دور الفصائل الفلسطينية في حماية الوحدة والهوية الوطنية
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 05/04/22 | 13:09الثلاثاء 5 نيسان / أبريل 2022.
تجسيد الوحدة الوطنية في هذه المرحلة يلعب اهمية قصوى في الحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية وكسب موقعها الدولي وإتاحة المجال امام الدول الصديقة وشركاء الشعب الفلسطيني في حماية النضال الوطني والمشروع التحرري ودعم قيام الدولة الفلسطينية ولذلك لا بد من قيام الفصائل الفلسطينية في التحرك السريع والعمل على تجسيد وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وتفويت الفرصة على الاحتلال بالعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني والتصدي لمؤامرات تهويد الارض الفلسطينية وسلبها ولن تفلح سياسة الاحتلال في عزل أي جزء من شعبنا عن الآخر، فالشعب الفلسطيني يقف موحدا امام الاحتلال وسوف يستمر في العمل المشترك في كل الساحات وأماكن تواجده بما يخدم القضايا الوطنية والحقوق والمصالح العليا للشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة والمستويات .
مواجهة ما تقوم به حكومة الاحتلال وما تنفذه من مؤامرات يكون فقط من خلال الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها وتجسيدها في مواجهة العدوان الهمجي والصمود في وجهه في الميدان واستنهاض حالة التوحد والوحدة والعمل علي اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر علي حماية وطنه ومواجهة الاحتلال الغاصب للأرض الفلسطينية والذي يتنكر لكل مبادئ عملية السلام ويسعى وبشكل دائم لتدمير حل الدولتين، ووضع حد لما تقترفه آلته العسكرية من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الاخلاقية والإنسانية وللمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والقانون الدولي .
المرحلة صعبة والمؤامرة شرسة ومتشعبة وتستوجب من الجميع الحرص واليقظة والعمل على تضافر كافة الجهود في كل المواقع من أجل تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع المعيشية الكارثية التي يتعرضون لها وخاصة بسبب العدوان والحصار، بما يستوجب ذلك مواصلة الإجراءات لمواجهة ظاهرة الغلاء ومحاربة الاحتكار والتخفيف من الأعباء الحياتية اليومية ومواجهة الاعباء التي تقع على عاتق ابناء الشعب الفلسطيني وحمايته ولا يمكن ان يتم ذلك الا بتجسيد الوحدة الوطنية قولا وعملا وحقيقة ولذلك حان الوقت للفصائل الفلسطينية الفصائل مواصلة تفعيل الحياة النقابية عبر الانتخابات، وكذلك البدء بالعمل لإنجاز توافق وطني جماهيري على إجراء الانتخابات في جميع المؤسسات والهيئات والنقابات في قطاع غزة وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل .
ولا بد من العمل على دعم صمود ابناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة وهم يواجهون سياسات الاحتلال وعنصريته ومضاعفة كافة أشكال الدعم والإسناد لهم في شهر رمضان الفضيل وهم يخوضون بكل ثبات وصمود معارك يومية مع الاحتلال والمنظمات الاستيطانية، للحفاظ على أراضيهم وممتلكاتهم خاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وأحياء بلدة سلوان التي تتعرض لحرب استعمارية مفتوحة بهدف القضاء على الوجود الفلسطيني فيها، وطمس تاريخها وهويتها العربية الفلسطينية .
طبيعة المرحلة والظروف الشائكة تستوجب من الجميع بدون استثناء احد الحفاظ على وحدة الدم والمصير المشترك وحماية التضحيات الجسام في كل المواقع والميادين وتستدعي منا جميعا التقدم نحو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم الفصائل والقوى والمكونات الوطنية كافة، وبما يحقق الشراكة الوطنية الكاملة على أساس برنامج نضال كفاحي يجسد الوحدة الوطنية، وفي مقدمة ذلك البدء نحو توسيع الحوار الوطني لتشكيل مجلس وطني جديد يمثل الشعب الفلسطيني في كل مكان سواء بالتوافق أو من خلال الانتخابات الشاملة، مع ضرورة تكثيف الجهود الوطنية المشتركة لتحقيق هذه الغاية التي يتطلع لها الشعب الفلسطيني العظيم .