في عيدِكِ تتفتّحُ الأزاهير

زهير دعيم

تاريخ النشر: 03/03/22 | 7:44

ظلمناكِ لقرونٍ طويلة !!

ظلمناكِ في شرقنا وما زلنا نهضم حقّكِ، وما زلتِ في قاموسنا : ” عضو قاصر” …أنثى …ولا غرو فجهنم والمصيبة والنائبة والكارثة والواقعة ونون النسوة مرادفات لكِ .
ظلمناك وجمعنا ابن آوى جمع مؤنث : (بنات آوى ) تيمّنًا بكِ وتكريمًا !!
ظلمناكِ وما زلنا نقول عند مجيئك الميمون الى الدّنيا : “بنت !!”..يلّلا الله يعوّض …المهمّ الحمد لله على السّلامة .أمّا اذا كان المولود ذكرًا فتعلو الزغاريد ، وتُوزّع الحَلوى …فقد جاء الى الدنيا وليّ العهد.
ظلمناكِ وأنتِ تصمتين …ظلمناك في الشّرق وأنت تقبلين الأمر على مضَض حينًا وحينًا آخر بغصّة ، ولكنّ الذي يؤلمني – أنا الرجل- هو صويحبات لك وصديقات من بنات جنسكِ يدافعن ويقف الى جانب الظُّلم والظالمين ، ويعتبرْنَ الوضع المُتحيّز طبيعيًا ، والإله يقول ذكرًا وأنثى خلقهما…وليس الرجل مِن دون المرأة ، وليست المرأة مِنْ دون الرجل.
ظلمناك في الشّرق ، وأنتِ حلاوتُه وشهدُه المُصفّى وحنانُه الدّفّاق.

ظلمناك في الشّرق فغُصنا في الظُّلمات والأوحال فسبقَنَا الغرب والشمال بأشواط وما عدنا نرى حتى قفاه!!…وكيف لا يسبقنا ونحن نُقيّدك بالأغلال ، ونُثقل أحيانًاعنقك بالعبودية ، ونقول : الرُّكبة عوْرة …والشَّعر عورة والحوَر في عينك من الشيطان ، والبسمة على ثغرك جريمة .
ننتظر ان تُشرق الشّمس !!! والشمس في شرقنا حارقة ؛ تحرق الطّحالب وأعشاب الظلّ.
ننتظر ان تُشرق الشمس، فتضيء الحنايا والمرتفعات والأودية ، وتُجفّف الرطوبة والعفونة ، فتُطلّ الأزهار من بين الحجارة شامخة.
كلّما أقول بالعاميّة ” قرّبتْ ” اجد نفسي أحيانًا أقول : لا انها ” بعّدتْ” فالظروف غير مؤاتية ، بل تسير القهقرى في بعض البلدان.
أترانا حُكمَ علينا في الشّرق لنُصفِّق بيدٍ واحدة ؟
أترانا اقتنعنا أنّ النصف منّا لا يساوي شيئًا ، وأنّ الذكوريّة هي الكلّ في الكلّ ؟

كنت اتخبّط في حياتي الماليّة ، الى ان فُتح المجال أمام زوجتي للعمل – والعمل في قاموسي كلمة مرادفة للشرف-فانتعشتُ وانتعش اقتصادنا وأزهرت نفوسنا وآمالنا ، فالنفس العاملة مزهرة ، مضيئة ، مثمرة لا تعرف الخمول ولا اليأس ، فالاندماج في ميدان العمل للرجل كما المرأة حياة ، وأيّة حياة !

أعطوها أن تعمل ، أطلقوها بربكم من عبوديتكم ، فالبنطال ليس جريمة ، وسياقة السيّارة متعة وهدف وغاية سامية ، والعمل السياسي لها تحدٍّ ، فهي تمتلك العقل وسداد الرأي والحنان ما قد لا تجده عند الرجال .

نعم هناك في الافق بارقة أمل ، وهناك من بدأ يفهم ويتفهّم ويشعر بقيمة هذا العنصر المُرهف الحِسّ ؛ العنصر الضروريّ في حياتنا ، فمدَّه بالتشجيع وسانده ، فبرعمَ الأمل على جبين الشّرق أو كاد، وخاصّةً في مجتمعنا العربيّ الإسرائيليّ الذي ازدان بالطبيبات والمحاميات والمعلّمات والعاملات. نعم نريد تحوّلًا جميلًا ونريده فيضًا وأكثر. نريده رجاءً لا يعرف الحدود.

في عيدِك سيدتي يحلو النشيد …
في عيدك ايتها الجدّة والأم والأخت والزوجة والحبيبة نرفع – نحن الذين نُقدّر عطاءَ ك- نرفع لكِ قبعاتنا احترامًا واجلالًا ..فالذي لا يعرفك يجهلك ويبقى في مكانه مع خفافيش الليل .
في عيدك تُغنّي الطبيعة لحنًا سماويًا ، وتبرعم الازاهير إيذانًا بعهدٍ جديد وأمل جديد….فكل عام وانتِ سيدتي بالف الف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة