– الصَّمْتُ في حَرَمِ الغبَاءِ ذكاءُ –
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل
تاريخ النشر: 28/03/22 | 11:45 لقد أعجبتني هذه الجملة المنشورة على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك : ” الصَّمتُ في حرمِ الغباءِ ذكاءُ ” ، وهي مأخوذة بتصرف من البيت الشعري المشهور للشاعر الكبير نزار قباني ، وهو :
(( وإذا وقفتُ أمامَ حُسنكِ صامتًا فالصَّمتُ في حرَمِ الجمالِ جمالُ ))
فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضة لها :
إنَّ الذي فيهِ النُّهَى وَذكاءُ – في صَمْتِهِ بين الحمير ِ دَهَاءُ
وَإذا وَقفتُ أمامَ تيْس ٍ صامتًا -فالصَّمتُ في حرَم ِ الغباءِ ذكاءُ
كم جاهلٍ في عصرنا مُتَفلسِفٌ – والشّعبُ صارَ يقُودُهُ البلهاءُ
كم من حكيم ٍ في الهَوانِ مُنكّسٌ – وَيذمُّهُ الجبناءُ والسُّخفاءُ
كلُّ المسالكِ أغلقتْ في وجهِهِ – آمالهُ غابتْ وَخابَ نِداءُ
إنَّ الفسادَ إذا تجمّعُ شملهُ – سيحلُّ ليلٌ دامسٌ ووَباءُ
وَسيرتعُ الأوباشُ في وَحْلِ الخنا – والشّرُّ يطغى .. يختفي الشّرفاءُ
إنَّ الكريمَ لا يبيتُ على الأذى – والموتُ شهدٌ عندهُ ورَجاءُ
أضحَتْ نوادي الإفكِ وَكرًا للأذى – يرتادُهَا الأوغادُ واللقطاءُ
مأجورةٌ وَعميلة ٌ.. من نهجِهَا – يفرنقعُ الأفذاذ ُ والعظماءُ
هذي النوادي إنّها لمنابرٌ – للإمَّعاتِ يؤُمُّهَا العملاءُ
وعلى الأشاوسِ عتّمُوا يا يوحَهُمْ – وَعلى الأراذلِ رُكّزتْ أضواءُ
قد أكرَمُوا كلَّ الحميرِ بخِسَّةٍ – للمُبدعِينَ تجاهلٌ وَخفاءُ
وَمُكرَّمٌ تحتَ الحضيضِ مُعفّرٌ – كم يُكرمُ الحمقى هنا الجبناءُ
وَهبنّقهْ ( سحبان وائل ) قد غدَا – وهُوَ ابنُ سينا بلسمٌ وشفاءُ
الإمّعاتُ اليوم أسيادُ الوَرى – والمُفسدونَ النّخبة ُ الخطباءُ
كلُّ العضاريطِ انتشَوْا بوظائف – وَمصيرُهُمْ نارُ اللظى وَبلاءُ
نالَ الوظائفَ أحمقٌ أو آبقٌ – مَسْخٌ عميلٌ خائنٌ حرباءُ
هذا زمانٌ للأراذلِ قد غدَا – والحُرُّ تُوصَدُ دونهُ الأرجَاءُ
لكعُ بنُ لكعٍ قد غدَا مُتزَعِّمًا – الحقُّ يُوأدُ والحياةُ شقاءُ
يومُ التّنادي قد دَنا فاستبشرُوا – يا أيُّهَا الفقراءُ والتّعسَاءُ
أنا شاعرُ الشّرفاءِ كلّ مُكافح ٍ – خاضَ النّضالَ جبينُهُ العلياءُ
أنا شاعرُ الشّعراءِ دُونَ مُنازع ٍ – الكلُّ يشهدُ إنّني العنقاءُ
إنّي انا الصوتُ الذي بهَرَ الدُّنى – تختالُ من أنغامِهِ الخيلاءُ
شعري هُوَ الشعرُ الذي بُهِرتْ به – كلُّ الورى والغيدُ والشّعراءُ
الجنُّ تعجزُ أن تجيءَ بمثلِهِ – والإنسُ والفصحاءُ والبلغاءُ
عند الأراذلِ لم أكرَّمْ ..إنّني – لضميرِ شعبي الفارسُ الوَضّاءُ
أنا ثورةٌ قوميَّة ٌ عربيَّة ٌ – تاقتْ لِحرِّ أوارِهَا البيداءُ
وَهويَّة ُ الأجيالِ رمزُ صُمودِهَا – الحقُّ ديني والكفاحُ بقاءُ
وَهويَّتي أممٌ تلوكُ قيودَهَا – ونضالهَا أن يرحلَ الأعداءُ
خُضتُ الحُتوفَ مُكافحًا وَمُناضلا – وَلأجلِ شعبي ثورةٌ وَفداءُ
وسطَ اللهيبِ قضيتُ عُمري ثائرًا – وأنا المبادىءُ شعلة ٌ وذكاءُ
هذا صراطي دربُ كلِّ مٌناضلٍ – وعليهِ سارَ النخبة ُ الشّرفاءُ
أنا طائرُ الفينيقُ أجتاحُ الرَّدَى – بينَ الرَّمادِ سَتُشرقُ الحَوْبَاءُ
الموتُ يهربُ صاغرًا وَمُنكّسًا – من بعدِ موتي تُبعَث الأشلاءُ
أنا أوّلُ الشهداءِ آخرُ مَن قضى – مِلءُ الزَّمان تألّقٌ وَرُوَاءُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
……………………………………………………………………….
* 1 يوم التنادي : يوم القيامة والحساب .
*2 الحَوباء : الروح أو النفس