الحرب بين بوتين الماكر والغرب المخادع.. والضحية أوكرانيا بقلم: أحمد حازم
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 04/03/22 | 20:11شاهدت مقابلة (فيديو) لمسؤول كبير سابق في جهاز المخابرلت السوفييتية (كي جي بي) يدعى أوليغ كالوغين، كان بوتين أحد الموظفين التابعين لإدارته في مدينة بيترسبورغ، ووصف كالوغين الرئيس الروسي بوتين بأنه: “يريد أن يظهر بمكانة الرجل الذي استعاد مكانة بلاده العظيمة، عن طريق ترسيخ فكرة روسيا العظمى” وأضاف في وصفه لبوتين:” انه ذكي وماكر وعديم الأخلاق”. ولكن نسي كالوغين القول ان بوتين هو حرامي أيضاً.
هنا نرجع إلى التاريخ. في اول زيارة له الى طهران حمل فلاديمير بوتين هدية للرئيس الإيراني حسن روحاني وهي عبارة عن مصحف عربي مكتوب بالرسم الكوفي المسطور الذي اعتمده العرب في اواخر العهد الاموي وأوائل العهد العباسي. المصحف كان في احد قصور احد الخلفاء العباسيين في بغداد، وعندما غزا المغول عاصمة الخلافة حمله الغازي هولاكو الى طشقند، ولما سقطت هذه تحت الاحتلال الروسي حمله القيصر بطرس الاكبر الى موسكو. يعني هولاكو سرقه من بغداد إلى طشقند والقيصر الروسي سرقه من طشقند إلى موسكو، ثم قام القيصر الجديد بوتين يسرقته من موسكو وتقديمه للرئيس الإيراني حسن روحاني. يعني شلة حرامية، والمصحف العربي التاريخي تنقل بين أيادي سارقين.
بوتين يعود للسرقة مجددا. وهذه المرة ليست مصحفاً بل دولاً لها استقلاليتها. والحرامي بوتين الصديق الحميم لإسرائيل (الحرامية) أيضاً التي سرقت وطناً بأكمله بعد تشريد شعبه، هو في طريقه لسرقة أوكرانيا بعد أن سرق شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى. والغرب (الحنون) ينظر إلى ما يجري باستخدام الإدانة والاستنكار وشعب أوكرانيا تحت القصف الروسي. دموع تماسيح لا أكثر.
لفت انتباهي خبران أمريكيان متناقضان، نشرتهما صحيفة “واشنطن بوست” قبل أيام قليلة، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين. الخبر الأول يقول: ” إن سلطات الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لمساعدة رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي على مغادرة كييف، حتى لا يقع في أيدي القوات الروسية المتقدمة، وأن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا إلى زيلينسكي في الأيام الأخيرة حول قضايا أمنية مختلفة، بما في ذلك حول أكثر الأماكن أماناً بالنسبة إليه لضمان استمرارية عمل حكومته”. هذا الخبر يعني بدون شك أن مصير الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطر، وأن حكومته مهددة بالزوال بعد الاجتياح الروسي العسكري لأوكرانيا، وخصوصاً بعد إعلان روسيا توسيع هجماتها على جميع الاتجاهات.
الخبر الثاني يقول ان :” وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أعلن ” أن الولايات المتحدة ستقدم إلى أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار لصد الهجوم الروسي، كما أجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، الأمر الذي يشكل تراجعاً عن سياسة اتبعتها المانيا في الأعوام الأخيرة، تقضي بحظر أي تصدير لأسلحة فتاكة في مناطق نزاعات. وفرنسا قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قال أنه سينشر قوته للرد السريع المكونة من 40 ألف جندي في شرق أوروبا للمرة الأولى في تاريخه وكذلك فعلت بريطانيا التي قدمت مساعدات عسكرية كبيرة إلى الحكومة الأوكرانية، ومعها دول أوروبية أخرى بضخ الأسلحة والمعدات المتطورة إلى الجيش الأوكراني للتصدي للجيش الروسي في المدن الأوكرانية.
هنا تكمن ازدواجية المعايير. إذا كانت الولايات المتحدة وحسب الخبر الأول تعرف تمام المعرفة أن الرئيس الأكراني في خطر وتعرض عليه الهرب والبحث عن مكان آمن له، فلماذا تتعب نفسها وترسل لأوكرانيا كل هذه الأسلحة، خصوصا انها تعرف مسبقا أن النتيجة محسومة لصالح روسيا؟
بدون شك فإن المستفيد الوحيد من كل ذلك هو روسيا، لأنها بعد انتهاء الحرب ستقوم حتماً بالاستيلاء على كل هذه اأسلحة الغربية، تماً كما حصل في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة وقوات حلف الناتو والتي تركت وراءهاً أطناناً من الأسلحة. حرب قذرة افتعلها قطبان متوحشان أحدهما أوسخ من الأخر.