زيارة هرتسوغ لتركيا
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 10/03/22 | 14:52التقى الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنقرة، في سياق زيارة رسمية تهدف لترميم العلاقات بين البلدين بعد أكثر من 14 عامًا من التوتر والقطيعة، وسيتم خلال الزيارة التطرق لملف واردات أوروبا من الغاز الذي اكتسبت أهمية كبرى بعد الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يطغى النزاع الروسي الاوكراني على المحادثات بين الرجلين الذين سيناقشان أيضًا قضايا ثنائية وأجندات ومختلفة.
وهرتسوغ هو الرئيس الإسرائيلي الأول الذي يزور تركيا منذ العام 2008 مع استلامه منصبه، وكان قد تلقى اتصالًا من الرئيس التركي أردوغان لتهنئته باختياره رئيسًا، وهي محادثة مهدت لهذا اللقاء وتجديد الحوار بين البلدين.
وكان هرتسوغ قد صرح قبل اقلاعه إلى تركيا بأن العلاقات بين البلدين هامة لإسرائيل وتركيا ولبلدان المنطقة، لن نوافق على كل شيء، ولكن من الضروري الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وهذا اللقاء بين هرتسوغ وأردوغان كفيل أن ينهي مرحلة العداء والخصام والشكوك التي ميزت العلاقات بين الدولتين، فالرواسب التي تراكمت منذ قضية مرمرة، علاوة على الشتائم والتهديدات المتبادلة، أحدثت فجوة عميقة احتاجت جهودًا مشتركة ونوايا طيبة وقيام هامش مصالح مستقر لأجل إعادة بناء الثقة.
لا يعني ان كل الخلافات بين البلدين وبينها ودول أخرى في المنطقة ستذوب دفعة واحدة، فلتركيا موقف واشح من المشكلة الفلسطينية وإزاء الاستيطان وبناء المستوطنات، وهي تؤيد حماس، ولكن كل هذا لا يمنعها أن تقيم تعاونًا استخباريًا وثيقًا مع دولة الاحتلال، ولن يمنع تعاونها التجاري والاقتصادي معها.
ويمكننا القول، ان مرحلة القطيعة والعداء بين أنقرة وتل أبيب قد انتهت، ويمكن بعد هذه الزيارة أن تزدهر مصالح مشتركة وآليات لتحقيقها، فضلًا عن أجواء بناءة لتسوية الخلافات بينهما.