طرائف مختارة (أ)
ب. حسيب شحادة جامعة هلسنكي
تاريخ النشر: 29/03/22 | 23:43ترجمها من العبريّة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
(١) عُسامة
عربي يحمِل الاسم عُسامة دخل حانوتًا للأثات، وأراد أن يبتاع ڤيديو؛ اختار واحدًا وعندما همّ للدفع ناول بِطاقة الائتمان- يِسْراكارط الخاصّة به فقال له البائع: أأنتَ عسامة الأهبل الكبير من شارع يافا؟ احتدّ عُسامة وقال له إنّي سأُقاضيك. وصلا المحكمة، دخل القاضي، وعندما قدّم عُسامة نفسه سأله القاضي: أأنت عُسامة الأهبل الكبير من شارع يافا؟ احتدّ عُسامة وعزم على مقاضاة القاضي في الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وصلا أمريكا، دخل القاضي وقدّم عُسامة نفسه، نظر القاضي عليه فجأة صارخًا عليه: هل أنت عُسامة بن لادن؟ أجابه عُسامة: كلا، كيف ذلك (من وين لوين) سيّدي القاضي، أنا عُسامة الأهبل الكبير من شارع يافا.
(٢) أبواب/بوّابات
ثلاثة رجال يجلسون معا بجانب غرفة الولادة؛ وعلى حين غِرّة، ٱقتربت منهم الممرّضة القابلة وقالت للأوّل: مبروك، وُلد لك أربعة بنين؛ ردّ عليها يا سلام ممتاز، أنا ساكن في قِريات أربع. عادت القابلة لغرفة الولادة وبعد ساعة من الزمان، خرجت وقالت للرجل الثاني: مبروك، ولد لك ثمانية بنين، فقال لها: واوو…. وَلاي، إنّى أسكن في قريات شمونه. فجأةً، قام الرجل الثالث بقواه الذاتيّة وأخذ يركض؛ مسكته الممرّضة وسألته ماذا جرى؟ ردّ عليها، دعيني أُغادر المكان، إنّني أسكن في مئه شِعريم (مشيرم، مائة بوابة، اسم حيّ، مثلًا في القدس الغربية).
(٣) غرينْبِرچ
التقى صديقان حميميّان، وحكى أحدهما للآخر أنّّه في الآونة الأخيرة يشكو من صُداع مزمِن، وسأله إذا كان يعرف طبيبًا ماهرًا يُوصي به. أجاب الصديق نعم ثمّة طبيب اسمه د. غرينبرچ وهو أفضل طبيب يعرفه، وهو ذات مرّة أنقذ حياته. سأله الصديق الأوّل، كيف أنقذ حياتك؟ أجاب الآخر: ذات يوم لم أشعُر كما يُرام فتوجّهت لطبيب فأعطاني مرهمًا لمسح الجبين وحبوبًا فأُصبتُ بالحِكّة، بالطَّفْح، بالدوْخات وبصداع شديد. بعد ذلك رحت لطبيب آخرَ فأعطاني حبوبًا أُخرى فأُغمي عليّ، وفقدت الوعي فجُرحت بشدّة بسبب وقوعي. عندها ذهبت إلى د. غرينبرچ، وصلت إلى هناك زاحفًا شاكيًا من الطفح والإغماءات والصُداع والدوخات. ظننت أنّي أكاد أموت، حينما وصلت د. غرينبرچ لم يكن في البيت وهكذا أُنقذت حياتي.
(٤) الساحر
عمِل ساحر في سفينة. كان يقوم بأعمال سحريّة في كلّ رحلة بحريّة للموجودين على ظهر السفينة. ببغاء قبطان السفينة كانت تتأمّل بأعمال الساحر طَوالَ الوقت. مرّ الزمن وبدأت الببغاء تُدرك كيف تجري بعض المشاهد السحريّة، وفي كلّ مرّة قام الساحر بحيلة ما، كانتِ الببغاء قد فهمت مجراها، كانت تقُصّ على الزوّار كيفيةَ تنفيذ العملية فارتبك الساحر، وكان عليه القيام بأحابيلَ جديدة. رويدًا رويدًا انتهت كلّ الحيل وكلّ أعمال السحر التي لم تعرفها الببغاء؛ فغضب الساحر من الببغاء هذه التي تقضي على عمله. طلب من القبطان أن يُبعد الببغاء فلم يستجب. ذات يوم، هبّت عاصفة شديدة في البحر. انقلبت السفينة فغرقت؛ نجا الساحر لوحده إذ تمكّن من الوصول لقارب إنقاذ وقعد فيه، كما أتت الببغاء وأخذت مكانها بجانبه. وهكذا جلسا يومًا ويومين بدون تبادل أيّة كلمة، يجلسان ويحدّق الواحد بالأُخرى. بعد أربعة أيّام قالت الببغاء للساحر: إنّي استسلم، اكشف لي ماذا فعلتَ بالسفينة؟
(٥) موشه وأبراهام
دخل لصّ بيتًا في منتصف الليل إثرَ معلومات استخباراتيّة وفّرها له أصدقاء بغياب أهل البيت. بينما كان منهمكًا بسرقة المكان وتفريغ الأدراج/الجوارير، وإذا به يسمع صوتًا من وراءه: موشه وأبراهام ينظران إليك، موشه وأبراهام ينظران إليك. ذُعِر اللصّ قليلًا، التفت ورأى ببغاء تتكلّم وتكرّر ما تقول. استمرّ اللصّ بتفريغ الأدراج والببغاء في حالها. وأخيرًا قرّر اللصّ أن يتصادق مع الببغاء فسألها: ما اسمك أيّتها الببغاء اللطيفة؟ أجابته الببغاء بيبوپ يدعوني الرجل. أيّ اسم غريب كهذا لببغاء سأل اللصّ؟ ردّت اللبغاء عليه قائلة: أهذا اسم غريب؟ وموشه وأبراهام ليسا اسمين غريبين لكلبين مفترسين يقفان خلفك؟
(٦) أنتَ تستطيع الدخول
عندما توفّي داڤيد ليڤي راح إلى السماء ووصل بوّاباتِ جنّة عدن. طرق على البوّابة فسألته الملائكة من الداخل: منِ الطارق، فأجاب أنا داڤيد ليڤي؛ قد أحسنتُ صُنعًا للشعب اليهودي واستحقّ الدخول. فكّرت الملائكة هنيهة وقالت حسنًا، ولكن كيف تُثبت لنا بأنّك داڤيد ليڤي ؛ عندما أتى موتسارت قدّم لنا عملًا جديدًا، رأينا، أخذنا انطباعًا وصدّقنا؛ وحينما جاء بيكاسو رسم لنا رسمًا مدهشًا ودخل؛ ولكن كيف لك أن تُثبت هُويّتك؟ ردّ قائلًا، لا تقلقوا فإنّي مبرهن لكم ولكن من هما موتسارت وبيكاسو؟ عندها فتحتِ الملائكة البوابة قائلة له: حسنًا، تستطيع الدخول.
(٧) نيويورك
جلست شقراءُ في مقعد في جناح رجال الأعمال لأنّها لم تعثر على أماكنَ شاغرة في جناح السوّاح. احتلّت مقعدَ رجل ثريّ كان قد حجز المقعد سلفًا. تقدّمت منها مضيفة الطيران وفحصت تذكرتها، ووجدت أنّ مقعدها
في جناح السواح فطلبت منها القيام والانتقال إلى هناك؛ إلا أنّ الشقراء عاندت قائلة: إنّي جميلة وأنا مسافرة إلى نيويورك للنجاح. وبعد ساعة من الأخذ والردّ التمستِ المضيفة مساعدةً من سائر المضيفين ولكن بلا نتيجة. في آخر المطاف، قام أحد المسافرين، تقدّم نحوها وقال لها شيئًا ما وللتوّ قامت وانتقلت إلى جناح السوّاح. سأل المضيفون والمضيفات ذلك الشخصَ ما الذي قاله لها؟ أجابهم: ببساطة قلتُ لها إنّ جناح الدرجة الأولى غير مسافر إلى نيويورك.
(٨) صحراء
ذهبت إحدى الكُرديّات للتنزّه في الصحراء. رأت أمامَها قطيعًا من الضأن، اقتربت من الراعي وقالت له: هل إذا كنتُ أحزِر عدد النِّعاج في قطيعك هذا أهديتني واحدة منها؟ ردّ عليها الراعي بنعم. قالت له: ستّ وأربعون نعجة! وكان تخمينها بالصدفة صائبًا، فقال لها صدقتِ وتستطيعين أخذَ نعجة. تقدّمت المرأة نحو القطيع أخذت واحدة منه وأخذت بمغادرة المكان. قال الراعي لها: هل إذا خمّنتُ من أيّة طائفة أنتِ أرجعتِ ما أخذتِ؟ ردّت بتحريك رأسها من أعلى إلى أسفل؛ عندها قال الراعي أنتِ كرديّة! كيف عرفتَ؟ أجابها: لأنّ الكردية فقط تختار في الواقع من كل القطيع الكلبَ!
(٩) مفاجأة رومنسيّة للزوج
يرجع الزوج بعد يوم عمل مضنٍ إلى البيت؛ وعند دخوله البيت يرى شمعتين على الطاولة. ”إنّه أمر مثير للاهتمام، أيّة مفاجأة شخصيّة تعدّها زوجتي لي“، تساءل الزوج.
يذهب الزوج في أعقاب الشمعتين لغرفة النوم ويرى زوجته بالمريول مستلقية على السرير.
يقترب منها بابتسامة عريضة على محيّاه ويسألها: ”يا عزيزتي أيّة مفاجأة أعدَدْتِها لي اليومَ؟“
”أيّة مفاجأة؟“ ردّت عليه، ”إذهب ادفع فاتورة الكهرباء!!“.
(١٠) إعادة لله ما أعطاه
اغتاظ الله من بني إسرائيل الذين لم يُطيعوا أوامره. ظهر لهم وقال: ”عندما أعطيتكمُ التوراة قلتم ’نعمل ونسمع‘. مُذّاكَ لم تفعلوا شيئًا، لذلك أطلب أن تُعيدوا لي كلَّ ما أعطيتكم.“
سأل اليهود: ”هل ستعاقبُنا؟“.
”إذا أعدتم لي الكلّ ينتهي الحساب بيننا ولن أُغرّمكم“، أجاب الله.
اجتمع كلّ اليهود، من إصلاحيّين ومحافظين وأرثوذكس، وقرّروا أنّ لديهم فرصة لن تتكرّر للتخلّص من الدين الذي كبّلهم طَوالَ السنين.
سُرعان ما أخذوا بحملة تجميع ضخمة لخِزانة الكتب اليهودية، المدراش (تفسير التأويل)، الچماراه، الپشاط (التفسير الأولي، الظاهر)، التلمود البابلي، التلمود الأورشليمي/الفلسطيني، الكلّ!
في الموعد المحدَّد وضعوا الكلّ أمامَ جبل سيناء واستدعوا الله للفحص.
”ما هذا؟“ سأل الله.
”قمنا بما طلبتَ، أعَدْنا كلَّ شيء“، أجاب الشعب.
قال الله ”كيف يمكن أن يكون هذا، إنّني أعطيتُكم خمسة أسفار فقط…“
(١١) صيدليّ يبيع الواقي الذكريّ
يدخل شاب ما صيدليّة ويطلب من الصيدليّ واقيًا ذكريّا. يتسلّمه من الصيدليّ، يدفع ثمنه، ينفجر بضحك هستيريّ وينصرف. في اليوم التالي يدخل الشاب الصيدليّة ثانية ويطلب الشيء ذاته من الصيدليّ؛ يدفع، ينفجر بضحك أكثر همجيّة ويغادر. الصيدليّ لا يفهم ما حكاية هذا الشاب الغريب، إلا أنّه استمرّ في عمله. في اليوم الثالث يصل الشاب من جديد. يطلب الشيء نفسه من الصيدليّ، يدفع ثمنه وفي طريقه إلى الخارج ينفجر بضحك جنونيّ هزّ الصيدليةّ.
هذه المرّة جُن جنون الصيدليّ، أمر مساعده بتعقّب الشاب لمعرفة كنه هذا الضحك العجيب الغريب. بعد وقت ما يعود المساعد إلى الصيدليّة .
”يلّا، أرأيتَ إلى أين يروح؟“ سأل الصيدليّ.
“نعم، لبيتك“ يجيب.
(١٢) مفلس يفوز في اللوطو
أحد المفلسين فاز في اللوطو بمبلغ خمسة ملايين شاقل.
سألوه: ”ماذا ستفعل يهذا المال؟“
أجاب: ”أُسدّد ديوني للدائنين.“
فسألوه: ”ماذا بخصوص الباقي؟“
أحاب: ”يتوجّب على الباقين الانتظار…“.