صفعة أخرى للمؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 24/03/22 | 7:24صفعة أخرى تلقتها المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية الحاكمة بعد صفعة منظمة العفو الدولية “أمنستي”، وهذه المرة من جامعة هارفرد، المؤسسة الاكاديمية الامريكية ذات الأهمية العالمية، التي أصدرت تقريرًا دانت فيه الاحتلال وقالت أن إسرائيل دولة تمارس سياسة الفصل العنصري بحق الفلسطينيين.
وجاء ذلك ضمن التقرير الصادر عن مركز حقوق الإنسان التابع لكلية الحقوق في الجامعة، الذي يأتي بعد فترة قصيرة من تقرير أمنستي، ما أثار صدمة في إسرائيل، التي تدرك جيدًا وأكثر من غيرها مدى الصدى والتأثير الذي تحدثه تقارير الجامعات الامريكية، خاصة جامعة هارفرد، على الرأي العام الأمريكي وصناع القرار في أمريكا.
وإلى جانب أهميته السياسية والحقوقية، فإن هذا التقرير دليل واضح ومؤشر بالغ الأهمية على تراجع وتآكل تأثير اللوبي الصهيوني نتيجة الانقسام بين أوساط اليهود في أمريكا، وظهور وتنامي تيار معارض كبير له وزنه، لسياسات إسرائيل تجاه الشعب العربي الفلسطيني، ومؤيد لمبدأ حل الدولتين، لاعتقاده أن إسرائيل ستكون دولة فصل عنصري إذا لم تنشأ دولة فلسطينية مستقلة.
ومما أثار الغضب لدى ساسة إسرائيل وحكامها وأغاظهم أن هذا التقرير صدر بالتعاون مع مؤسسة الضمير الفلسطينية، التي هددت المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية قبل شهور بمنعها هي وخمس مؤسسات حقوقية فلسطينية بحجة واهية إنها تدعم “الإرهاب”، وتهمة إسرائيل الجاهزة ردًا على تقرير جامعة هارفرد، كما هو الرد على “امنستي”، بأنه معادٍ للسامية.
النظام الإسرائيلي الذي قام في أعقاب تطور تاريخي خاص يختلف عما كان في أماكن أخرى في العالم، ويختلف أيضًا عن حلم المؤسسين في إنشاء مجتمع يهودي أخلاقي يكون نموذج للأغيار، هذا النظام هو ظلامي وقمعي وقهري يمارس التمييز والكراهية حتى بين اليهود، نظام لا حدود له وليس لديه قدرة على وقف الدافع القومي المتطرف العنصري عن مواصلة طرد وترحيل الشعب الأصلي، صاحب الأرض والحق التاريخي.
إن التحول النوعي في خطاب منظمات حقوق الإنسان الدولية ليس بالأمر المفروغ منه، بل ان هذه المنظمات تخطى بصدقية عالية على مختلف المستويات الجماهيرية والسياسية، ولها تأثيرها في الدول والسياسات، إلا أن الأثر الأكبر هو خلق مناخ عالمي بديل ونقيض للمناخ الذي تسعى إليه المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية لخلقه، بتجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية، ويعري كذبة “القوة الناعمة”، التي تعمل وتسعى هذه المؤسسة للتستر من خلالها على عدوانيتها وممارساتها الاحتلالية العنصرية والتنكيلية، ومثل هذه التقارير تشكل أداة في أيدي الشعب الفلسطيني بإدانة الاحتلال وفي طريق الحرية، ومع تقرير هارفرد يشعر الفلسطينيون بنوع من الانصاف، الذي طال انتظاره.