الرئيس الأوكراني وتساؤلات وشكوك مريبة حوله
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/03/22 | 17:38وقت السلم له مزايا ووقت الحرب له أيضاً مزايا، لكنها تختلف عن الأولى سياسياً واجتماعياً. ففي السلم قد يصبح بعض السياسيين من أصحاب الغنى الفاحش بسبب صعود سلم الفساد والصفقات، والرئيس الأوكراني زيلنسكي جمع بين الإثنين معاً. فهو في زمن السلم تطور من ممثل مسرحي هزلي بسيط إلى سياسي مليونير (ويقال انه ملياردير) يرأس دولة لم يحكمها في السابق سوى سياسيين مهنيين ذو خبرة، تربطهم علاقة انتماء قوية بالوطن، حتى بزغ نجم زيلنسكي ليس لأن جذوره وطنية بل لأن علاقاته مع الغرب هي الأقوى وهي التي تتحكم في حياته. وما يجري الآن في أوكرانيا خير دليل على ذلك. خلال فترة الحرب الروسية على أوكرانيا أي منذ حوالي ستة أسابيع ولغاية الآن، يحتل الرئيس الأوكراني فيلاديمير زيلينسكي المرتبة الأولى في التركيز الإعلامي العالمي، أكثر من التركيز على وباء كورونا. ولا تخلو نشرات الأخبار في كل العالم من الحديث عنه، وأصبح أيضاً نجم التقارير التلفزيونية عالمياً، تماما كما كان نجم التهريج المسرحي في بلاده. لا أحد يشك في قدرات زيلينسكي الفنية على صعيد المسرح، أي على صعيد “الدراما الفكاهية” ولذلك قام بتوظيف هذه القدرات التمثيلية في عالم السياسة وفي وقت الحرب أي على صعيد “الدراما السوداء” واستطاع تسويق مهارته في إقناع العالم بأنه (رمز) مأساة أوكرانيا. لقد تقمص زيلنسكي دور المهرج المسالم في زمن السلم وتقمص ببراعة دور الضحية في زمن الحرب لدرجة أن ظهوره المستمر في الفضائيات العالمية أصبح من أهم وسائل الدعاية التي يستخدمها لنفسه، خصوصاً وأنه (كممثل) يجيد الوقوف أمام الكاميرا. كان زيلنسكي كنجم فني شاب متألقا قي التمثيل المسرحي، ولا سيما التمثيل الكوميدي لدرجة أنه أصبح أبرز نجم في هذا المجال في بلده واستطاع تأسيس شرك انتاج فني أطلق عليها اسم “(كفارتال 95 ) التي تملك رصيدا ماليا يقدر بعشرات الملايين من الدولارات. ولكن كيف تم ذلك. وكيف يمكن لشخص مثله أن يصل إلى هذه الدرجة من الغنى الفاحش خلال سنوات قليلة؟ وهنا يكمن اللغز. المعلومات المتوفرة تقول، ان زيلنسكي المصنف في بلاده بأنه منبع الفساد، خصوصاً وأن تطوره يضعه أمام تساؤل وشك فيما يتعلق بنموه الفني والمالي ولاحقا فيما يتعلق بحالته السياسية. لكننا نستطيع إلى حد ما، حل هذا اللغز إذا عرفنا أن زيلنسكي تربطه علاقة قوية إلى أبعد الحدود بالملياردير الاسرائيلي – الأوكراني “كولوميسكي” الذي دعمه فنياً ودعمه للترشح للانتخابات عام 2019 في منافسة الرئيس السابق لأوكرانيا “بتروبولشينكو ” الذي يعتبره كولوميسكي عدواً له. وبعد فوزه برئاسة الدولة في انتخابات وصفوها بــِ “فريدة من نوعها” تمكن زيلنسكي (بما أنه ممثل بارع) من خداع الناس قي بلده وفاجأهم بتصريحات عن صديقه الحميم الإسرائيلي الأوكراني”كولوميسكي” فيها الكثير من الغرابة. فقد تنكر زلينسكي (لمعلمه) كولوميسكي ورفض أن يرتبط اسمه باسم كولوميسكي، مما أثار الكثير من التساؤلات والريبة بشأن تصريحاته. وقد بدا للوهلة الأولى أنه ناكر جميل بحق صديقه. لكن تبين فيما بعد ان تصريحاته هي مجرد لعبة سياسية فقط، وتبين أيضاً أن الملياردير الاوكراني الإسرائيلي كولوميسكي هو احد أهم اصدقاء نتنياهو الذي كان اول المهنئين لـ ِزيلينسكي بعد فوزه في الانتخابات عام 2019 كرئيس لاوكرانيا، والذي كان اول شخصية تزور زلينسكي من اجل توقيع اتفاقيات تعاون امنية وسياسية واقتصادية وحتى دينية. ويبدو واضحاً أن زيلنسكي هو صهيوني بامتياز ويسير على تعاليم “بريجنسكي” صاحب الفكر الصهيوني وخطاب زيلنسكي أمام الكنيست يظهر صحة ذلك. فقد ذكر ان اوكرانيا تواجه محيطا معاديا مثلما تواجه اسرائيل. أليس هذا تحريضاً وعنصرية؟ً أليس المقصود بكلامه هو اشارة واضحة للفلسطينيين بشكل خاص بالاضافة الى دول عربية؟ لذلك، نستطيع القول بكل أريحية ان الرئيس الأوكراني زيلنسكي، الذي أصبح بفضل الغير (أعداء وطنه) رئيساً للدولة الأوكرانية هو “صناعة غربية إسرائيلية” والهدف منها قيام زيلنسكي بخدمة “صنّاعه” وليس خدمة شعبه.