سلسلة قراءتي لكتاب نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين 2 – \
معمر حبار الشلف - الجزائر
تاريخ النشر: 06/04/22 | 9:02الكتاب: الشيخ محمّد الحضري بك، “نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين”، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، دون سنة الطبع، ودون عدد الطبعات، من 311 صفحة.
الثلاثاء 4 رمضان 1443 هـ، الموافق لـ: 5 أفريل 2022
بناء الكعبة:
أقول: تحدّثت كثيرا عن عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في إعادة بناء الكعبة، وحقن الدماء، وهو شاب في 25 سنة من عمره. واليوم، يشير الأستاذ محمّد الحضري بك، إلى عظمة أبي أمية، الذي أشار على الذين كادوا يتقاتلون فيما بينهم، بأنّنا نرضى بحكم الداخل. وكان الداخل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتمّ وقف الحرب التي كادت أن تندلع وتفني الجميع، ورضوا بحكم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين شاركوا جميعا في فضل رفع الحجر الأسود.
والآن، أضيف على ماقلته سابقا، وأقول ماقاله صاحب الكتاب: “وهكذا انتهت هذه المشكلة التي كثيرا مايكون أمثالها سببا في انتشار حروب هائلة بين العرب لولا أن منّ الله عليهم بعاقل مثل أبي أمية يرشدهم إلى الخير وحكيم مثل الرسول عليه الصّلاة والسّلام يقضي بينهم فيما يرضي جميعهم”. صفحتي 13.14
اجتماع قريش لأجل إيجاد كذبة، ولم يجدوا
أقول: من عظمة أخلاق سيّدنا رسول الله ثلى الله عليه وسلّم، أنّ سادة قريش اجتمعوا، حول مايقولونه للحجاج، بشأن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من كذب وتشويه مكانته، فلم يجدوا مايشوّه صورته أمام الحجاج، لعظم أخلاقه، التي أقرّوها بأنفسهم قبل بعثته. ومن أراد الكمال فليبتعد عن الشبهات. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كان كاملا في أخلاقه، وبشهادة أعدائه. صفحة 17
لماذا كسرى مزّق رسالة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
يرى الكاتب، أنّ كسرى هو الوحيد، الذي مزّق رسالة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من بين كافّة الملوك، الذين راسلهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كالنجاشي الذي آمن به، والمقوقس الذي أهداه، وقيصر الروم الذي كاد أن يؤمن، لولا غلبة الحكم. 24
كيف بدأ الوحي:
قال الكاتب: الرؤيا الصّادقة التي كان يراها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتجئ كفلق الصبح، إنّما “ذلك لما جرت به إعادة الله في خلقه في الأمور كلّها حتّى تصل إلى درجة الكمال، ومن الصّعب جدّا على البشر تلقي الوحي من الملك لأوّل مرّة”. أضيف: ولذلك كانت شقّ الصدر، ومعجزة الإسراء والمعراج. 25
عظمة سيّدتنا أمّنا خديجة يوم الوحي
أقول: استقبلت سيّدتنا أمّنا خديجة، زوجها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين عاد من غار حراء يرتجف، ومنهك، وكلّه عرق، بقولها: “كلا”. مايدل على ثقتها المطلقة في زوجها، وإيمانها الكامل في رسالة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ولم تضطرب، ولم تتلعثم، ولم ترتبك، وظلّت كالطود العظيم، تقول بثقة وإيمان “كلا”. 26
أضيف: اختارت سيّدتنا أمّنا خديجة، سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بعد أن اختبرت زوجها القادم، في المال والتّجارة. واختبرت أقواله بعدما جاءها من غار حراء، لدى ابن عمّها ورقة بن نوفل، لتثبّت إيمانها بزوجها النبي الرسول هذه المرّة، وتثبت فيه الطمأنينة والسّكينة والثّبات، على أنّه النبي المرسل.
كانت عظيمة حين قالت “كلا”، في تلك الظروف الصعبة، وزوجها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلّه فزع من هول مارأى، وسمع لأوّل مرّة الوحي، يرتّل عليه ترتيلا. وكانت عظيمة حين اختبرته في حبّها له، عبر المال والتّجارة. وعظيمة حين أرسلت إليه تخطبه لنفسها، بعدما تأكدت واطمأنت لخصاله العظيمة، وعلى أنّه الزوج الذي يليق بها. ولا ضير في ذلك، فالعظيمة تطلب العظيم الذي أحبته وأرادته.
عظمة المستشار ورقة بن نوفل:
أقول: ورقة بن نوفل كان صادقا، حين وصف الحالة الحالية التي عليها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بعد أن أخذته سيّدتنا أمّنا خديجة له، إثر مارأه وسمعه في غار حراء، حين قال: إنّه الناموس الذي أنزل على سيّدنا موسى عليه السّلام. كان صادقا حين أخبره، أنّه سيطرد ويحارب، من طرف قومه.
لم يتأثّر بالحالة الصّعبة التي ظهرت على سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسيّدتنا أمّنا خديجة، وظلّ صادقا وفيا وأمينا، وذكر الحقيقة المرّة في تلك اللّحظة الصّعبة.
المستشار العظيم كورقة بن نوفل، يصدق فيما يراه من حاضر ومستقبل، ويصف بصدق وأمانة مايطلب منه، ولو كان الطرد، والتعذيب، والهجرة، والتكذيب، والمطاردة.
—