حاكم الإمارات والدور القذر في المنطقة
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 31/03/22 | 14:16الدول العربية تتميز بصفتين لا ثالث لهما: فإما هي ملكية أي أن أفراد عائلة الملك يتداورون على حكمها، أو أنها جمهورية لكنها أنظمة استبدادية غير ديمقراطية يتم حكمها بالوراثة، ويبقى الحاكم جالساً على كرسي الحكم سنين طويلة. دولة الإمارات تنتمي جغرافياً وسياسياً إلى دول العالم العربي، وما يمارس فيها من حكم يندرج في إطار ما ذكرناه، بل وأسوأ من ذلك. حاكم الإمارات من الناحية النظرية والرسمية هو خليفة بن زايد آل نهيان، لكن الحاكم الفعلي لدولة الإمارات من الناحية العملية هو حاكم إمارة أبو ظبي محمد بن زايد شقيق خليفة، الذي تم الإعلان عن أنه يعاني من مرض دون تحديد هذا المرض، ويوجد تعتيم إعلامي شامل حوله.
المعلومات المتوفرة تقول ان خليفة كان حكيماً وطيباً ومحبا لشعبه ومحيطه العربي،مثل والده الشيخ زايد، إلا أنه تم تغييبه قصداً عن الساحة السياسية في الإمارات، لفسح المجال أمام محمد بن زايد لتنفيذ كل ما يطلب منه، من المتآمرين على الوطن العربي. بمعنى أن محمد بن زايد يسير في الاتجاه العربي المعاكس لإرادة شعبه وللشعوب العربية ومصالحها. وهو، وحسب المشهد السياسي العربي يتدخل في الشأن الداخلي لدول عربية ولكن سلبياً، من أجل الإشارة إليه كلاعب مؤثر في المنطقة.
بدايات محمد بن زايد هي مؤشر واضح على أنه يسير في البلاد في خط أمريكي إسرائيلي ضارباً بعرض الحائط مباديء والده الشيخ زايد، الذي كان يرفض بشدة أي لقاء أو تعاون مع دولة قانون القومية.
عندما بدأت الثورة السورية، أعلن محمد بن زايد أنه مع الشعب السوري، لكن من الناحية العملية فعل عكس ما قاله. وقد توج أفعاله مؤخراً باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اختار الإمارات كأول دولة عربية يزورها منذ بدء الثورة السورية، وهذا يدل على مدى العلاقة المتينة بينه وبين حاكم سوريا. ولا ننسى أن محمد بن زايد استضاف قبل ذلك شقيقة بشار التي هربت إلى الإمارات بعد الثورة السورية، كما استقبل محمد بن زايد رجالات النظام السوري وأموالهم المهربة من سوريا.
أما في اليمن، فبدلاً من التدخل لإصلاح الوضع، إنضم محمد بن زايد للتحالف مع السعودية في عمليات قصف الشعب اليمني. وفي ليبيا كان الأمر شبيها باليمن. فقد أعلن محمد بن زايد عن دعمه للجنرال خليفة حفتر زعيم إحدى الميلشيات والمدعوم من الغرب وصاحب تاريخ في الفساد. ولم تسلم دولة قطر من ممارسات محمد بن زايد السلبية، حيث اختلق معها مشكلة عبر إختراقه لمواقع إعلامية قطرية وبثه أخباراً كاذبة، أدت إلى أزمة خطيرة. لقد ادعى محمد بن زايد في يوم ما بأنه مع الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحقيق حقوقه، لكن أفعاله كانت نقيض أقواله. فقد كان طرفاً رئيساً في الوصول إلى “إتفاقيات أبراهام” مع إسرائيل، وأعلن بدون خجل أو حياء عن تطبيع كامل معها.
الإمارات بزعامة محمد بن زايد، هي من وجهة نظر بعض المحللين السياسين، المحرك الرئيس لاتفاقات أبراهام ولكل ما يمت لإسرائيل بصلة في المنطقة، وأنها كانت صاحبة فضل في عقد “قمة النقب” المشبوهة، التي تعتبر تحدياً للشعور الفلسطيني.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن زيارة أعضاء قمة النقب” لقبر ديفيد بن غوريون لها معنى سياسي كبير. التاريخ يقول لنا، وذلك حسبما ذكر اللواء راشد الكيلانى فى مذكراته، أنه بعد دخول القوات الفرنسية دمشق، قام قائد القوات الفرنسية فى الحرب العالمية الأولى، الجنرال هنرى غورو، بالتوجه نحو ضريح صلاح الدين الأيوبى، وقال: “يا صلاح الدين أنت قلت لنا إبان حروبك الصليبية: إنكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه، وها نحن عدنا فانهض لترانا فى سوريا”. لكن زوار قمة النقب (العرب) لقبر بن غوريون، أرادوا القول بطريقة أخرى: ” نَم قرير العين يا ديفيد، اليوم إنتهت المقاطعة العربية”.