أخي شاكر: رسائلك اليّ ما زالت تلوّنُ درجَ مكتبتي
زهير دعيم
تاريخ النشر: 08/04/22 | 14:48عجّلتَ الرّحيل أخي الكاتب والأديب شاكر فريد حسن.
عجّلتَ الرّحيل وما زال في جعبتك الكثير ممّا تقوله من أدب وشعر وقصّة ومقالة ودراسة وإضاءة على شعراء قُدامى وجُدد، فأبدعتَ وأنصفْتَ ، وكنتَ السَّند والدِّعامة للشعراء والكتّاب الجُدد، فأعطيتهم مدَدًا من أنفاسك الجميلة ومنحتهم معنويات دافعة.
عرفتك أخي الجميل قبل حوالي خمسة عقود من الزّمن، وكنّا آنذاك – أنا انت- في ميعة الصّبا …
عرفتك وما زالت رسائلك الجميلة والأنيقةمنذ ذلك الوقت ، تُلوّن درج مكتبتي وذكرياتي ومفكراتي ؛ رسائل تفيض شبابًا وتقطر أدبًا وتعبق بأريج المحبّة والموهبة.
عرفتك وازدادت معرفتي بك يومًا بعد يوم الى أن التفت اليّ قبل سنتين باضاءة جديدة عليّ وعلى أدبي ، فخطّ قلمك فيّ من روعاتك ومن حسّك المُرهف ومن جمال حرفك الذي يسحر الألباب ما استحقّ وأكثر ، فعادت بي الذّاكرة الى أيام الصّبا والشّباب ، فعدْتُ الى رسائلك اتنسّم من خلالها عبقَ الماضي الجميل ، فأبى قلمي المتواضع إلّا أن يكتب عنك واثقًا أنّني لا ولن أوفيك حقّك مهما علا كعبي في اللغة ، كيف لا ؟! وأنت الانسان الانسان والذي يحمل بين جَنبيْه قلبًا يفيض محبّةً وحنانًا ورحمة ، فتدافع عن المظلوم والمقهور مهما كان لونه ومعتقده وجنسه ، وتقف الى جانب الحقّ ولا تخشى لومة لائمٍ ، فتروح تساند وتعضد وتدافع والقلم سلاحك والفكر النيّر نهجك .
عجّلْتَ الرّحيل أخي وحرمتنا من مقالاتك وقصائدك ونجاواك التي غمرت بها مواقعنا الالكترونيّة وصحفنا العربيّة في الدّاخل والخارج ، فقد كُنتَ – والربّ يعلم – اللونَ الجميل الذي يُسربلُ تلك المواقع وتلك الصُّحف.
سأفتقدك ، وسنفتقدك، وسيفتقدكَ كلّ من قرأ كتابًا أو كتب نصًّا ..
بالامس القريب جدّا ذكرتني أخي المُنتقل عنا ، وانت تمتدح المذيعة والشّاعرة الجميلة سوزان دبّيني ، فعلّقت لك شاكرًا ومادحًا .
غِبتَ عن العيون وما زلْتَ في القلوب زهرةً فوّاحةً ..
غِبْتَ عن العيون وما زال قلمك يؤرّجُ حياتنا ، فمقالاتك المتنوّعة لن تموت وستبقى حيّةً كلّما أشرقت الشّمس ، وكلّما تهادى الشّباب تحت همسات ضوء القمر، وكلّما عشق كاتب أو شاعر الحرف وارتمى فوق بساطه الاخضر البهيّ.
سأذكرك أخي شاكر عند كلّ قصيدة تخطّها يراعتي ، وعند كلّ نجوى تسيل من قلمي، ومع كلّ اصدارٍ يُلوّن حياتنا الأدبيّة .
نمْ قريرَ العين أخي الإنسان الجميل والأديب الرّائع ، فقد تركتَ خلفك إرثًا جميلاً ، وأثرًا رائعًا وبيتًا مؤسّسا على المجد والاخلاق.
أخي الأديب والكاتب والانسان شاكر فريد حسن اغبارية ، لروحك سلام..
ولنا جميعًا في الجليل والمُثلّث والشّرق العزاء الأجمل والذّكريات المُلوّنة.
حبذا لو تعطونا نبذه عن حياته