إِلَى رَيَّاكِ تِلْكَ النَّوَاعِسُ
وَتَبْقَيْنَ فِي الذِّكْرَى وَتَبْقَى الْمَغَارِسُ = مَلَامِحُ فِي قَلْبِي وَذُو الْفَضْلِ رَائِسُ
تَمُرُّ اللَّيَالِي وَالسِّنُونَ وَمَا انْطَوَى = سِوَى الشَّكْلِ لَكِنَّ الْقُلُوبَ مَدَارِسُ
وَتَمْضِي سِنُو عُمْرٍ وَنَحْنُ بِرَكْبِهِ = قِطَارٌ يُزَكَّى وَالسِّنُونَ دَوَارِسُ
لِنُصْبِحَ فِي الذِّكْرَى بِقَلْبٍ مُرَصَّنٍ = تَعِيشُ بِهَا الْأَشْعَارُ وَالْقَلْبُ سَائِسُ
وَسِيرَةُ عُمْرٍ تَمْنَحُ الْقَلْبَ ضَوْئَهُ = تُعِينُ عَلَى الْأَحْلَامِ وَالْقَدُّ مَائِسُ
فَدَيْتُكَ يَا ذِكْرَ الْأَحِبَّةِ مَرْحَباً = إِذَا جَنَّ لَيْلٌ أَوْ أَتَتْنَا العَرَائِسُ
فَأَنْتَ نَزِيلُ الْقَلْبِ تَحْظَى بَحُبِّهِ = وَدَامَتْ لَكَ الْأَمْجَادُ وَالْمَجْدُ بَائِسُ
عِنَاقٌ وَعِشْقٌ فَاقَ كُلَّ تَخَيُّلٍ = هُيَامٌ وَحُبٌّ هَنَّأَتْهُ الْمَلَابِسُ
فَيَا مُلْتَقَى الْأَوْطَانِ لِلْفَنِّ ضُمَّنِي = فَقَدْ سَبَقَتْنِي لِلْعِنَاقِ الْخَنَافِسُ
فُتِنْتُ بِأَيَّامِ الْهَوَى وَعَذَابِهَا = وَلَيْسَ كَمِثْلِ الْحُبِّ لِلْفَرْحِ عَاكِسُ
أَيَا قِصَّتِي فِي الْحُبِّ ضُمِّي مَلَامِحِي = أَعِيشُ بِدُنْيَا الْعِشْقِ وَالْحُبُّ حَارِسُ
خَلَعْتُ عَلَى الْأَيَّامِ ثَوْباً مُضَفَّراً = جَدَائِلَ عِشْقٍ وَالْحَبِيبُ مُلَامِسُ
خُذِينِي إِلَى الْأَشْوَاقِ يَا مَرْكِبَ النَّدَى = وَلَا تَبْخَلِي بِالْحُبِّ إِنِّي مُهَامِسُ
أَلَا أَسْعَدَ الْمَوْلَى قُلُوباً بِحَوْزَتِي = تُغَنِّي بَأَمْرِ الْحُبِّ يَحْيَى الْمُعَاكِسُ
بِأُمِّي رِضَا الرَّحْمَنِ يَشْدُو بِسَاحَتِي = وَتَقْدُمُ أَعْيَادِي وَيَهْنَأُ نَابِسُ
وَلَائِي وَأَشْوَاقِي وَحُبِّي إِلَى أَبِي = يُدَنْدِنُ مَا تَأْتِي إِلَيْهِ الْوَسَاوِسُ
بِشَرْقٍ وَغَرْبٍ طَابَ بِالْحُبِّ مَجْلِسٌ = وَتَحْلُو بِأَوْقَاتِ الْغَرَامِ الْفَرَائِسُ
فَزُفِّي إِلَىَّ الْعُرْسَ يَا غَادَةَ الضُّحَى = وَمَا كَانَ فِي عُرْسِ الْمَحَبَّةِ آيِسُ
فَبُسْتَانُكِ الْفَتَّانُ فِي الْحُبِّ شَدَّنِي = لِأَقْطِفَ وَرْدَ الْحُبِّ تُهْدِيهِ عَانِسُ
سَلَامِي وَأَشْوَاقِي وَحُبِّي يَزُفُّنِي = إِلَيْكِ وَمَا يَرْتَاحُ فِي الْحُبِّ خَارِسُ
دَعِينِي أُفَضْفِضْ فَالْحَيَاةُ مَفَازَةٌ = وَمَنْ يَنْجُ فِيهَا تَفْتَرِسْهُ الْأَشَاوِسُ
أَرِيحِي نِدَا قَلْبِي وَجُودِي بِبَسْمَةٍ = فَقَدْ جَحَدَتْنِي فِي السِّبَاقِ الْعَوَابِسُ
أَسُكَّرَ قَلْبِي وَالْحَيَاةُ ضَنِينَةٌ = فَجُودِي بِوَحْيِ الْحُبِّ تُمْحَ الْمَتَارِسُ
وَأَنْتِ مَعِي وَالْحُبُّ يَجْمَعُ بَيْنَنَا = وُرَيْدَةُ حُبٍّ قَدْ جَفَاهَا الْمُؤَانِسُ
فَمَا كَانَ مَعْنَايَ الْفِرَاقُ حَبِيبَتِي = وَمَا كُنْتُ عَوَّافَ الْهَوَى وَأُلَاحِسُ
وَلَكِنْ – أَبَيْتِ اللَّعْنَ – حُبُّكِ شَامِخٌ = عَلَى سِحْنَةِ الْعُذَّالِ حُبُّكِ كَابِسُ
أَنَا النَّايُ وَالْجِيتَارُ أَصْغِي حَبِيبَتِي = أُوَدِّعُ دُنْيَا النَّاسِ وَالنَّبْضُ فَاطِسُ
مَعَانِي حَيَاتِي بِالْفِصَالِ تَقَلَّبَتْ = وَلَكِنَّنِي فِي الْحُبِّ ظَلْتُ أُشَاكِسُ
فَهَلْ كُنْتِ تُبْدِينَ الْغَرَامَ تَرَحُّماً = عَلَى الْعَاشِقِ الْمَجْنُونِ فِيمَا يُوَالِسُ ؟!!!
وَهَلْ كَانَتِ الْأَجْفَانُ قِصَّةَ مَوْعِدِي = وَرِمْشَاكِ بِالْكُحْلِ الْعَنِيفِ تُخَالِسُ ؟!!!
فَبُوحِي بِهَمْسِ الْحُبِّ إِنِّي مُوَدِّعٌ = وَمَا عَادَ لِلْإِبْحَارِ فِي الْحُبِّ فَارِسُ
وَمَا عَادَتِ التَّوْرَاةُ تَحْفَظُ عَهْدَنَا = وَمَا عَادَ فِي الْإِنْجِيلِ قِسٌّ يُمَارِسُ
أَرِيحِي فُؤَادَ الصَّبِّ صُبِّي كُؤُوسَهُ = وَنُوحِي عَلَى الْمَفْتُونِ وَالصُّبْحُ رَافِسُ
فَقَدْ عَانَقَ الْيَأْسُ الْكَئِيبُ بَدَانَتِي = وَقَدْ بِتُّ أَبْكِي وَالتَّرَجُّلُ كَانِسُ
أُزَاحِمُ فِي ظِلِّي الْكَئِيبِ عَوَالِماً = مِنَ الْكُفْرِ وَالْإِلْحَادِ بَاتَتْ تُرَاجِسُ
فَخَيِّمْ عَلَيْنَا يَا حَبِيبُ بِوَمْضَةٍ = وَقَدْ خَيَّمَ الْإِظْلَامُ وَاللَّيْلُ هَارِسُ
أَلَا امْدُدْ يَدَ الْإِخْلَاصِ فِي الْحُبِّ وَاسْقِنِي = فَإِنِّي ظَمِيءٌ تَشْتَهِينِي الْأَوَانِسُ
وَإِنِّي بِلَيْلِ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ فَارِسٌ = وَقَلْبِي عَلَى دُنْيَا الْفَوَاتِنِ شَارِسُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
ثاني الطويل :
العروض تام مقبوض
والضرب تام مقبوض
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
ووزنه :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
نُفَكِّرُ مَاذَا عَلَّمَتْنَا الْمَدَارِسُ = وَعَاثَتْ عَلَى أَرْضِ السَّلَامِ الْهَوَاجِسُ
أَيَا قُدْسُ تَفْدِيكِ النُّفُوسُ وَأَهْلُهَا = وَقَدْ حَوَّطَتْ فِي مُقْلَتَيْكِ الدَّسَائِسُ
رَوَائِعُ أَقْصَانَا تَزِدْهُ مَهَابَةً = وَلَمْ تَحْتَشِمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ الْأَبَالِسُ
فَيَا رَبِّ أَرْجِعْهُ عَزِيزاً مُكَرَّماً = لِتَرْجِعَ مَا بَيْنَ الزِّحَامِ النَّفَائِسُ
ضَمِيرٌ يُحَيِّينَا فَنَحْيَى عَلَى الْمَدَى = كِرَاماً وَسِفْرُ الْحُبِّ بِالْحُبِّ شَامِسُ
وَعِشْتَارُ تَرْعَاهُ وَتَمْشِي مَعَ الْهَوَى =تُحَيِّي ضَمِيرَ الْحُبِّ وَاخْضَرَّ يَابِسُ
ضَمِيرٌ بِأَمْرِ الْحُبِّ يَخْطُو وَيَرْتَقِي = وَلَيْسَ كَمِثْلِ الْقَيْدِ لِلْحُبِّ طَامِسُ
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]
(2) الجهل والعلم الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي
1- ألا إنَّ ليل الجهل أسودُ دامسُ = وإنَّ نهار العلم أبيضُ شامسُ
2- تشق حياة ما لها من مدرِّب = وتشقى بلاد ليس فيها مدارس
3- ومن لم يُحِطْ عِلْمًا بما قد أحاطه = عداه الهدى أو أقلقته الهواجس
4- تنام بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنها = لها العلم إن لم يسهر السيف حارس
5- وللعلم أيام هي السعد كله = وأما ليالي الجهل فهي مناحس
6- وليس كمثل العلم للمال حافظٌ = وليس كمثل الجهل للمال طامس
7- وإنَّ الذي تعلو به رتبة الفتى = هو العلم فاقصد درسه لا الملابس
8- ونحن بعصر لم يكن فيه مفلحًا = بأعماله إلا الذي هو دارس
9- إذا المرء – فاعلم – طال في العلم باعه = تناول ما قد رامه وهو جالس
10- قضى أن يعيش الناس في الأرض ربُّهم = وذو الجهل مرؤوس وذو العلم رائس
11- ولولا ملاك العلم يهدي فريقه = لأفسد أرضَ القاطنين الأبالس
12- إذا ما أقام العلمُ راية أمَّةٍ = فليس لها حتى القيامة ناكس
13- وإن هو لم يسطعْ كبدرٍ سراجُه = فأُقسم أن لا تستضيء المجالس
14- وأحسنُ شيخٍ للتلاميذ عارف = بما هو في ذهن التلاميذ غارس
15- ستأتي ثمارًا يانعاتٍ عقولُهم = إذا عولجت بالعلم تلك المغارس
16- كأنَّ لنا من عادة ساء حكما = ولمَّا يُقبحْها إلى الشعب نابس
17- إذا خلق الثوب الذي يلبس الفتى = فأخلق بأن يستبدل الثوبَ لابس
18- إلينا الْتفِتْ يومًا من الدهر وابتسِم = بأوجُهنا يا عِلمُ فالجهل عابس
19- وما جاء ذكر العلم إلا وأنني = على القلب من وجدٍ بكفيَّ حابس
20- ألم تَجرِ عفوًا في جوارك دجلةٌ ؟!!! = فقل لي لماذا أنتَ يا حقل يابس ؟!!!
21- يلوح لعيني حيثُما أنا ناظرٌ = معاهد علم في العراق دوارس
22- أقمنا إذ الأقوام جمعاء سارعوا = بمنزلة فيها الرؤوس نواكس
23- يهدد بغداد اختناق كأنما = من الجهل قد سُدَّتْ عليها المنافس
24- إذا نحن لا نحمي الكناس بحكمة = فإن ظباء الجهلتين فرائس
25- فيا قوم عافوا الجهل فهو جريمة = وإن مصير المجرمين المحابس
26- ويا قوم من شرِّ الجهالات فلْنَخفْ = فهنَّ لنا هن الذئاب النواهس
27- وما أنسَ لا أنسَ الرَّشيدَ وعهدَه = إذ الأرض بين الرَّافدين فرادس
28- إذا العِين والآرام يمشين خلفه = وما العين والآرام إلا الأوانس
29- لقد شقيت تلك البِقَاعُ وأهلها = ولم تبقَ في بغداد تلك النفائس
30- فما اليوم هاتيك الثغور بواسم = ولا اليوم هاتيك العيون نواعس
31- وليس على الأيام لي من ملامة = ولكنَّما حظي هو المتقاعس
32- ألا أيها الشيخ الذي بات عاريًا = تلفَّعْ فإن البرد في الليل قارس
33- لقد فتح الأهلون مدرسة لهم = سواءٌ بها منهم غنيٌّ وبائس
34- فيا عينُ بعد اليوم أنتِ قريرة = ويا قلبُ بعد اليوم ما أنت آيس
35- أ مدرسةَ الأهل اطلعي في سمائه = كشمسٍ فمن أنواركِ الشعب قابس
36- لقد طال ليلي في انتظاركِ فأْذني بصادق فجرٍ أن تزول الحنادس
37- فأنتِ من المستنصرية خلفة وأطلال علم قد عفتها الروامس
38- وما أن بقومي ما يثبط عزمهم ولكن لشيطان الغرور وساوس
39- يريد أُناس فرقة الشعب جهدَهم فلا عطست باليمن تلك المعاطس
40- ونحن الأُلى ما فرَّق الدين بيننا وإن كثرت بعضَ الأوان الدسائس
41- فعشنا وعاشت من عصورٍ كثيرة جوامعنا في جنبهن الكنائس
42- ولا يعدم الإنسان طول حياته صديقًا يُواسي أو عدوًّا يعاكس
43- ولكننا عشنا جميعين أعصرًا كلانا أخو صدقٍ كلانا مؤانس
44- وإنَّا سَنَحْيا والعمائمُ عندنا لها حرمةٌ محمودة والقلانس
45- سنحيا نعم في وحدة عربية لها العلم نظَّام لها العدل سائس
46- ونغرس في قلب الشبيبة جرأةً على الصدق حبًّا أن تطيب الغرائس
47- تُساعدنا فيما نُحاول دولة مُعظمة ترعى علاها أشاوس
48- أقول لشعري أيها الشعر صُلْ وجُلْ فأنت بميدان الفصاحة فارس
49- أغاظك أنَّ الجهل في الناس جاهر يقول وأن العلم في الأُذْن هامس
50- يمارس شعري اليوم إصلاح أمة فلله شعري اليوم ماذا يمارس
51- ستحميك يا شعري فأنذر حكومةٌ تُجل ربوع العلم وهْي المدارس
52- حكومة عدلٍ مهَّد الأرضَ حكمها فلا البَرُّ موتور ولا البحر خانس
53- وليس لها في المغربين معارض وليس لها في المشرقين مشاكس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات عن جميل صدقي الزهاوي
جميل الزهاوي الشاعر جميل صُدقي بن محمد بن الملا أحمد، هو شاعرٌ عراقيٌ وُلدَ في بغداد عام1863م وتوفي فيها عام1936م، ويعدُّ من علماء عصره، تلقّى علومه الأولى على يد والده ،وكان نابغاً في اللغة العربيةِ، شَغوفاً بالاطلاع على كل جديد، فمارس العمل العام وهو صغير السنّ؛ إذ عمل مدرساً في المدرسة السليمانية عام 1885، وكان عمره لا يتجاوز الثانيةِ والعشرين من عمره. تقلّد الشاعر جميل الزهاوي عدّة مناصبَ وهو في سنّ الشباب؛ ففي عام 1892 سافرَ إلى تركيا وتعلم اللغة الفارسية، والتقى بمفكّريها وعلمائها فأُعجب بهم. عمل أستاذاً للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإسطنبول، ثم عاد إلى بغداد مسقط رأسه وعمل أستاذاً في مدرسة الحقوق. كان مُحبّاً للعلم والعلماء، فكانت له عدّة مجالس يلتقي بها أهل العلم والأدب، يتبارون بالشعر والنثر من هذه المجالس وأشهرها مجلس في مقهى الشط، ومجلس في مقهى رشيد حميد؛ حيث كان يلتقي بروّادها عصر كلّ يوم وغيرهما الكثير من المجالس، وكان من روّاد مجالسة الكثير من الأدباء والشعراء من أبرزهم الشاعر معروف الرصافي الذي كتب الشعر باللغتين العربية والفارسية. قصائد جميل الزهاوي كان الشاعر الزهاوي جريئاً وصُلباً في مواقفه مع الحكّام؛ فهاجمهم في كثيرٍ من قصائده خاصةً عندما كان الحكّام يبطشون بالأحرار وينفذون أحكام الإعدامات بحقهم، دافع بقصائده عن الضعفاء والمحرومين من أبناء شَعبه، ومن بينهم المرأة؛ إذ نظّم الكثير من قصائده التي تطالب المرأه بالتمرّد على الظلم والتحرر من ثقافاتٍ قديمةٍ تقيّد حريتها وتحدّ من انطلاقتها نحو مستقبلٍ أفضل، وقد بالغ كثيراً في دعوة المرأة إلى التمرّد على كلّ ما هو قديم ودعاها إلى السفور، ومن أهمّ هذه القصائد ما تَعلّق بحجاب المرأة أي غطاء الوجه، وحديثه أنّ الحجاب لا يقي عفةَ الفتاة بل يقيها علمها وثقافتها؛ فقال مخاطباً الفتاة العراقية: مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسفري فالحياة تبغي انقلابا مزقيه واحرقيه بلا ريث فقد كان حارس كذابا كان الشاعر الزهاوي شديد الإعجاب بنفسه إلى حدّ الغرور، يميل بشكلٍ عامٍ إلى مخالفة غيره من الناس ويثير قضايا تعوّد المجتمع عليها، ممّا كان يُسبّب له الكثير من المشاكل مع المحيطين به، فكان يدّعي المعرفة بالعلوم كلّها مما خلق له العداوات بين الأدباء الآخرين. نبغ الزهاوي في مختلف المجالات العلميّة والعلوم العقليّة والنقلية، وله الكثير من المؤلّفات في جميع هذه المواضيع منها: الدواوين الشعرية التي تتحدّث عن القضايا العامة منها: الشعر الوطني الحرّ ومنها الشعر الغزلي الرائع، وله من المؤلفات الجاذبية وتعليلها، والظواهر الفلكية الطبيعية، والفجر الصادق، ودواوين شعريّة باللغة الكردية.
بقلم/ الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]