محاولة لقراءة نص ” أريدك اليوم قصيدة ” للشاعرة السورية عبير زاقوت

بقلم: شاكر فريد حسن

تاريخ النشر: 22/03/22 | 7:13

منذ حرفك الأول

تتدلى قبلة ناضجة

على شجرة لهفتي

أتذوقها ابتسامة

بملء قلبي…

أريدك قيامة نور

لحلم مقمر

وهمسة واعدة

لشغف كتوم

كزمزم عشق

يعرج بين ضلوعي…

نجيد الاستماع لصمتنا

نلملم فوضانا

ونلتقط ظلنا

في لجة السطر…

تبعثرني بنظرة

في نعاس حنيني

على جسد القصيدة

حين يقبل الليل على مهل…

تعانقك ذراعا روحي

تتوهج المعاني

كآيات عبق لزهرة بكر

توضأت زخم ندى النبض

وثملت من أول السطر

ليتنهد الصبح

نشوة الفجر

على ضفاف الشفتين…

هذا نص وجداني بامتياز، في غاية العذوبة والروعة، خطه يراع شاعرة الياسمين السورية المبدعة الصديقة عبير الزاقوت، بكل ما يحمل في عمقه من معانٍ وإيحاءات وصور شعرية وبيانية واضحة جميلة.

نستشف فيه بوح ناعم، وآهات وديعة، ومناجاة روحية ذات نزعة صوفية، وينبض بصدق الإحساس ويعبر عن خوالج النفس، وهمس القلب، وارتعاشات الروح. فعبير الزاقوت تتوضأ بزخم النبض، تتنهد الصبح، وتثمل من نشوة الفجر وحرارة القبل على الشفتين.

ويتكئ النص على براعة شعرية فائقة، وشفافية ماتعة، وانسيابية مدهشة، فضلًا عن وضوح الفكرة وتوهجها، وايقاعات الحروف المنسابة كقطرات الندى وهي تداعب الخمائل وأوراق بتائل الورد الجوري والياسمين الشامي، فتعانق وجداننا، وتلامس مشاعرنا في الصميم، وتأسرنا حد الدهشة والانبهار.

عبير الزاقوت شاعرة رقيقة صاحبة حس دافئ مرهف، تقطر كلماتها شهدًا وعطرًا، تحلق بأطياف الانس والجمال، تنظم الأشعار، وتكتب الخواطر الوجدانية المشبعة بجيشان العاطفة، بشكل لافت. وهي بارعة في اقتناص الفكرة، واعتماد الصور الفنية المجازية وشد القارئ وادهاشه بلغتها الحسية الحية الرشيقة.

لقد أسعدني كثيرًا وانا أقف مشدوهًا أمام هذه اللوحة الوجدانية ذات الطابع الرومانسي، بحروفها الحريرية، وبشفيف الوانها وازهارها، متأملًا بهاء الصورة، وأستجمع خيوط المعنى مما حاكته وغزلته انامل ومخيلة واحاسيس شاعرتنا الانيقة حسناء الشام عبير الزاقوت، وهي ترسم لوحة فنية بديعة بنسيج شعري نثري يفصح عن ويدل على مقدرتها وتمكنها في صياغة المفردة وتطويعها، دون تصنع أو تكلف.

فشكرًا لك شاعرتنا وصديقتنا الرائعة عبير الزاقوت، التي أكاد أجزم أنها من الأصوات الجميلة جدًا في الموجة الشعرية السورية الجديدة ، وكتاباتها الشعرية وخواطرها النثرية تستحق القراءة والاهتمام والمتابعة، وتحية من القلب لكِ، من بلادي فلسطين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة