أزعر روسيا بوتين.. شيطان (أحمر) يهدد العلاقات الدولية
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/02/22 | 8:40تعرفت على الرئيس الروسي بوتين شخصياً في منتصف الثمانينات في برلين عن طريق صحفي بلغاري كانت تربطني به صداقة قوية، حيث كان بوتين وقتها دبلوماسياً في سفارة الاتحاد السوفييتي في برلين. ولمست في بوتين (الشيوعي بامتياز) أنه يؤمن بالقوة بالدرجة الأولى، وأوضحت الأمر لصديقي البلغاري، الذي قال لي وقتها مبتسماً:” ماذا تتوقع من عميل استخبارات “كي جي بي”. وقتها، عرفت من هو بوتين الحقيقي.
بوتين ترعرع ونشأ على التربية السياسية (الحمراء)، يعني (أحمر عن هيك ما بصير) وهذه التربية تتيح استخدام القوة من أجل المصلحة، كيف لا وهو الذي عاش الغزو السوفييتي لأفغانستان، الدولة التي حولتها موسكو إلى جحيم خلال غزوها لها، ولم تستطع فرض نهجها الشيوعي عليها، وانسحبت منها ذليلة مطأطأة الرأس أمام مقاومة الشعب. في داخل بوتين شيطان يوسوس له باستعادة الإمبراطورية الروسية، وقد يكون هدفه حمل لقب “قيصر روسيا” القرن الحادي والعشرين.
ما تفعله القوات الروسية في أوكرانيا بتعليمات من “الأزعر البلطجي” بوتين، يؤكد رأي خبراء غربيين أن ذك هو “إعلان حرب ولحظة تحول أساسية في العلاقات الدولية، قد تؤسس لحرب باردة جديدة ذات تداعيات جيوسياسية غير محسوبة العواقب.”
ويجب توضيح نقطة مهمة، وهي أن موقفي من بوتين ضد غزوه لأوكرانيا، لا يعني أبدا أني مع الموقف الأمريكي ومع تحالف الغرب. بالعكس، فإني ضد ممارسات الولايات المتحدة السياسية فلسطينياً وعربياً ودوليا. فالغرب بشكل عام يبحث عن مصالحه وتوسيع حلفه العسكري (شمال الأطلسي) المعروف باسم (ناتو)، ومن هنا يأتي دفاعه عن أوكرانبا التي تريد الإنضمام للحلف، الذي يواجهه بوتين برفض شديد. إذا، لا فرق بين الأفعى السوداء والأفعى الرقطاء فكلاهما سامتان. وهذا ما ينطبق بالفعل على روسيا والولايات المتحدة.
وهل ننسى ما فعلته روسيا في دولة الشيشان لأنها أرادت تأسيس دولة إسلامية، وهل ننسى كيف دمرت روسيا عاصمتها غروزني؟ وتاريخ بوتين حافل بالغزو والاحتلال أوروبياً وعربياً. أيان فليمنغ، مؤلف روايات جيمس بوند، قال ذات يوم: “عندما يطلق عليك شخص النار للمرة الأولى فهذا صدفة، وفي الثانية تلاقي صدف، وفي الثالثة فهو عدو.” وأوكرانيا 2022 هي المرة الثالثة لبوتين، بعد غزو جورجيا وضم جنوب أوستيا وأبخازيا في 2008 وغزو أوكرانيا وضم القرم في 2014.
هذا الوحش البشري بوتين جعل من سوريا حقل تجارب لأسلحته ضد اجساد اطفال سوريا مما ادى الى قتل مئة طفل في ضربة واحدة. وإذا كان نيرون قد ابتسم عندما رأى روما تحترق، فإن نيرون الجديد بوتين يفعل نفس الشيء في العاصمة الاوكرانية كييف، وما فعله في الشيشان مروراً بجورجيا وأبخازيا وكازخستان وسوريا سيبقى وصمة عار على جبين امبروطور روسيا الحديثة.
الحرب التي يشنها بوتين على أوكرانيا هي حرب أوروبية، لها دول تدعمها وهم قلة، لكن يشكل عام العالم كله يدين غزو بوتين لاوكرنيا. الأمر المضحك والمخزي في نفس الوقت أن سوريا والسلطة الفلسطينية هما الوحيدتان في العالم العربي اللتين أيدتا الغزو الروسي.
موقف سوريا له أسبابه. فنظام الأسد لم يكن ليبقى لغاية اليوم لولا التدخل الروسي وحماية بوتين له. لكن لماذا حشر محمود عباس أنفه في هذه الحرب؟ كيف يمكن أن تؤيد سلطة أوسلو دولة في احتلالها لدولة أخرى وهي نفسها تعاني من الإحتلال؟ إعلان السلطة الفلسطينية (الغائبة عن الوعي) عن تفهمها لمبررات العدوان الروسي على اوكرانيا هو بنظري تبرئة لكل عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني. فكيف تتفهم السلطة الفلسطينية عدواناً على شعب والسلطة نفسها تطالب العالم ان يقف معها ضد العدوان الصهيوني المستمر الذي يشابه عدوان روسيا على اوكرانيا. كيف ذلك يا أبا مازن؟ التنسيق الإسرائيلي الروسي يا أبا مازن، هو في أحسن حاله وهو هذه الأيام في ذروته، فعن اي تفهم او تأييد تتحدثون؟ وما هو موقفكم عندما تطالبون العالم بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، اذا كنتم تؤيدون العدوان الروسي على اوكرانيا او اي دولة اخرى؟