الآثار الاقتصادية الدولية للصراع الروسي الاوكراني
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 27/02/22 | 7:00كان للصراعات في اغلب المناطق التى شهدت الحروب في العالم اثارا بالغة في تدهور الحياة وتراجع مستويات المعيشة وتراكم القهر والظلم، وقد تركت تلك الصراعات المتناحرة واشتعال الحروب واستمرارها المزيد من انعدام الأمن الغذائي وما زالت العديد من الدول تواجه بالفعل تلك الازمات خاصة فيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية في المناطق التى شهدت اثارا للحروب في بعض مناطق العالم وخاصة الشرق الاوسط .
العالم لا يستطيع تحمل صراع آخر من صنع الإنسان بعد ان كان لوباء كورونا اثارا بالغة على التأثيرات المعيشية مم ادى الى ارتفاع ثمن الطعام والمواد الغذائية، ولم يعد بإمكاننا افتراض أن الطعام بعيد إلى حد ما عن الآثار السياسية للصراع حيث بات من المتوقع وفي ظل تصاعد الحرب الروسية الاوكرانية تكريس تلك المأساة تعقيدا مع احتياجات العالم للطعام والمواد الغذائية حيث تمثل أوكرانيا 12 في المائة من صادرات القمح العالمية، و16 في المائة للذرة، و18 في المائة للشعير، و19 في المائة من بذور اللفت وخاصة بان صادراتها السنوية بنحو 40 في المائة من الذرة والقمح تتجه إلى الشرق الأوسط أو أفريقيا .
لا يمكن ان تستمر طبيعة المشهد دون حدوث تأثيرات بالغة لتلك النزاعات بين الدول الكبرى وما تلحق به من نتائج بعد تفاقم ادوات الصراع الروسي الاوكراني وما ستتركه من تأثيرات على أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة في ظل ما يشهده العالم من تقلبات مختلفة حيث تشير المعطيات الدولية والدراسات الخاصة في هذا المجال ان العالم يشهد حالة غير مستقرة من عصر ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية على عكس ما قبل 50-90 عاما عندما كان هناك مخزون حقيقي فان الامن الغذائي العالمي يأتي الآن من الأسواق المالية، وهذا يعني أن التقلبات السياسية يمكن أن تدفع بأعداد كبيرة من الناس بسرعة إلى حالة انعدام الأمن الغذائي .
سوف تلحق تلك النزاعات القائمة بين روسيا وأوكرانية والتي بات تهدد مناطق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتزايد حاجتها لتوفير السلع الاساسية وبالتالي باتت تعاني من الجوع الشديد بفعل توقف صادرات القمح وإن المخاوف من عدم الاستقرار الدولي قد يسببت في تقلب أسعار المواد الغذائية، وعدم قدرة بعض البلدان تلبية احتياجات السوق المحلي بفعل ارتفاع الاسعار المتصاعد في مختلف مدن العالم وخاصة روسيا تعد من أكبر مصدري القمح في العالم، بينما برزت أوكرانيا بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي وفقا لما تشير اليه المعطيات الدولية الخاصة بالتبادل التجاري بين الدول .
وبات من المتوقع بان تتوقف سلاسل الامداد لبواخر تصدير القمح الروسي والأوكراني الواردة للشرق الاوسط وتتعطل بفعل استمرار الحروب الطاحنة وما سوف تتركه من اثار ومخلفات ستؤدي بالنهاية الي تفاقم الازمات الاقتصادية بين مختلف دول العالم .
وخلال السنوات القليلة الماضية شهد العالم تقلبات في السوق العالمية بسبب مخاوف من احتمال حدوث صراع ومنذ اللحظة الاولي لاشتعال نيران الحرب ارتفعت على الفور اسعار الحبوب والمواد الغذائية بشكل ملموس وأصبح الكل يعيش في حالة من القلق كون ان القادم سيكون اسوء اذا ما كانت خطوط الامداد معرضة لتوقف والتعطل بفعل الحرب الروسية الاوكرانية وباتت مرهونة في مدى استمراريتها والقدرة على عودة الحياة الطبيعية فيما بعد .