بعد منتصف الليل رأيتً حُلْماً أزرق/ دفء غير عادي تحت سُحب ماطرة

بعد منتصف الليل رأيتً حُلْماً أزرق
عطا الله شاهين
لم أنعس، إلا بعد منتصف الليل
نمتُ كعادتي على أريكتي الباهتة اللون
بجانبي وضعت رواية امرأة في ثوب أسود للكاتبة الأمريكية سوزان هيل..
بعد نصف ساعة غرقتُ في عتمة النوْم
حُلْمٌ هبطَ علي من فضاءٍ أزرق
كل المشاهد بدتْ زرقاء اللون وجاذبة..
لم أبحث في الحلم عن أي شيء سوى المرأة، التي كانت مرتديةً فستاناً لونه يشبه لون البحر..
لا أدري أين اختفت فجأة في زرقة المكان؟
هناك خطوت في كل الاتجاهات، التي كانت مضاءةً بضوء أزرق
لم أجد تلك المرأة في الحلم
بدتْ لي بأنها شبح
انتهى الحلم، وأنا أخطو نحو الضوء، الذي اختفى فجأة
لم أجد تفسيراً لحُلمِ منتصف الليل..
لم أرغب وقتها في النوم بعد ذاك الحُلْم..
بقيت ساهرا حتى الصباح، وأنا أتساءل: لماذا نادتني ذات الفستان الأزرق؟
قلت: لعلّها اشتاقتْ لشيطنتي..
الغريب أنني لم أرتعب من مشاهد الحُلْم..

—————————–

دفء غير عادي تحت سُحب ماطرة
عطا الله شاهين
كان الرّجُل العجوز يسير ذات صباح ربيعي في طريق وعرة، ولم يدرِ بأنّ مطراً قادماً من سُحب
ظهرت فجأة في السماء، فجلسَ يستريح على صخرة ملساء وبعد مرور عدة دقائق بدأ هطول المطر،
وهبّت رياح باردة، وشعرَ الرّجُل العجوز بالبرْد، فقام من على الصخرة، وخطا نحو شجرة تنوب
واحتمى تحتها، وقال في ذاته: لو علمت بأن اليوم سيكون ماطرا لما خرجتُ، وأخرج سيجارة
من جيبِ جاكيته الجلدية، وراح يدخن، وينظر إلى السحب الماطرة،
إلا أنه كان يرتعش من البرْد، وفجأة رأى امرأة تمرّ بالقرب منه، وكانت ترتدي معطفا خفيفا
وحين رأتْ الرّجُل العجوز عطفتْ عليه، وأعطته معطفها،
لكن الرّجُل العجوز أبى أن يأخذ معطفها، وقال لها: أشكرك، فأنا بعد دقائق سأخطو صوب منزلي،
إلا أن المرأة أصرّت أن يأخذ معطفها وقالت في ذاتها: علّه يدفئه، فقال لها: وكيف ستسيرين
تحت المطر بلا معطف..
فوقفت بجانبه، وقالت له : سأنتظر توقّف المطر هنا بجانبك، فهز رأسه بالموافقة،
ولكنه بعد دقائق تعِب من الوقوف، وجلس على الأرض، التي لم يصلها المطر
وبعد مرور وقت قصير شعرَ بدفء غير عادي، فالتفتَ إلى المرأة، ورآها ملتصقة به،
فقال: يبدو أنها شعرتْ بالبرْد، وأرادتْ دفئاً مثلي ..