ممارسة الكذب والخداع وأدوات التضليل الاعلامي
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 08/03/22 | 8:25الثلاثاء 8 آذار / مارس 2022.
صناعة الكذب والتضليل الإعلامي له عدة صور منها قلب الحقائق، أو التضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث، ويمارس الإعلام دوراً خطيراً في حياة الأمم، ليس في نقل الأخبار والأحداث فقط وإنما في صياغة وتحديد توجهات الرأي العام، ومن هنا يصبح التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام حالياً بمثابة حرب نفسية تمارس بحق المتلقي لإحداث تترك أكبر قدر من التأثير السلبي وبات من المهم ان نلاحظ بان التغيب الاعلامي وإغلاق المحطات الدولية ومواقع الانترنت والتحكم فيما يتم بثه للجمهور يشكل تدهورا خطيرا في حرية الرأي والممارسة المهنية الاعلامية ويتنافى مع ميثاق الاعلام الدولي ويتناقض مع مادة 19 من مواد الميثاق الدولي وحرية الصحافة .
هذا الامر يعني ممارسة قطبية الرأي الواحد وتكريس لغة القمع والإرهاب وفرض الرأي الواحد في هذا العالم المتناقض وبات يواجه العالم ما يعرف بشرطة الفكر الجديد وأدوات الرقابة وجيش الهكر والتحكم في قنوات البث المرئية والمسموع وخطوط الامداد لشبكات الانترنت الممتدة عبر العالم مما يشكل ادوات للسيطرة تحول دون تقدم حرية الرأي والممارسة الديمقراطية وبالتالي اصبح واقع التزوير والتضليل الإعلامي بإشكاله وصوره المختلفة هو السائد في هذا العالم الذي تغيب فيه العدالة ويلهث الجميع الى تطبيق وفرض وجهة النظر بالقوة عبر التحكم بما يتم بثه وتلقيه .
مهام التضليل الاعلامي تتلخص في قلب الحقائق، أو التضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث، أو باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار أحكام بالإدانة أو بالانتقائية المتحيزة التي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والمصادر وتهمل الأخرى مما يعزز ممارسة قطبية العالم الاوحد وتسخير الرقابة لكتم الصوت الاخر .
ومن خلال تتبع حالة الاعلام الغربي وخاصة بعد تفجر الصراع الروسي الاوكراني وما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي نجد ان هناك حالة من الفوضى ونشر أكاذيب مضحكة يقوم بها الإعلام المضلل عبر تصريحات مفبركة تنستهدف الرأي العام الدولي وخداع المتلقي وخاصة في المنطقة العربية، تشمل غسيل الادمغة للشعوب العربية، وقلب الحقائق وتغيير القناعات وضرب القيم الوطنية، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، ونجد الاستغلال الواضح لوسائل الاعلام لتنفيذ مهمة السيطرة وممارسة تفريغ المحتوى الواقعي ومضامين الرسائل الاعلامية وحقيقة ما يجري من صراع التكتلات العالمية حيث يسود العالم لغة جديدة لشرطة الفكر القمعي والتي برزت من خلال التحكم في اليات البث الدولي حيث يقع الاعلام في قبضة شرطة الفكر الجديد ليحول دون ممارسة الحرية ويتناقض مع التشريعات الاعلامية وحقوق نقل المعلومات التي نتعلمها ونقرؤها ولم نمارسها على ارض الواقع، ويكشف حقيقة وزيف المنظومة الاعلامية الدولية وتطورها الهائل وسيطرة وهيمنة القوى الاستعمارية عليها لخدمة افكارهم وبث الرعب والخوف من اجل ضمان الهيمنة والسيطرة في عالم اصبحت فيه العدالة مجرد شعارات جميلة تزين مواد الامم المتحدة ومؤتمراتها .
ويمكن ان نلخص تلك الوقائع التي يمارسها الاعلام لصناعة التضليل الاعلامي وصناعة الكذب في الدور الذي يقوم به الاعلام الغربي والتي تعكس طبيعة التناقض بالمواقف الدولية وما يتم استخدامه من مصطلحات لقلب الحقائق وتوزيع صكوك غفران للمسؤولين الإسرائيليين للتغطية على انتهاكاتهم وجرائمهم وتلك المجازر التي يتم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني بالرغم من معرفة الامم المتحدة وتوثيقها لذلك لكن لم يتحرك هذا العالم الصامت ولم يفعل اي شيء .