رواية “أرض البرتقال الحزين” لغسان كنفاني
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 03/04/22 | 20:24“أرض البرتقال الحزين” من أبرز اعمال الكاتب الشهيد الفلسطيني غسان كنفاني الروائية والقصصية، الذي التحمت حياته بالمقاومة الفلسطينية التحامًا عضويًا، وكان من الحالمين الذي عملوا على تقصير المسافة بين الفعل والكلمة، واستطاع في عمر قصير إنتاج عشرات القصص والروائيات والأعمال الإبداعية.
وكانت الطبعة الأولى من هذه الرواية صدرت العام 1962 ولاقت رواجًا واهتمامًا كبيرًا من النقاد والباحثين والدارسين، وهي تتمحور حول القضية الفلسطينية، وفيها يؤرخ لمعاناة الإنسان الفلسطيني المهجر، هذه المعاناة التي شكلت مأساة غسان كنفاني الشخصية، من خلال رمزية البرتقال الذي اشتهرت فيه فلسطين ويافا خصوصًا، وأصبح رمزًا من الرموز الفلسطينية، ويحمل ملامح الشخصية الفلسطينية. ويكشف عنوان الرواية الارتباط والالتصاق العميق بين البرتقال والحزن الفلسطيني، هذا البرتقال الذي أضفى حزنًا مقيمًا متراكمًا وداميًا على مر السنين.
وهو يقدم لنا مجموعة من القصص التي تصور وتجسد مأساة شعبنا الفلسطيني، وتتراوح أحداثها بين يافا وعكا وبيروت.
ويسرد غسان كنفاني تفاصيل الخروج من الوطن واللجوء إلى لبنان، ويعبر عن ذلك من خلال قصص مرتبطة بهذه الاحداث، التي يستهلها بالخروج من يافا إلى عكا، ويبرز من خلالها المعاناة والمكابدة الفلسطينية، وما لاقاه أبناء شعبنا الفلسطيني المشرد، من قهر وعذاب وشقاء في أرض الغربة والمنافي القسرية ومخيمات اللجوء.
وتتسم الرواية بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، أبرزها التنوع في استخدام التقنيات السردية، والتزامه الطابع التوثيقي والتوازن الفني بين الموضوع والتعبير القيمي.
وفي الإجمال، رواية “أرض البرتقال الحزين” ترسم في قصصها المختلفة الأوجه المتعددة لمأساة الفلسطينيين، وهي محاولة لتأسيس رؤية غسان كنفاني الإبداعية للأفق الفلسطيني الذي يسعى إلى رسمه وتصويره والتعبير عنه بكلماته، وهذا الأفق يأتي ممتزجًا وملتصقًا بالذاكرة، وكأن الفلسطيني لا يمكنه التحرر من ذاكرته في لحظات الذهول أمام المأساة التي ما زالت مستمرة ومتواصلة حتى الآن.