يا أمي .. دموعي ما زالت سجينة.!

هربتُ من آخر لحظات عمرك
خفتُ من وقع طعنات وداعك
اقتحمتْ جارتنا غرفتي
وقالت : ” أمّك أعطتكَ عمرها ! “.
كتفيَّ يا أمي لا تتحملان
أن تعطيني عمرك مرَّتين
مرتين ..!
مرة في الحياة , ومرة في الممات
أن تعطيني روحك مرتين
مرة في الحياة , ومرة في الممات
شاركتُ المشيعين دفنك في التراب
ودَّعتُ قبرك
ولكنك ..
ما زلتِ تنامين معي في فراشك
بين ضلوعي
تقومين في موعد صلاتك
وتطلُّين عليَّ من أحلامك
لأرتوي من أنفاسك
قبل المنام
ما زالتْ تغنّي لي في الليل
أغنية الحمام
وما زالتْ تشيعني بدعواتك
قبل الدوام
************
منذ موتك لم تدخل غرفتك
قدميّ
أخاف ان لا تطلّين عليَّ من
وسادتك
أخاف أن لا أسمعك :
تنادين ..
” يمّا ناولني شربة ميَّة .!”
أخاف ان لا أجد أبريقك القديم
وصورتك وأنت صبية
أخاف أن لا أحسّ راحتيك
تتحسسان راحتيَّ
أن لا أحسّ شفتيك
تلامسان وجنتي ِّ

*********
كيف بقيتْ دموعي
متجمدة خرساء
تهيم في فضا ضلوعي
وتأبى الفرار
كيف بقي بكائي
يسبح في شرايين دمائي
هائماً بلا مسار

******************
أنام في حضنك
أشعر أنّي في بيت سحريّ
معلُّق فيه قنديل
والقنديل في فضاء درِّي
ينشر حوله ظلال من الفرح
تخالطها رسمات خفيفة
من ضوء حييّ
********************

عندما ألتجئ الى محراب حضنك
أدخل الى بيت زجاجي
لا يدخله إلّا الضوء
وعطرك الزكي
ودقات قلبك
ووجهك القمري
أدخل الى فضاء من السكينة
أتنفس نفحات حنانك
أنام على دقات قلبك
أحلم بحبك الأبدي
********
في حضنك
رأيتُ شالك الزهري
يرفرف فوق وجنتيَّ
ويحكي لي قصة ألوان
قوس قزح
و يرسم على شفتي
بسمة فرح
ولمسات حنان
**********
في الليل تزوريني
وتحكي لي
قصة ليلى الحمراء
والذئب المفترس
والحطاب والطريق الطويلة
والطريق القصيرة
فأخاف .. فأحاول الغوص
في أعماق حضنك
عميقاً ..عميقاً
حتى يأتي الحطاب
من بعيد ..من بعيد من أعماق الغاب
وينقذك
من الذئب الشرير
فأشعر بالأمان
**************