خواطر ……بقلم عطا الله شاهين

نشتاقُ لفصل الربيع ..

البرْدُ في هذا العام خرّ في عظامنا.. لم نعد نتحمل برد هذا الشتاء.. بتنا نشتاق لفصل الربيع .. فما أجمل السير بين زهرات الجبال ورائحة المريمية والزعتر! ففي فصل الربيع تبدو طبيعة بلادنا خلابة بتفتح الزهرات كسوسن الجبال وحنون الغزال والتوليب البري وغيرها من الزهرات.. نشتاق لشمس تمنحنا دفئا بعد برد الشتاء القارس، الذي قتلنا ببرودته.. لا مجال للمقارنة بين فصل الربيع وفصل الشتاء ..
إن فصل الربيع يمنحنا حبا للطبيعة.. فهناك تحلو الأجواء من رحلات والسير في مسارات تعرفنا على بلادنا، التي تبدو بأشجارها الخضراء أشبه بالجنة.. نشتاق لفصل الربيع، نقول: كفى برْدا، ففي هذا العام كان البرْدُ سمجا..

——————————–

في حالة اللاوعي أراكِ أجمل..

عندما أكون في حالة اللاوعي أراك أجمل، لا أدري لماذا تكونين مختلفة حتى في الصمت، فحين يعجز عقلي في حالة اللاوعي عن التأمل في عينيك أراني منجذبا أكثر نحوك بلا شعور، وكأن عينيك هما اللتان تجعلاني في حالة لا تفكير مؤقت وقت حضورك المبهر..
أنت لست هي، حينما أكون في حالة اللاوعي، فأراك لزمن أجمل، مع أن صوتك هو ذاته، الذي يسحرني برنّاته.. أسمع همساتك في حالة اللوعي بكل سرور.. هدوئي الغريب يصمد لزمن معك، وهذا سر انجذابي اليك في حالة اللاوعي ..
ففي حالة اللاوعي تكونين أجمل، حتى في الهمسات.. فهمساتك تكون صاخبة بصمت، لكنني أسمعها بوضوح .. لا أحبك ثرثارة، وقتما أكون في حالة اللاوعي، لأنني أكون داخل عقلك، وأنزعج من حديثك الممل عن موت الرغبة.. فحديثك عن موت رغبتك يضجرني، أما حين تهمسين بكل تأكيد فتكونين أجمل، وهذا ما أراه فقط عندما أكون في حالة اللاوعي..

————————————
همساتٌ تحت المطر ..

كانت تهمس تحت المطر، بينما كنا نتمشى على كورنيش نهر ساحر.. كان الرذاذ لحظتها خفيفا، ولم نشعر بأي برْد.. همساتها جعلتني أنسى كل شيء، حتى أنني نسيتُ همومي.. سرنا تحت المطر لمسافة عدة كيلو مترات ..
كانت تهمس في تلك اللحظات عن الحب، وعن فلسفة الحب تحت المطر.. لم أصغي لأي شيء في ذاك المساء، وفقط كنت أصغي لهمساتها، التي جعلتني عاشقا صاغيا لأول مرة، لم أهتم للمطر، وبقيت أسير بجانبها دون أي اكتراث لأي شيء..