يوم الارض تعبير عن الهوية الوطنية والحضارة الفلسطينية
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 31/03/22 | 9:09الخميس 31 آذار / مارس 2022.
يحي الشعب الفلسطيني ذكري يوم الارض الفلسطيني وعلى الطريقة الفلسطينية في تمسكه بالمبادئ والإرث الكفاحي والوطني والهوية والعنوان النضالي الذي تجسده جماهير الشعب الفلسطيني في جميع ارجاء فلسطين التاريخية وفي مخيمات اللجوء والشتات وبلدان الهجرة والاغتراب، ويعد يوم الارض الفلسطيني الخالد يوما للتأكيد على حماية المسيرة النضالية والحفاظ على وصايا الشهداء والوفاء لتضحياتهم العظيمة وتمسكهم بالأرض والهوية الوطنية والتاريخية واالحقوق الثابتة الاصيلة التي لم ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن .
يجسد الشعب الفلسطيني اروع صور الكفاح في معادلة النضال من اجل الحرية وتقرير المصير مؤمنا بالاستعداد للتضحية من خلال تحمل المصاعب وهذه الالام والمعاناة والتضحيات الجسام التي تجسدت عبر مسيرة طويلة من التضحيات من اجل نيل الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
الفلسطيني يحمل معادلة كيميائية في علاقته بوطنه وأرضه وارتباطه بتلك المفاهيم التي تحمل مشاعر الحب والوفاء والتمسك بالأرض والعشق الابدي لها وحماية هذا التاريخ الطويل وتجسيد الصمود امام كل مؤامرات اقتلاعه من وطنه فلا يمكن لهذا الاحتلال ان ينجح في فصل الفلسطيني عن وطنه او اقتلاع الروح الساكنة في فلسطين مهما تعالت صيحات الجلاد وتواصلت مؤامرات الاحتلال، يكون الفلسطيني منتصرا في كل المعارك فلا يمكن تزوير التاريخ او فصل الجغرافيا لإزالة فلسطين عن خارطة الوجود او الانتقاص من حقوق الفلسطيني ومدى ترابطه بأرضه فهذا التكوين والصمود عبر مراحل النضال جسده الفلسطيني الحالم بالعودة والمحتفظ بمفاتيح بيته من خلال وعيه الحقيقي للنضال وعدم قدرة حركة الاحتلال بجميع مراحلها اقتلاعه عن ارضه او تجهيله لحقوقه الوطنية الثابتة والأصيلة .
لقد فشلت حكومات الاحتلال الاسرائيلي ولم تتمكن تلك القيادات التي مثلت الاجرام بكل اشكاله من تغير وتزوير التاريخ والنيل من صمود شعب فلسطين المتمسك بهويته ولا يمكن لقوى الاحتلال والتي تحاول فبركة الوعي الزائف ان تمس قدسية النضال الوطني والثوابت الفلسطينية المتمسكة بالأرض والهوية والعنوان .
الأرض كانت وما زالت جوهر الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الاستعماري القائم على سياسة القمع وتشريد شعب وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والسياسية وحتى المدنية والإنسانية، فالسيطرة على الارض وتهويدها وما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم كانت في قلب مشاريع حركة الاحتلال على امتداد تاريخها بدءا بجرائم الاستيطان في ظل الانتداب البريطاني وجرائم التطهير العرقي التي رافقت نكبة العام 1948 ومرورا بمشاريع التوسع الاستيطاني وخاصة في قلب القدس وسرقة المعالم الاسلامية والمسحية وتهويدها وتلك المشاريع الوهمية التي تحاول تسويقها لسرقة اراضي النقب وإفراغها من طابعها العربي والإسلامي وتهجير سكانها الاصليين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها ومواصلة العمل ضمن سياسات وإجراءات تكثيف الاستيطان وتدمير مقومات الحلول السلمية القائمة اساسا على حل الدولتين وفقا لقرارات الامم المتحدة .
ومن خلال ما يجري وبمتابعة دقيقة لمجمل الأوضاع القائمة في الاراضي المحتلة لا بد من اعادة التأكيد وتوجيه رسالة واضحة للأمم المتحدة والتأكيد من خلالها أن الطريق للاستقرار والأمن في فلسطين إنما يتم من خلال انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بد ايضا اتخاذ خطوات عملية من قبل المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته والشروع فورا بإقرار ما يلزم وبشكل عاجل بشان توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفقا للقانون الدولي .