سوريا دولة الحكم الوراثي..من حافظ إلى بشار والتحضير لحافظ الحفيد

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/02/22 | 12:35

منذ استقلال سوريا في العام 1946 تداول على رئاستها 18 رئيساً حتى العام 1971. وهذا يعني أن هؤلاء الرؤساء حكموا سوريا خلال 25 عاما، علماً بأنهم من أحزاب مختلفة. وعندما وصل حافظ الأسد إلى الحكم نتيجة انقلاب عسكري على رفاقه في العام 1971، ظل حتى وفاته في العام 2000 رئيسا لسوريا. يعني 29 عاماً من الحكم الدكتاتوري. وبعد وفاته، كان من المفترض أن يتولى الرئاسة نائبه عبد الحليم خدام ، وبعدها يتم إجراء انتخابات لرئاسة الدولة. لكن ما جرى هو العكس تماماً.
صحيح أن خدام تولى منصب الرئاسة ولكن لمدة خمسة أسابيع فقط. فقد تم تغيير الدستور ليكون على مقياس (الوريث) بشار، وكأن سوريا جمهورية وراثية. لم يستطع أحد الإعتراض على ذلك، لأن من يعترض سيكون مصيره إما السجن المؤبد أو الموت، لأن كافة مفاصل الدولة الرئيسية يتحكم بها أنصار (الأسدية العلوية).
حسب الدستور يجب ان يكون رئيس الدولة قد بلغ الأربعين من العمر. لكن بشار كان في سن الرابعة والثلاثين عندما تم انتخابه بالإجماع(؟!) بعد أن تم تعديل مادة سن الرئيس في الدستور من أربعين إلى 34 عاماً. وهل يوجد بعد “أحسن من هيك حرية وديمقراطية؟” ومنذ أداء بشار اليمين في السابع عشر من شهر يوليو/ تموزعام 2000، كان الشعب يتوقع منه إجراء إصلاحات وتوفير ديمقراطية للشعب كونه درس في بريطانيا، لكن هذا الطبيب الذي اعتقد الناس بأنه بارقة أمل في الإصلاح والحداثة، أقام حكمه على مبدأ الخوف والرعب، وتحول إلى ديكتاتور مسؤول عن قتل مئات الآلاف من شعبه.
ومنذ عام 2011 تعيش سوريا أكثر المراحل دموية في تاريخها. وعلى ذمة صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن بشار قال يوما ما في عام 1995: “لا توجد طريقة أخرى لحكم مجتمعنا إلا بوطء رؤوس الناس بالحذاء”. ويبدو أن قدر سوريا مرتبط بعائلة الأسد. فإذا كان الأسد الأب قد روّض الشعب وجعله يرفع شعار “سوريا الأسد” أي أن سوريا هي ملك للعائلة، وشعار “الأسد إلى الأبد” الذي لا يعني أن لا حاكم بعد اليوم لسوريا سوى حاكم من العائلة أي من عائلة حافظ الأسد.

ما يجري الآن في سوريا من تحضيرات يصب في هذا الاتجاه. المعلومات المتوفرة تقول، ان الحديث يدور الآن عن إعداد الحفيد حافظ الإبن الأكبر لبشار ليخلف أبيه في رئاسة الدولة السورية، وكأن سوريا هي جمهورية وراثية على مقياس عائلة الأسد. وتقول المعلومات ان الاعلام المرئي الخاص في سوريا نشر شرائط عن زيارات يقوم بها حافظ بشار الاسد بعد بلوغه سن ال18 لبعض الادارات الرسمية. ولكن من يقف وراء إعداد حافظ الحفيد للرئاسة؟ يقول رجل الاعمال السوري فراس مصطفى طلاس، الذي كان والده قائداً للجيش السوري طيلة فترة حكم حافظ الأسد، ان والدة حافظ أسماء الأسد، انتظرت حتى وفاة جدته انيسة والدة بشار، كي تأمر بتجهيز منزل عائلة حافظ الاسد الذي تربى فيه بشار في حي المالكي الراقي في دمشق، كي يكون مكتباً لحافظ بشار الاسد، وأنه يداوم لبعض الوقت في هذا المنزل بعد تجهيزه وانه يستقبل فيه عدداً محدداً من الزوار وبعيداً عن الأنظار والإعلام.
على كل حال فإن الحكم في سوريا لن يتغير ما دام شعار “الأسد إلى الأبد ” قائماً، وما دام كبار جنرالات الجيش السوري هم من نخبة الزمرة الحاكمة ( الأسدية العلوية) القابضة بيد من حديد على حكم ما تبقى من سوريا. ولا فرق بين حافظ (الحفيد) وبشار (الإبن) فكلاهما من سلالة مرتكب المجازر حافظ (الجد) وباتأكيد “هذا الجرو من ذاك الكلب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة