الحرب في أوكرانيا وأفول القطب الواحد
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 04/03/22 | 16:00العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لا تزال في مرحلتها الأولى، ولم تحقق أهدافها بعد حتى يكون حل سياسي، بعد كل هذا التجييش والتصعيد وفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، وليس من المستبعد أن يبدأ الروس بتطوير عمليتهم لتكون أشد ضراوة أكثر من المرحلة الأولى، وقد تكون كييف هي الهدف الأقرب لإتاحة المجال والفرصة لتغيير النظام في أوكرانيا، لان هناك تخوفًا من تقسيم أوكرانيا.
ولا شك أن الشعب الأوكراني وحده الذي يدفع ثمن هذه الحرب الجارية على أرضه، بعد توريط الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية حكام أوكرانيا لكي يمضوا في غيهم وعنادهم، وعدم التسليم بالمصالح القومية الروسية.
لقد بذلت روسيا جهودًا كبيرة لمنع هذه المغامرة العسكرية، وفاوضت الغرب، وفاوضت كذلك أمريكا، وكان هناك وساطات ومباحثات، ولكن كل ذلك باء بالفشل لأنها لم تراعِ المصالح الروسية، مما اضطر روسيا اللجوء لخيار الحرب والعمليات العسكرية فوق الأرض الأوكرانية. فروسيا لن ترضى ولن تقبل أبدًا أن تكون أوكرانيا سكينًا في خاصرتها، وتستدعي حلف الناتو ليكون على مقربة من العاصمة الروسية موسكو ومن الكرملين.
الواقع الحالي يجعل المكانة الدولية المرتبطة بأحادية القطب الواحد محط نظر وتراجع، ويبدو أن أمريكا لا تريد التضحية في سبيل حفظ مكانتها كقطب أوحد في العالم، ولكنها مستعدة للتخلي عن بعض نفوذها على حساب عدم التورط والدخول في حرب يمكن أن تكون نتائجها وخيمة، ومقابل ذلك فإن روسيا تحاول إعادة حضورها السياسي ومكانتها الدولية وإرثها السوفييتي من جديد وإعادة هيمنتها كقطب موازٍ، وهذا الدور الذي يلعبه ويقوده بوتين يأتي ضمن سياسة جديدة ذكية تركز على الضعف الأمريكي ومحاولة سحب البساط من تحت رجلي أمريكا.
وفي ظل كل هذا لا يمكن أن ننسى أن هناك دولة أخرى تتوسع وتتقدم بخطى حثيثة في العالم، وهي الصين، وإذا كانت خطواتها العسكرية محدودة، لكن هيمنتها الاقتصادية تتعاظم وتتزايد لتشكل تحديًا لروسيا وأمريكا.
إن البشرية ستضطر إلى دفع الثمن من أجل وضع حد للنظام المشوه واستبداله بنظام كوني أكثر عدالة وأكثر أمنًا وتوزانًا، وهذا يتطلب وقف الحرب في أوكرانيا، وتفكيك حلف الناتو، وحياد أوكرانيا.