أيمن عودة عُد الى رُشدكَ

زهير دعيم

تاريخ النشر: 12/04/22 | 13:10

أحبُّ الحياة بل وأُقدّسها ، فالحياة بسمة وضيئة على ثغر الدُّنيا وفرح غامر في كيانها..
أقول هذا وأنا متردّد هل أردّ على أقوال عضو الكنيست من الجبهة أيمن عودة – هذه الجبهة التي لطالما صوّتتُ لها – والذي طلب من الشبّان العرب المنخرطين في صفوف قوات الأمن القاء السلاح لأنه من العار أن يخدم هؤلاء في صفوفها…
اقول مع انني لا أُحبُّ أن أخوض في السياسة ومواضيعها الشائكة والمملوءة بالمصالح الخاصّة ، ومع انّني ومن مبدأ انسانيتي – وأقول انسانيتي- أقف مع المظلوم أيًّا كان ومع المقهور والفقير والمُشرّد و” الغلبان” والمسكين والمُضطهَد .. نعم أقف وأكتب وأنادي ولكن بمحبّة وعقلانيّة وتروٍّ، بعيدًا عن الانجراف والانجرار غير المدروس حُبًّا في الظّهور واقتناص الأصوات ، وقد رأينا هذا الاقتناص وأهله ماذا فعلا وفعلوا في لبنان جبران وفيروز الذي حوّله من فردوس الى صحراء قاحلة تموت فيها الحياة.
أخي أيمن : نريد أن نعيش في هذه البلاد وأن نندمج ونتحابّب ونساهم في البناء والعمران وفي ترسيخ أسس الشّراكة والعمل البنّاء والمشترك ، والشرطة هي جزء من هذا التعاون وهذا الاندماج كيف لا ؟! ومجتمعنا يرزح تحت وطأة العنف والقتل و” الطّخّ على الفاضي والمليان” ، ناهيك عن الغوص في بحر المُخدّرات.
… نعم نريد وننادي ليل نهار ” خلّصونا” من السلاح السائب والذي يقدّر ب 600 الف قطعة والذي ملأ كلّ مكان .. انقذونا من العنف الذي عكّرَ حياتنا وشوّه صورتنا أمام العالم.
نعم … نريد أن نندمج ونتشارك ونبني سويةً وفي عين الوقت نقف بحكمة الى جانب شعبنا الفلسطينيّ من اجل بناء دولته الى جانب دولة اسرائيل … نقف بحكمة دون ان نقطع لا الشعرة ولا الحبل.
نحن نرى حبيبنا أيمن أوضاع اهلنا في الدول العربية ونرى الذّلّ والفقر والمهانة ، وأرى الجيبّات الجديدة والتي تدار بالكهرباء تملأ بلداتنا العربية تسوقها النساء العربيّات أكثر من الرجال ، ونرى المطار يعجّ بالمسافرين العرب في كلّ الفصول ..
نعم نعيش البحبوحة وأكثر ، فلا تسرق هذه النّعمة منّا.
عُد الى رُشدك وتراجع عن ندائك لافراد الشرطة العرب ومن كلّ الطوائف ، فهذا النداء لا يخلو من إهانة ، فهم موظفون رائعون كما كلّ الموظفين في الدّولة ولا يقلّون عن المعلّمين والأطباء والممرضين والممرضات في قداسة خدمتهم.
عدْ وقف مع المظلوم والمُضطهَد بحكمة وتعقّلٍ وانهج نهج الغير والذي يُحصّل ما لم يُحصّله الغير خلال سبعة عقود من الزّمن.
وأختم قائلًا : أني أعتبر نفسي انسانًا قبل أن اكون عربيًّا وفلسطينيًّا وأحزن عندما يُهاجَمُ مخيّم فلسطيني وعندما يُهاجَم مقهى في تل أبيب ، وعندما تسقط طائرة تايلندية أو يغرق قارب للاجئين سوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة