جردان حسناء شاعرة الجنوب المنسي
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 16/02/22 | 6:57جرداء حسناء شاعرة مغربية تنبض ابداعًا، تكتب حروفها ببراعة على أوراق الخيال، وهي شاعرة الجنوب الشرقي التي تحدت الصعاب لتنثر حبات الأمل والتفاؤل في صحراء منسية.
أنهت جردان دراستها العليا بمدينة الرشيدية وحصلت على إجازة في اللغة العربية تخصص آداب، ثم واصلت تعليمها لتصبح أستاذة ومؤطرة تربوية لأبناء منطقتها المنسية، فضلًا عن كونها ناشطة ثقافية في جمعية تعنى بالشأن الثقافي.
وجردان شغوفة بالكلمة حتى درجة العشق، تكتب القصيدة وتنشر كتاباتها في عدد من المواقع الالكترونية وعلى صفحتها الشخصية في الفيسبوك، ولها ديوان شعر يحمل عنوان “قارة الحيرة” وهو حصيلة تجربتها الشعرية، وبمثابة حديقة غنّاء فيها مختلف الورود، ويحتوي على نصوص إبداعية جميلة وغنية بالصور الإنسانية الجمالية.
تستمد جردان حسناء أفكارها ومعانيها من تجربة ذاتية صادقة، وعاطفة قوية، فهي مرهفة الإحساس، متلهفة للرجل والتوحد معه، على أن يحسسها بذاتها وقيمتها، ونصوصها تحمل في طياتها الجمال الفني والتعبيري في خلق صور شعرية ذات طابع جمالي، مستخدمة لغة طيعة سهلة موحية تخاطب قلوب وعقول الناس وعامة الشعب، وتأتي تراكيبها متماسكة متناسقة ومتناغمة بعضها مع بعض، متينة موحية، فيها من الرمز الجزئي تعبيرًا عن رفضها للواقع القهري الذي تعيشه المرأة بشكل خاصة والإنسان المغربي والعربي بشكل عام.
تقول جردان في إحدى قصائدها:
أنا قصيدة تجوب القلوب
متمردة على سكون الليل
وقافية زمان منكوب
عيناي لك عشق وحيرة
تجعلك بين يقين وتردد
وفي الحين تذوب
اسمع صدى صوتي يناديك
يا من هواه القلب لا وجع بعدك
سوى غياب حروفي التي تملأ نهارك
الميت بضجيج شاعرة
تملأ دنياك
والمنادى عليه بصاحب القلب المكلوم
هيهات أن يعود عهدنا كما كان
ولا تأسفن عن شمس غابت
فقد علمت بقدوم قمر إلي سينير
سمائي في صحاري ليلك المجنون
وما يلفت النظر في نصوص جردان حسناء ذات الطابع الرومانسي الأنثوي هو فتنة التعبير، وروعة التصوير، وشفافية المعنى، بالإضافة لتعدد الأبعاد والدلالات والاستعارات والمجازات وألوان البديع، واللغة المنسابة عبر إيقاعات داخلية من خلال طاقات الانفعال والتأثير، وترجمة عواطفها الوجدانية الداخلية.
جردان حسناء شاعرة تقيم في روحها كل الفصول والمواسم، وتسكب على كفيها بدفق الشعر، فيضوع الياسمين، وتبحث عن الياقوت، متوحدة مع الذات الأنثى والوطن المعذب والجنوب المنسي.
خالص التحيات للصديقة الشاعرة جردان حسناء، ونرجو لها المزيد من التطور والنجاح والتألق.