خواطر …. بقلم عطا الله شاهين

عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 23/02/22 | 8:38

لمْ أكنْ أشبهني في العدمِ..

لمْ أعِ حقيقة العدم إلا حين كنت معدما في العدم، الذي هو لا حيز، فلا عقل يفكر في العدم، ولا شيء يشبهني في العدم.. عقلي في غيبوبة سرمدية.. لم أر أي شيء، إلا العدم، الذي سوّج أفكاري وجعلها في استراحة أبدية..
أذكر بأنني كنت أعرفني قبل الخطو نحو العدم، على الرغم من أن باب العدم كان مواربا لحظة ذهاب عقلي في حالة اللاوعي، وعند جدران العدم المعتمة لاحظتُ لم أعد أعرفني.. كنت لا أشبهني .. نمتُ في العدم سرمداً، وعقلي استراح من عذاباتِ الحياة .. ففي حالة اللاوعي كنتُ هادئاً، وأفكاري تجمّدت على أرفف العتمة السرمدية..
———————–

يحدث أن..

يحدث أن أكرهك لزمن أحدده أنا، وهنا أقصد الكره بمعنى الحب، مجرد زعل مؤقت مني، وردات فعلك هي التي تثبت عقلانيتك في تفهّمي في لحظة غضب .. يحدث أن أحبك أكثر من المتوقع، أي أن أبالغ في تقبلك كأنثى محيرة، وقتما تصمتين عند ثوران الحب .. يحدث أن لا أهاتفك زمنا لانشغالي بأمور تافهة، وأنت لا تريدين سماع أسباب عدم مهاتفتي لك زمنا .. يحدث أن أعزل ذاتي في حجرة مضاءة بضوء أبيض لقراءة رواية الحب في زمن الكوليرا ل ماركيز.. يحدث أن أشاهد التلفاز مغمضا عيني، فقط أسمع ما تقوله مذيعة الأخبار عما يدور في العالم من أحداث جديدة .. يحدث أن أظل محاطا بأرق ليلي لأنني لم أرسمك لوحة بالأبيض والأسود..

———————————–
ما زلتُ أقنع النّارَ بأن لا تنطفئ..

النار فقط من تسليني في برد ليلة طويلة
أدري بأنها ستخمد بعد زمن
لا أريد للنار أن تموت في هذه الليلة الباردة..
أجلس أمامها بلا ارتعاش..
أدري بأنها ستخمد بعد سويعات..
ولكن ما زلت أقنع النار بأن لا تنطفئ..
عبثا أحاول اقناعها..
النار تحافظ على قوانين المنطق..
لا حطب أو وأخشاب، فهذا يعني أنها ستخمد حتى لو بكيتُ لها..
أحاول الاستدفاء منها قبل أن تهدأ ..
لا أراني أرتعش بعد، لقد منحتني دفئا مؤقتا..
أعي ذلك،
فما زلت أقنعها بأن لا تنطفئ، ولكن محاولاتي تفشل..
فهي لا تشتعل بلا شيء هكذا ..
نفد الخشب، والنار تبدأ بالموت، وأنا أرتعش قليلا..
أبدأ بإقناعها بأن لا تنطفئ..
لكن أعي تماما بأنّ طلبي هو شيء من الجنون..

———————-
بُوحِي في هذه العتمة..

بُوحِي في هذا العتمة أيتها الساحرة في البوح.. هنا عتمة وصمت، وأنا أقف على بعد خطوات منك، ولا أريد منك سوى البوح، فبوحك في العتمة أجمل! أتدرين لماذا؟ لأنك تبوحين دون تشويش من نظرات عيني، فهنا مكان محاط بالصمت.. بُوحِي كما تريدين .
ارفعي نبرات صوتك لعلّ صوتك يربكني ويعيد توازني.. بُوحِي في هذه العتمة دون توقف.. ها أنا أسمعك باهتمام وبهدوء تام.. فبوحك في العتمة أجمل .. لماذا أرغب في سماع بوحك؟ أقول لك بصراحة: لأنك حينما تبوحين في العتمة تجذبينني أكثر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة