الاستيطان ومواصلة جرائم الحرب في الاراضي الفلسطينية المحتلة
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 14/03/22 | 9:56الاثنين 14 آذار / مارس 2022.
تتوالى مخططات الاحتلال الاستيطانية في القدس المحتلة بهدف تهويدها وأحدثها إعلانه إقامة مئات الوحدات وشق طرق استيطانية جديدة في قلب المدينة ومحيطها تمهيداً لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، حيث اعلنت سلطات الاحتلال عن تنفيذ مخططات استيطانية جديدة بالقدس وتضمن إقامة 730 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال القدس وإقامة 850 وحدة أخرى على مساحة 17 دونما من شارع يافا الممتد من أسوار البلدة القديمة حتى وسط المدينة وإقامة ايضا 210 وحدات استيطانية لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي قرية أبو غوش شمال غرب المدينة المحتلة.
ويستهدف مخطط الاحتلال إقامة مستوطنة على الجهة الغربية من جبل الزيتون المطل على المسجد الأقصى و إقامة مستوطنة أخرى على مساحة 9 دونمات من أراضي بلدة العيسوية كما اعلن الاحتلال عن مخططات لإقامة طرق استيطانية جديدة تربط المستوطنات المقامة جنوب القدس بتلك المقامة جنوب الضفة الغربية ولتوسيع طرق استيطانية على مدخل القدس من الشرق والغرب حيث تشكل هذه الطرق تهديدا بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتحول البلدات والقرى التي تمر عبرها إلى مناطق معزولة عن بعضها وتحول دون توسعها العمراني فضلاً عن أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استخدام آلاف الدونمات على جانبي هذه الطرق .
وتهدف هذه الطرق والمخططات الاستيطانية الضخمة التي أعلن عنها الاحتلال بكثافة منذ مطلع العام الجاري الي تهويد الاراضي الفلسطينية حيث يتم العمل على تنفيذ مخطط الضم الاستعماري الذي يريده الاحتلال من خلاله ضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، ويواصل المستوطنين اعتداءاتهم على مدن وبلدات الضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال حيث اقتحموا بلدات كفر الديك في سلفيت ويطا في الخليل ودوما في نابلس واقتلعوا 570 شجرة زيتون ولوزيات واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم كما هدمت قوات الاحتلال هدمت ثلاثة منازل في بلدة بيت حنينا ومخيم شعفاط بالقدس وأخطرت بهدم منزل في بلدة أبو النوار بالقدس .
ممارسات الاحتلال العنصرية تجاه أهل البلدة القديمة في القدس الذين يواجهون يومياً أبشع عمليات القمع والتنكيل تتواصل حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن يجبر الاحتلال عائلة على هدم منزلها ليشردها على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يكتفي ببيانات الإدانة لعمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي يتعرض لها المقدسيين على يد الاحتلال في خرق فاضح لكل القوانين والتشريعات الدولية .
وتهدف مخططات الاحتلال الي حرمان اصحاب الارض الاصليين من ممارسة حقوقهم وحصرهم في مناطق معزولة وحرمانهم من التوسع العمراني بل سيجبرهم على الهجرة قسراً من ارضهم من أجل الحصول على السكن وخاصة ابناء الشعب الفلسطيني في القدس الشريف حيث يواصل المقدسيين صمودهم في وجه مخططات الاحتلال ولن يتخلوا عن منازلهم وأراضيهم وسيواصلون الدفاع عنها ولن يسمحوا للاحتلال بتكرار مأساة النكبة .
الاحتلال يتبع سياسة استعمارية ممنهجة للاستيلاء على منازل المقدسيين وخاصة في بلدة جبل المكبر عبر استيلائه على مئات الدونمات حيث باتت هذه الممارسات ومخططات الاحتلال الاستيطانية تشكل خطورة بالغة على مستقبل البلدة القديمة وتهدف لتزوير تاريخها وطمس معالمها، وفي هذه الظروف الدولية المعقدة بات من الاهمية مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف عمليات الهدم وتوسيع الاستيطان المتواصلة في القدس ومحاسبة مرتكبيها باعتبارها جريمة ترقى لجرائم الحرب .