ماذا في جعبة بلينكن؟!
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 27/03/22 | 0:02في هذا الوقت بالذات، وقبيل شهر رمضان المبارك، وفي خضم الحرب الروسية الأوكرانية وانشغال العالم بها، يأتي انتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية، إلى المنطقة ولقاء قيادات السلطة الفلسطينية في رام اللـه، والسؤال: ماذا في جعبة بلينكن، وما هي الرسالة التي يحملها، ونحن ندرك تمامًا ومسبقًا موقف أمريكا من المسألة الفلسطينية التي بقيت على امتداد عقود من الزمن دون حل نتيجة التعنت الإسرائيلي والسياسة الأمريكية ونفاق المجتمع الدولي والمعايير المزدوجة.
ففي كل اجتماع، وفي كلّ الازمات التي شهدتها المنطقة كان يطلب من الفلسطينيين الهدوء والانتظار مع وعود عرقوبية لا رصيد لها، وجميع هذه الوعود كانت هباءً منثورًا، وذهبت أدراج الرياح، وظلت القضية الفلسطينية تراوح مكانها، وبقي شعبنا الفلسطيني في معاناته يواجه بطش وقمع آلة سلطات الاحتلال العسكرية، والموت اليومي.
بلينكن يأتي ليعيد الكرة والمحاولة من جديد، وهدف زيارته هو التهدئة في الأراضي الفلسطينية، ومد السلطة الفلسطينية بأوكسجين الحياة، ومنع اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، مقابل وعود كالوعود السابقة، لن تنفذ بتاتًا، وهو أمر لم يعد مقبولًا أبدًا على الفلسطينيين، الذي يعرفون تمامًا أن أمريكا الراعية لما يسمى عملية السلام لأكثر من ثلاثة عقود، كانت طوال الوقت منحازة للجانب الإسرائيلي، ونقلت سفارتها من تل أبيب للقدس، واعترفت بها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، واعترفت كذلك بالجولان السوري أرضًا إسرائيلية.
لقد دفع شعبنا الفلسطيني ثمنًا باهظًا جراء الوعود الأمريكية والغربية، التي لم يتحقق منها شيئًا، سوى كسب الوقت، وبعد كل هذه السنين لم يعد يثق بأمريكا، ولا يقبل بوعود وتصريحات وأقوال دون أفعال وترجمة في أرض الواقع.
وعلى كل حال سننتظر ونرى ما هي الرسالة التي يحملها بلينكن في جعبته، وماذا سنسمع من قيادة السلطة الفلسطينية التي ما زالت تراهن على أمريكا. لقد شبع شعبنا وملّ الكلام وما عاد يثق بالوعود بلا رصيد، وهو مصمم على انتزاع حريته، ومواصلة درب النضال والمقاومة الشعبية المشروعة التي لن تتوقف إلا بالتخلص من الاحتلال الرابض على صدر شعبنا، الذي لا يطالب أكثر من تنفيذ القرارات الشرعية وما ينص عليه القانون الدولي، وهو الاعتراف بالحق الشرعي الفلسطيني وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.