إذا كنت مشغولاً .. معنا ستجد المزيد من الوقت
تاريخ النشر: 27/10/11 | 0:09أصبح الوقت هذه الأيام عملة صعبة بسبب ضغوط الحياة وتنقل الشخص من عمل إلى عمل ومن اجتماع إلى مقابلة. وإذا حدث ووجد الشخص بصيصاً من الوقت يدخل على النت حتى يرد على ما تلقى من رسائل إلكترونية، مما أفقد الحياة جمالها وطعمها وتحولنا من أجساد بها روح تشعر وتحب إلى ماكينات تدور بالريموت كنترول بدون إحساس وضاعت أساسيات الحياة الاجتماعية والأسرية التي تمنحنا الصبر على ما نعاني من ضغوط ومشكلات.
حقا إيجاد وقت فراغ تحول إلى مشكلة ولها ضحاياها الذين ليس لهم ذنب بها ومن أهم الضحايا هم أفراد الأسرة.
الزوجة: لا تجد الوقت حتى تتبادل أطراف الحديث مع زوجها ومناقشة جوانب حياتهما الزوجية وما يواجهها من مشكلات بحاجة إلى حل، ولهذا تحولت الحياة الزوجية في هذا العصر إلى جحيم لا يطاق وازداد عدد حالات الطلاق بصورة مرضية تنم عن وجود خلل.
الأولاد: لم يعد لديهم الأب الذي يجلس معهم ويرسخ بعقولهم وقلوبهم القيم الأخلاقية وليس لديهم من يطرحون عليه الأسئلة التي تحيرهم، وأما إذا كانت الأم هي الأخرى عاملة ولاتجد الوقت لتمنحهم لمسات الحنان التي لا غنى عنها فما أبشعها من حياة.
رب الأسرة: رغم أنه العنصر الأساسي في المشكلة فهو أكثر من يعاني منها؛ لأن الرجل يتزوج ويكون أسرة ليخفف عن نفسه ويجد الوقت الممتع الذي يمكن أن يقضيه مع أقرب الناس إليه لكن بسبب هذه المشكلة يصبح بين نارين: الأولى الحرص على رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها، والثانية هي أمنيته في ضم أحبائه والشعور بدفئهم.
الجسم هو الذي يحرم من الكثير.. فمثلا:
– لا يحصل على التغذية الصحية، لأنك تتناول الوجبات السريعة التي تقربه من النهاية بشكل سريع.
– لا ينال القسط الكافي من الراحة والاسترخاء، لأنك تعمل وتعمل وآخر شيء تفكر فيه هو النوم.
– لا يتسنى لك الوقت لممارسة الرياضة مما يفقد الجسم لياقته البدنية.
لما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة جدا قد لا تلتفت لها نقدم لك بعض الطرق الذكية التي تخرج بها الوقت من اللاوقت حدد الأشياء التي لا يمكن التخلي عنها:
عليك – عزيزي القاريء – أن تعرف ما هي الضروريات التي قد تحولت عنها بالرغم من كونها هي الأشياء التي تعطي معنى للحياة؟
قد يكون دفع الأثاث جانبا لتوفير مساحة تمارس بها بعض الرياضة ولو مرة في الأسبوع، التحدث إلى أقرب صديق لقلبك أو قضاء وقت مع حبيبة قلبك، لكن عليك أن تكون محدداً عما يمثل أولوية لا يمكن الاستغناء عنها.. على الأقل اجعل هدفك هو توفير الوقت المناسب لممارسة خمسة أشياء أساسية وهامة بالنسبة لك.
عليك الإمساك بسارقات الوقت:
يعاني غالبية الأشخاص الذين يشكون من عدم توفر وقت لديهم من إدمان بعض العادات السلبية التي لا تعود عليهم بفائدة ملموسة، ومع ذلك يمارسونها بشكل زائد عن الحد.
ومنها ما يلي:
– التحدث على الفيس بوك.
– التصفح على الإنترنت.
– التحدث على الشات.
– لعب ألعاب الكمبيوتر.
– مشاهدة التلفاز بطريقة مبالغ بها.
كل هذه أشياء تسرق الوقت بدون أن تشعر لدرجة تجعلك تعتقد أنك مهما قضيت من وقت لممارستها فهو غير كاف، حيث تجد نفسك تبدأ بهدر 15 ساعة ومنها إلى 47 حتى تصل إلى 99 ساعة أسبوعيا وأنت لا تشعر بها، تلهيك عن كل من هم حولك لذلك حاول التحكم في ممارسة تلك العادات وحدد وقتاً معيناً لها ولا تتخطاه.
دقق في يومك:
لن يمكنك ملاحظة الأشياء التي تضيع وقتك بسهولة وفي الحال، لكن عليك قضاء أمسيات قليلة قبل النوم بالتدقيق عن أجزاء يومك وما حدث به، وقم بعمل جدول ودون به ما تفعله منذ أن تستيقظ من نومك في الصباح حتى موعد النوم في المساء وستكتشف سر المشكلة وبعدها يمكنك التعرف على بعض الأوقات الهامة التي تقضيها في أشياء غير ضرورية تضيعه هباء، وعندما تحدد هذه الأشياء قم بتقليل الوقت الذي يضيع معها أو حتى قم بإلغائها تماما حتى تستبدلها بأشياء أكثر قيمة وأهمية بحياتك.
انظر لترى ما هو مفقود:
قمت بالفعل بالنظرة الدقيقة والصريحة إلى أعمالك التي تقوم بها طوال اليوم، وربما تدرك أنك بعيد عن طريقتك المثالية للعيش.. أحيانا لا يكون الشيء المفقود من حياتنا هو شيء تم اختزاله فجأة من نقصان الوقت، لكنها أشياء لم نمنحها مساحة أولية.. ربما تريد أن تجد مزيداً من الوقت لممارسة شئ ما أو تريد أن تصنع العشاء بنفسك مرات أكثر بدلا من طهي وجبة مجمدة.
يمكن أن يكون هناك وقت لتنظيم بعض المقابلات الهامة أو الذهاب إلى النادي أو بدء رياضة التأمل في الصباح. إذا كان هناك أشياء تريد أن تتخيلها كجزء من حياتك النموذجية الماسة الغائبة في نفس الوقت من يومياتك، عليك تحديد ما هي هذه الأشياء.
قل لا:
يجب أن تحافظ على وقتك كما يحافظ الأسد على طعامه ومكانته بين الغابة، فعندما تستلم دعوات لحضور أشياء ليست ذات أهمية فقط قم برفض هذه الدعوات وقل (لا).
حتى تستفيد بالوقت الذي كان سيضيع خلالها بالإضافة إلى الجهد والطاقة التي تهدرها سدى من إحساسك بالضيق على هذا الوقت.
توقف عن القيام بمهام متعددة في وقت واحد:
عندما يقوم الشخص بعمل أكثر من شيء في وقت واحد فهو بذلك لا ينجز العديد من المهام كما يبدو الأمر من النظرة السطحية، إنما يسير الشخص ذهابا وإيابا دون أن ينجز أي عمل منها على الوجه المطلوب تحقيقه.
أثبتت الدراسات أن الشخص في هذه الحالة ينجز تلك الأعمال ببطء كما يقع في الكثير من الأخطاء خلال ذلك، فعليك أن تقوم بشيء واحد وبعد أن تنتهي منه ابدأ في الآخر وبذلك ستحقق ما تريد بسرعة وبنجاح، وعليك أيضا أن تحتفظ ببعض الوقت لقص القصص على أبنائك واحتضان الأسرة.
قلل من تصفح بريدك الإلكتروني:
توقف عن مراجعة بريدك الإلكتروني وأنت تجلس مع أسرتك، فهذا يحدث مع كثير من الناس حيث يدخلون على البريد لمرات كثيرة خلال اليوم الواحد. أفرغ رسائل البريد الإلكتروني الخاص بك خلال آخر عشر دقائق بكل ساعة من ساعات العمل إذا كنت بحاجة إلى التأكد من مجريات الأمور لديك، أو قم بذلك مرتين فى اليوم مع الرد عليه برسائل موجزة، ومن الأفضل أن تقوم بالشيء مرة واحدة فقط، لذا عليك التخلص من أي رسالة بمجرد قراءتها حتى لا تنجذب إلى النظر إليها مرة أخرى وهذا يضيع من وقتك.
دون ما تحب القيام به بمواعيد محددة:
من الأسباب التي تجعلنا نعاني ولا نجد الوقت هو انشغالنا بالقيام بالأعمال الروتينية المملة وترك ما نحب عمله جانبا حتى يهمل تماما، مما يشعرنا بإحساس غامض وغريب بأن
هناك شيئاً مفقوداً ولا نعلمه، فعليك أن تفرغ المدونة الخاصة بك للغد وبعدها للأسبوع القادم والذي يليه ثم دون أولا ما تحب عمله وركز عليه باللون الأبيض والأسود مما يجعلك تنتبه أنها أشياء ضرورية يلزم القيام بها أولا.
وكما تقدر مقابلات العمل أو زيارة الطبيب، امنح تلك الأشياء قيمة ومكانة بحياتك.
استيقظ مبكرا أو تأخر في النوم ليلا:
النوم شيء لا يمكن المراهنة عليه لما له من تأثير قوي علينا ومتعة شخصية لا تضاهيها متعة، لكن ربما تجد أنت أن الاستيقاظ مبكرا نصف ساعة يمنحك الوقت الذي تحتاج إليه لعمل القليل من الأشياء التي قد تكون بسيطة لكن ربما يكون لها أثر إيجابي على حياتك، كذلك الحال لو ظللت مستيقظا لبعض الوقت ليلا لإنجاز ما يجب إنجازه.
لا تشعر بالذنب:
يعاني كثير من الناس مشكلة رفض الخضوع للأحداث الاجتماعية أو تحديد وقت لأنفسهم، فهم يعتقدون أن ذلك يجعلهم أنانيين في نظر أنفسهم ومنها يشعرون بالقلق.
لا يمكنك الاستمرار في ظلم نفسك والتظاهر بأنك شخص مثالي وتضحي بنفسك واهتماماتك من أجل إرضاء الآخرين. فعندما يفرغ خزان الغاز بالسيارة لا يمكنها السير.. تذكر أن تلبية احتياجاتك الشخصية يعتبر ضرورة أولية كتسديد ما عليك من فواتير.
رتب مواقع تصفحك على النت حسب أهميتها:
بدلا من البحث عن المواقع التي تريد تصفحها وتضيع الوقت في ذلك، حاول حفظها لديك بشكل منظم على حسب أهميتها بالنسبة لك، وبذلك لن تستنفذ وقتك في البحث أو تصفح مواقع ليست على درجة من الأهمية كوسيلة للوصول إلى ما تريد.
اعلم أفضل وقت تنجز به عملك:
على كل شخص أن يقدر مستوى إنتاجيته على مدار اليوم ليكتشف الوقت الذي يقدم خلاله أفضل إنتاج ليؤدي به عمله، وبهذا يمكنك توفير وقت فراغ حين لا تعمل.
أد عملك بتأن:
تذكر أن أداء العمل بالطريقة المناسبة تتطلب بعض التأني في القيام به، بينما هناك بعض المهام الأخرى التي لا تحتاج إلى وقت فأنت بحاجة إلى تحديد الوقت الذي يتطلبه أداء كل عمل ولا تتعد حدود ذلك.
بالطبع وبشكل بديهي يمكن لنا التفريق بين الأشياء التي تتطلب وقتاً أطول في إنجازها عن الأشياء التي لا تحتاج وقتاً.. ولمساعدتك على التفريق نقدم لك بعض المهام التي لا تحتاج إلا وقتاً قصيراً وهي كما يلي:
قراءة ملف:
من الأشياء التي تمتعك ولا تأخذ كثيراً من الوقت هي تصفح المجلات والمقالات الجيدة، ويمكنك بدلا من قراءتها جميعا أن تطبعها وتحتفظ بها داخل ملف تطلق عليه ملف القراءة، ويمكن أن تحمل هذا الملف معك حيث تذهب وحين تجد الوقت قم بقراءة ما به، ومن الممكن أن تسجله على الكمبيوتر المحمول لسرعة التصفح.
تفريغ صندوق الرسائل:
حدد لهذه المهمة خمس دقائق يوميا، وإذا كان به الكثير من الرسائل عليك تفريغها بسرعة.. ربما تنجز كل شيء لكن مجرد وجود مساحة فارغة بهذا الصندوق يمنحك راحة نفسية وشعورا جيداً.
المكالمات التليفونية:
اكتب قائمة بالمكالمات التليفونية التي تريد إجراءها مع الأرقام الخاصة بكل منها واحملها معك في كل مكان سواء كنت في مكتبك أو في الطريق، ويمكنك إجراء بعضها لتقلل من ما تحوي القائمة لكن اجعل المكالمة قصيرة.
كسب المال:
هذا العنصر من الأشياء المفضلة لدينا جميعا لعملها في وقت الفراغ. يكون – على سبيل المثال – لديك قائمة من المقالات التي تحتاج إلى كتابتها، وعندما تجد بعضاً من وقت الفراغ يمكن أن تكتب نصف مقالة كلما أتيحت لك الفرصة. وإذا كان لديك خمس أو عشر مساحات من وقت الفراغ يوميا يمكن أن تنشيء مصدراً جانبياً لكسب المال.
فكر كيف تستخدم مهاراتك واختر بعض الأعمال التي تستطيع إنجازها بسرعة، قسم تلك الأعمال حتى تقدر على عملها في وقت قصير.
رتب الملفات أولاً بأول:
يعتبر ترتيب الملفات في العمل من الأشياء المملة التي لا يرغب أحد في القيام بها، لكن عندما ترتب ما لديك من ملفات بشكل فوري أولا بأول لن يتراكم عليك العمل ولن تحتاج إلى مزيد من الوقت لإنجازه.
التصفح على الإنترنت:
قلل دقائق التصفح على النت إلى أقل حد وإذا وجدت ما هو هام يمكنك تخزينه والاطلاع عليه فيما بعد.
أفرغ صندوق المرسلات في بريدك، وإذا كان صندوق الرسائل الواردة ببريدك الإلكتروني فارغاً، عليك تفريغ صندوق الرسائل التي قمت بإرسالها.
تحديد الأهداف المستقبلية:
التفكير فيما تريد إنجازه من أهداف لا يستغرق أكثر من عشر دقائق، فيمكن أن تفكر فيما تريد وتسجله بقائمة ثم حاول تنفيذها خطوة بخطوة على مدار الوقت.
لا تنسَ مراجعة مالياتك:
كثير من الناس وراء سقوط مواردهم المالية هو عدم الاهتمام بمراجعتها بحجة عدم وجود الوقت، لا يتطلب هذا العمل أكثر من 10 أو 15 دقيقة يوميا لعمله، لذلك حاول مراجعة ما يخصك من فواتير، إدخال معاملاتك المالية في البرامج الخاصة بك، أو مراجعة دفتر شيكاتك وإعادة النظر بها حتى لا تكلف نفسك وطأة الخسارة أو المفاجاة غير السارة.
أفكار العصف الذهني:
من الأشياء المفيدة جدا هي ما يخطر على بالنا من أفكار مفاجئة قد تكون هي الحل لكثير من المشكلات أو مصدر كسب في بعض الجوانب الحياتية. لذا ضع بجيبك مفكرة حتى تدون بها ما يطرأ على بالك من أفكار وهي من الأشياء التي لا تأخذ وقتاً.
ترتيب مكتبك:
لا تنسَ ترتيب المكتب الخاص بك بشكل مستمر حتى يظهر بمظهر مريح ويساعدك على مزيد من الإنتاجية.
عزيزي القاريء.. عندما تنظم حياتك ولا تضيع ولو دقيقة سوف تحقق ما تريد تحقيقه وتستمتع بحياتك في نفس الوقت.
الحفاظ على الوقت هو حفاظ على الحياة وما يتعلق بها.
اعلم أن الله سوف يحاسبنا على كل دقيقة وفي أي شيء أهدرناها.
فكن حريصا واعلم أن كل ركن بحياتك له عليك حق فخصص له ما يستحق من الوقت