ما مدى احتمال استخدام بوتين للسلاح النووي؟ أحمد حازم
أحمد حازم
تاريخ النشر: 05/03/22 | 15:12الحرب الي شنها الرئيس الروسي على أوكرانيا تدخل أسبوعها الثاني، دون تدخل عسكري من أي طرف من أطراف الأعضاء الكبار في حلف شمال الأطلسي (الولايات المتحدة،ألمانيا، فرنسا وبريطانيا) باستثناء الاستخدام اللفظي من إدانات واستنكارات ومساعدات في العتاد. لدرجة أن لرئيس الأوكراني طالب الشباب الأوروبي بالتطوع للدفاع عن أوكرانيا.
الحرب هي حرب. يوجد فيها دمار وقتلى وتشريد بالآلاف. الرئيس الروسي لم يستخدم كلمة “حرب” ضد أوكرانيا بل أراد التلاعب بالألفاظ مستخدماً تعبير: “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا، ومنذ اعلانه عن هذه العملية وحتى اليوم سقط آلاف الجرحى في صفوف الروس والأوكرانيين، إلى جانب عملية نزوح على نطاق واسع من مدن أوكرانيا.
الرئيس الروسي بوتين شخصية عنجهية يؤمن بالقوة ولديه الرغبة الجامحة في استعادة روسيا لمكانتها أيام القيصر. إن تصوّرات القوة العظمى لدى صنّاع القرار الروس ودفعهم نحو التفكير بذلك، ويظهر ذلك جليًّا في تصريح الرئيس الروسي بوتين بعد عامين من تولّيه الحكم حينما قال: “نحن قوةٌ عالمية، ليس بسبب أنّنا نمتلك قوةً عسكريةً عُظمى وقوةً اقتصاديةً مُحتملة، ولكن نحن كذلك لأسبابٍ جغرافيةٍ، سوف نظلّ موجودين مادّيًّا في أوروبا وآسيا وفي الشمال والجنوب، كما لنا في كلّ مكانٍ بعض من الاهتمامات والمخاوف”. وهذا طبعاً ما حدث منذ سنوات في التدخل في جورجيا وفصل اجزاء منها وضمها للٱراضي الروسية ، ومن قبل في الشيشان.
بعد الهجمات الروسية على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، يخشى كثيرون من ارتفاع مستويات الإشعاع. يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للمواد الجينية، كما حدث بعد إلقاء القنابل الذرية على مدينتي ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية. وولد الكثير من الأطفال الذين يعانون من تشوهات.
وتقول المعلومات المتوفرة أنه حتى في حالة وقوع كارثة مثل تلك التي حدثت في محطة الطاقة النووية الأوكرانية تشيرنوبل في أبريل/ نيسان 1986، فإن الآثار اللاحقة واضحة. فبعد 20 عاماً من الحادث، ارتفع معدل الإصابة بالسرطان بنسبة 40 بالمائة في معظم المناطق المتضررة. وتشير التقديرات إلى أن 25 ألف شخص ممن ساعدوا في تنظيف المفاعل لقوا حتفهم في روسيا وحدها.
ولكن ماذا لو استخدم بوتين سلاحا نوويا؟ الرئيس الروسي أصدر مؤخراً قراراً سبب قلقاً دولياً كبيراً، فقد أمر الجيش الروسي بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة، ما يعني أن لديه النية في استخدام النووي إذا لزم الأمر ذلك. فهل يفعلها بوتين وكيف سيكون رد الناتو؟ الدكتورة باتريشيا لويس مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) والخبيرة في مجال الحد من التسلح، ترى قرار بوتين هو “رد فعل دفاعي على فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده، ولكن في خارج روسيا ينظر إلى القرار بشكل عام على أنه طريق أمام روسيا لاستخدام أسلحتها النووية في هجوم مفاجىء”. لكن الخبيرة البريطانية طمأنت حلف الناتو في تحليلها أن ” روسيا إذا ما قررت استخدام الأسلحة النووية فإنها ستفعل ذلك في هجومها على أوكرانيا، وليس مهاجمة أي دولة عضو في الناتو يؤدي إلى رد واسع النطاق من جانب الناتو.”
وتضيف لويس إنه إذا ما قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية، فمن المرجح أن ترد دول الناتو على أساس أن تأثير الأسلحة النووية سوف يعبر الحدود ويؤثر على الدول المحيطة بأوكرانيا، ويمكن أن يرد الناتو باستخدام الأسلحة التقليدية ضد المواقع الاستراتيجية الروسية، أو بالمثل باستخدام الأسلحة النووية حيث هناك عدة خيارات متاحة له، فالولايات المتحدة لديها حوالي 150 قنبلة جاذبية نووية B61- موجودة في خمس من دول الناتو، هي بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا. كما أن لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إمكانيات طويلة المدى بالنسبة للهجمات النووية تحت رعاية الناتو. أما ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي(ناتو) فله رأي آخر إذ يرى أن الحلف “لن يغير من وضع قواته النووية رداً على قرار بوتين وأن الحلف مسؤول عن عدم خروج الوضع عن السيطرة.”