الصراع الاوكراني الروسي والوجه الاخر للاحتلال الاسرائيلي
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 01/03/22 | 10:12الثلاثاء 1 آذار / مارس 2022.
لم تكن تلك المشاهد المروعة التي تتناقلها وكالات الانباء والصحافة الدولية لما يجري من عمليات عسكرية ضمن الصراع الروسي الاوكراني مفاجئه فهي مشاهد اعتاد عليها المتلقى العربي فكم هي تلك المشاهد المروعة للإحداث الدامية في مختلف المناطق وكم كانت الصورة مألوفة بالنسبة للشعب الفلسطيني حيث كانت طبيعة المشاهد اصعب بكثير من تلك المشاهد بفعل العدوان والقصف والإجرام الاسرائيلي، ولكن الشيء الجديد والغريب بالنسبة لكل من يتابع النزاعات المتناحرة بين اوكرانيا وروسيا هو تلك الدبلوماسية وقادة السياسة في عالم غابت به الموازين وتلك التصريحات والقرارات العاجلة بفرض عقوبات اقتصادية وإدانة واستنكار للقصف الروسي في الوقت الذي لم تبدي به الولايات المتحدة الامريكية اي اعتراض على العدوان والاحتلال الاسرائيلي بل اعترفت امريكيا نفسها ومنحت القدس التي هي ارض محتلة وفقا للقانون الدولي لتكون عاصمة لدولة الاحتلال واليوم تقف ادارة الرئيس جو بايدن تندد في إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده بمنطقتين في شرق أوكرانيا كدولتين مما يدلل على مدى الفوضى الذي يشهده العالم في ظل المتناقضات الدولية والدعم والتهاون مع جرائم الاحتلال الاسرائيلي .
المنطق ولغة الدبلوماسية الدولية واضحة ولا مجال للعبث في العلاقات الدولية فالكل يقف ضد الحروب واستمرار العنف والنزاعات المسلحة بين الدول والتشريعات الدولية تستوجب دعم الخيار الدبلوماسي الذي هو الطريق الوحيد لإنهاء العنف المستخدم بين الشعوب وهذا ما يدفعنا للمقارنة بين الدعوات الي تسليح الشعب الاوكراني اجمع وحث دول العالم على دعم المقاومة المسلحة في اوكرانيا بينما يقف العالم ويدين استخدام الشعب الفلسطيني الحجارة عندما يعترضون على احتلال اراضيهم وسرقتهم ونهبهم للحقوق الفلسطينية بل يتم وصفهم بالمخربين والإرهابيين .
يوميا هناك تصيعد للإجراءات الإسرائيلية الاجرامية من هدم المنازل والمؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة وفي عموم انحاء الضفة الغربية واستمرار عمليات تهجير الاحياء الفلسطينية وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية الاستعمارية في الضفة الغربية في انتهاك صارخ للقرار الدولي رقم 2334، وإمام ما تتعرض له القدس وخصوصا المسجد الاقصى من عمليات حرق واستهداف وتنفيذ سياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي لم ولن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله من أجل نيل الحرية وتجسيد الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية رغم كل المحاولات الإسرائيلية الهادفة لتهويد المدنية المقدسة وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض .
تلك الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بداخل المدن الفلسطينية تعد من اهم العوامل الرئيسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم وحرمان الشعب الفلسطيني من الحياة ومن حقوقه الأساسية وتعكس استمرار ممارساتها ازدراء مطلق للقانون الدولي بما في ذلك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وأنه يتوجب على الدول التي تدعم الشرعية الدولية في العالم ممارسة المزيد من الضغط على حكومة الاحتلال لتتوقف عن إجراءاتها العدوانية على الشعب الفلسطيني .
اي منطق دولي وأي علاقات تلك التي تتحكم في عالم يفرض قوته وإدانته وفقا لمصالح انظمته الحاكمة في الوقت الذي يعاني الشعب الفلسطيني من ابشع الممارسات الارهابية العدوانية وإرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على المقدسات الاسلامية والمسحية وباتت المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي مطالبون بأن توضع قرارات الأمم المتحدة موضع التطبيق بإلزام دولة الاحتلال بوقف كل اعتداءاتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني وضمان انهاء اطول احتلال يرفه العالم .