تهجم على الإسلام في “مصر الأزهر”
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/02/22 | 11:12يوجد ارتباط قوي بين المسلمين وبين الدين الإسلامي، ويعبرون بالوسائل المتاحة لهم عن غضبهم من كل محاولة للمس بهذا الدين الحنيف وللنبي الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وقد ظهر هذا بكل وضوح عندما اصدر البريطاني سلمان رشدي كتابه “آيات شيطانية” والذي أثار غضب المسلمين في كل أنحاء العالم، وأيضاً،عندما نشرت صحيفة دانمركية رسومات كاريكاتيرية للرسول الكريم، وعندما أقدمت صحيفة فرنسية على نشر رسوم مهينة مماثلة.
التهجم على الإسلام في الغرب سببه حقد ضغين، وتوجد له خلفيات سياسية ودينية. لكن ماذا نقول عندما تكون الهجمة من مسلمين، وخصوصاً من مصر الأزهر، التي تشهد في السنوات الأخيرة تهجمات مثيرة للجدل من إعلاميين مصريين، لا يخضعون لتساؤل بل يحظون بدعم الجهات الحكومية المسؤولة.
ويبدو أن مصر تعيش ظاهرة مستهجنة جديدة، وهي التهجم على الإسلام وعلى الرسول الكريم، وتطاول بعض الإعلاميين المصريين على الدين الإسلامي والمرجعيات الدينية الإسلامية مثل الأزهر، كما فعل الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، الذي صرح في برنامجه التلفزيوني “القاهرة والناس،” حيث قال بكل وقاحة: “ان حادثة الإسراء والمعراج وهمية ومن اختراع المشايخ”، الأمر الذي أثار موجة من الجدل والسخط عليه. أمر طبيعي أن ينجم عن تصريحات عيسى موجة استنكار وإدانة وعاصفة من النقاشات المعارضة لأفكاره. فالمركز العالمي للفتوى التابع للأزهر، رد على الإعلامي عيسى قائلاً في بيان له: إن “الإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد، وان محاولات الطّعن البائسةِ في صحابةِ النبي يعتبر جرما محرما. وقد شهدت مصر في النصف الأول من التسعينات في أيام نظام مبارك، تهجماً وقحاً على القرآن الشريف، من مفكر وباحث مصري في الشؤون الإسلامية، يدعى حامد نصر أبو زيد، الذي التقيته شخصياً في هولندا في العام 1995 وأجريت معه مقابلة صحفية. هذا الباحث طالب بما أسماه “التحرر من سلطـة النصوص وأولهـا القرآن الكريم، وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، وعلينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان”.
ولم تترك الجهات المعنية أبو زيد بحاله كما يجري اليوم مع المتطاولين على الإسلام، بل تم اتخاذ إجراءات قانونية ودينية بحقه مما دعاه إلى الهرب من البلاد. أما اليوم فإن المرجعيات الحكومية في عهد السيسي غير معنية بذلك، حتى أنها تدعم المتهجمين على الإسلام ومرجعياته العليا. وبصراحة، لم أستغرب ذلك لأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هو شخصياً بدأ بانتقاد رجال الدين والإسلام، الأمر الذي شجع بعض الإعلاميين وآخرين على التطاول على الدين الإسلامي. فقد صرح السيسي في الشهر الأول من عام 2015 “بضرورة القيام بما سماها ثورة دينية على نصوص مقدسة تعادي العالم”، الأمر الذي خلف غضبا شعبيا متزايداً. وبعد تصريح السيسي، حفلت وسائل إعلام مصرية بهجوم متكرر من سياسيين وإعلاميين على المعتقدات الإسلامية، حتى أن الأزهر لم يسلم من انتقاد عدد من الإعلاميين متهمين علماءه بتكفير المثقفين والمختلفين معهم في الرأي. ومن بين هؤلاء الإعلاميين، الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي التي قالت ان “الحجاب ليس فرضاً على الأنثى، وقد انتشر مع انتشار أفكار الإخوان والسلفيين وهم من روجوا لارتدائه”. وفي نفس الاتجاه سخر الإعلاميان مها بهنسي وإبراهيم عيسى من عذاب القبر، واتهما مدرسي التربية الإسلامية في المدارس بتخويف الطلاب عند الحديث عن عذاب القبر، وطالبا “بضرورة التحرر” مما أسمياه “الخرافات “.
صحيح، أني لم أكن من المؤيدين لسياسة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لكنه على الأقل لم يسمح لنفسه أو لغيره من التهجم على الإسلام. ولذلك فإن حالة التهجم على الدين الإسلامي التي تشهدها “مصر الأزهر” من بعض الإعلاميين، تؤكد المثل الشعبي “التلم الأعوج من الثور الكبير.”
والله انك صادق الاعوج
……