العنف الذي يجتاح مجتمعنا!
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 28/02/22 | 10:49ظاهرة العنف المستشرية في مجتمعنا العربي والمتفاقمة بين الأهل والأقارب والأخوة والبلد الواحدة أصبحت مقلقة ومرعبة وبمثابة خنجر في صدورنا وظهورنا وتهدد كياننا.. فماذا جرى وماذا حدث؟!فهل فقد الناس عقولهم واختل توازنهم.؟
أن الأنباء التي تصلنا تشير الى أن أعمال القتل الحاصلة في مجتمعنا حدثت وتحدث لأسباب تافهة وسخيفة كأحقية عبور أو صراع على شبر أرض وبناء جدار أو خلاف مالي ونزاع عائلي قديم أو نتيجة” قيل وقال” أو على خلفية انتخابات السلطة المحلية.
في تقديري أن العنف الذي يجتاح مجتمعنا يعود لعوامل وأسباب اقتصادية ونفسية وتربوية ،منها: الاحباطات والاكتئاب والضغوطات النفسية بسبب الفراغ القاتل والبطالة والفقر والجوع والوضع الاقتصادي المعيشي الصعب ناهيك عن متطلبات الحياة واغراءات العصر .هذا اضافة الى فقدان الضمير واندثار القيم وانعدام الأخلاق وتغلغل ثقافة الاستهلاك والعولمة واللهاث وراء المال ،وثقافة النرجيلة وسهر الليالي وحيازة السلاح .علاوة على غياب التربية الصحيحة وانحسار الثقافة السياسية وعمليات التوعية والتثقيف على أثر تراجع عمل الأطر السياسية وضعف المؤسسات المدنية والأهلية والتربوية ،وافتقار الوسط العربي للمراكز الثقافية والنوادي الشبابية وانعدام وسائل وأماكن التسلية والترفيه عدا غزو الفضائيات التي تبث الأفلام والمسلسلات، التي توجه نحو العنف والجنوح والأجرام وغير ذلك من عوامل ومسببات.
العنف هو ضوء أحمر وناقوس خطر يتطلب منا جميعاً وبدون استثناء مكافحته بالوسائل والأساليب الحضارية والعصرية ،وتبني خطة تربوية شمولية ، وتنمية الشعور بالمسؤولية وأثراء أجيالنا الشابة الجديدة والصاعدة بالوعي الاجتماعي والتربية الديمقراطية الصحيحة والسليمة والحكيمة ،وكذلك وأد الفتنة ومكافحة الآفات الاجتماعية، من طائفية وعائلية وعشائرية وتخلف و”جاهلية جديدة” وقتل على خلفية ما يسمى بـ “شرف العائلة” .وزيادة على ذلك تعميق هويتنا الثقافية والوطنية الحضارية والجماعية الواعية والفاعلة ، والقضاء على ثقافة التشويه والاشاعات المغرضة والكاذبة و”القيل والقال”، وتجذير ثقافة الحوار والتفاهم والتسامح الديني والانساني واحترام الرأي الاخر.
وفي المحصلة الأخيرة، ان الخروج من دائرة العنف لا يكون بالمؤتمرات والتوقيع على العرائض، وإنما بالعمل الجاد والمسؤول والمكثف، وبمصادرة الأسلحة المرخصة وغير المرخصة، وبالتربية الصالحة والتثقيف الصحيح لأطفالنا وأولادنا وشبابنا، في البيت والمدرسة والمجتمع. ولذلك يجب تهيئة مناخ تربوي حضاري وعصري في مجتمعنا، وبناء عقلية جديدة وإغناء حياتنا بالوعي والسلوك الاجتماعي السوي والثقافة السياسية الوطنية الديمقراطية. إننا نريد لمجتمعنا الأفضل والأحسن، ونريد له الحياة الهادئة الخالية من العنف والقتل والأجرام والانحراف، واللحاق بركب التقدم والتمدن والتطور الشامل.