خواطر بقلم: عطا الله شاهين
عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 13/02/22 | 9:27في ليلةٍ هادئة…
دخلت حجرة مكتبي كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا.. نظرت إلى فوضاي على طاولتي الملقى عليها أوراق نصوصي المبعثرة، والتي أتكاسل في ترتيبها كل يوم.. جلست على الكرسي، الذي أزعجني صريره، قلت: لا شيء لأكتبه هذه الليلة.. حاولت لملمة أوراقي من على الطاولة.. أشعلت لامبة المكتب، وتناولت رواية الحب في زمن الكوليرا، بدأت بقرائتها، إلا أن النعاس دبّ فيّ، وعيناي بهدوء كانتا تغمضان.. أستيقظت على صوت المطر.. عدت لقراءة الرواية، والغريب بأنني لم أنعس حتى الصباح، قلت: ما أروع الحب، لا سيما في الكوارث، فالحب قيمة عظيمة لا يمكن للإنسان أن يعيش بلا حُبٍّ مهما يحصل من حولنا.. كانت ليلة هادئة لولا سقوط المطر، الذي جعلني أكمل قراءة الرواية، والتي شدتني حين قرأت أولى صفحاتها، عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف..
———————–
جُنون الجنون أن لا أُحِبُّكِ…
يحدث أن أسمعك على وقع ضوضاء لا تتوقف في شوارع مزدحمة بالسيارات، فصراخك لا يصم أذني، أقول لك: هذا جنون أن لا أسمعك. تبتسمين، وتنشغلين بأعمالك.. في العتمة أسمعك بوضوح، رغم صمتك، فأقول: هذا جنون الجنون، فكيف أسمعك، وأنت تصمتين، لكنني أكون مصغيا لصوت جسدك، فتقولين بعد زمن: كيف تسمغني، فهذا جنون الجنون، فأردّ عليك: كيف لا أسمع نبضات قلبك في لحظات مليئة بالصمت..
يحدث أن أركض خلفك في السراب، كي أعيدك، ولكنك تفرّين إلى وسط السراب، لدرجة أنني أراك سرابا، فأقول: هذا جنون، فكيف صرتِ سرابا، رغم أنني أسمع صوتك..
يحدث أن أشتهيك تحت المطر في صحراء عطشة، تقولين: لا مكان هنا للاختباء من قطرات المطر، فأقول لك: الحُبُّ تحت المطر هو جنون الجنون، تبتسمين، ألمس شعركِ المبلل يغطي وجهي من رياح منعشة..
يحدث أن أهجرك لزمن، وأنت طوال الوقت تهاتفينني عبر موبايلك، وتسألينني: أين أنت؟ ومتى ستاتي؟ فأرد عليك كيف لي أن أعلم بعد غرقي في فيضان شارع حيوي..
تقولين هذا جنون أن لا تأتي حتى لو تكون مبللا، فكيف سأنام على المخدة بلا أنفاسك، فهذا جنون، فأردّ عليك فعلاً لأن برْدي لا يطرده سوى دفئك، فتأخّري عنك لزمن آخر يكون جنون الجنون، لأنني سأموت من البرْد..