خواطر – بقلم عطا الله شاهين

عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 24/02/22 | 12:42

مُجرّد تخيّل

لمْ أرغب في الذهاب إلى العدم، ولستُ راغبا في النوم في العدم، إلا في حالة اللاوعي، لأن العقل لا يريد التفكير في ماهية العدم إنه مجرد تخيل عن شكل العدم، الذي أتى من لاشيء.. ففي حالة اللوعي فلا تفكير جول العدم كفكرة تشغل اهتمامي أحيانا، وغالبا لا أكترث لها دون معرفة تنافري منها.. إنه التخيّل ..
أذكر بأنني كنت أنا قبل الخطو نحو العدم، في حالة اللاوعي، فصوتي هو ذاته، رغم أنني لم أعد أسمعه في العدم، لكن عقلي في حالة اللاوعي يسمع أسئلتي عن ماهية العدم..
لست متلهفا للعدم، مجرد تخيل عن العدم الذي يعد تناقض الوجود.. إنه تخيل.. أحيانا أرغب في تخيلي هذا، لا لشيء فقط للإجابة على سؤال عادي أنا ما زلت عاشقا للاشيء وللامكان.. مجرد تخيّل..

————————-
النّهرُ الميّتُ لا يسرّ أحداً..

حين أرى النّهرَ بلا ماءٍ لا يسرّني ولا يسرّ أيّ أحدٍ، فهو بلا ماءٍ يشبه العدمَ ولا انجذاب لمشاهدة صمتِ النهر.. لا حيوانات تأتي للنهر، فهو لم يعد يهمها، تمر؟ عنه الحيوانات بلا اكتراث.. تحب النهر حين يكون الماء فيه جارياً.. ترتوي من ماءه، وتذهب، إنها حالة عشق للنهر حين يكون الماء فيه يجري أو حتى عندما يكون الماء هادئا.. فالنهر بلا ماء كعشق امرأة لرجل ميّت، فهي تحبه حيا وعند موته تبكي عليه وتتذكر حيويته، والنهر بلا ماء يعني أنه عبارة عن نهرٍ ميّتٍ، فلا حُب له من أحدٍ حين يكون ميّتاً بلا ماء .. فالنهر بلا ماء هو مكان يشبه إلى حدٍّ ما العدم في صمته..
——————–

غيابكِ عني يعيّشني في ضجرٍ مكعّب..

أراني بين حيطان الضجر أدور حول نفسي هكذا بلا تعب؛ فدوراني بين حيطان حجرة مملة بدونك لعله يخفف من ضجري، الذي بات يخنقني وقت غيابك عني..
أنت تعلمين بأنني أنتظرك على أحر من الجمر، لكنني أعي تماما بأنك لن تأتي، فأنت لا ترغبينني البتة.. تريدين مني أن أتعذّب من غيابك لعل غيابك عني يمنحني درساً في معنى الحُبّ..
اتدرين بأنّ غيابك عني يعيّشني في ضجر مكعّب، وهذا الضجر يبدو بأنه سيدوم، أسألك لماذا لا ترغبين بالمجيء؟ هل مللتِ من صمتي، أم من صخبي، الذي لا يشبهني..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة