مرحبًا بعودة “المسيرة”

زف إلينا الصديق والرفيق الشاعر والناشر عبد الحكيم سمارة بشرى إعادة إصدار مجلة “المسيرة” في شهر نيسان القادم كمجلة فصلية تعنى بالتراث والثقافة، بعد سنوات من الغياب والاحتجاب القسري، لقلة الموارد المالية.

وكان سمارة أصدر العدد الأوّل من هذه المجلة في أيلول العام 1986، وذلك ككتاب فصلي، ساهم فيه العديد من الأقلام الأدبية الملتزمة، وصدر عن مكتب “اليسار” للعلاقات العامة ولنشر الكتاب الوطني والثقافة اليسارية التقدمية، الذي كان قد أسسه في تلك الفترة في بلده جت، وعمل معه المرحوم إبراهيم وتد، وصدر من مجلة “المسيرة” 8 أعداد على فترات متقطعة.

إن إصدار مجلة هو مغامرة كبيرة، خصوصًا في أيامنا هذه، في ظل تراجع الوعي القرائي والاهتمام بالثقافة والمطبوعات، وانتشار المواقع الالكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي.

ولأسباب متعددة ومختلفة، ذاتية وموضوعية، توقفت الكثير من المجلات التي كانت تصدر في بلادنا، كمجلتي “الجديد” و”الغد” العريقتين، ومجلة “الشرق” و”المنبر” و”المواكب” و”مواقف”، وكذلك صدور مجلة “الاسوار” العكية في فترات بعيدة، ولم يبق في الحقل الثقافي والإعلامي سوى مجلة “الإصلاح” الثقافية الشهرية التي تصدر عن دار “الأماني” ويرأس تحريرها الأستاذ مفيد صيداوي، بالإضافة لفصلية “شذا الكرمل” ومجلة “الغد الجديد” التي يشرف عليها محيي الدين خلايلة.

ونحن بدورنا نرحب بعودة مجلة “المسيرة” للصدور، ونرجو أن تكون هذه العودة مباركة وميمونة، كمطبوعة تساهم في خدمة الحياة الأدبية والمشهد الثقافي الإبداعي الفلسطيني في الداخل.