تهديد مازن غنايم في ميزان المصداقية- هل يتجرأ وينسحب من الإئتلاف؟

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 16/04/22 | 10:55

حكومة بينيت قائمة الآن على كف عفريت وهي معرضة للإنهيار في كل لحظة، بعد استقالة عضو الكنيست عيديت سيلمان من حزب «يمينا» الذي يتزعمه نفتالي بينيت، ولم يعد للإئتلاف الحكومي الأغلبية الضئيلة وهي النصف زائد واحد من عدد أعضاء البرلمان (61 صوتاً من أصل 120). وأصبح لدى الحكومة 60 عضو كنيست فقط، بمعنى أنها لا تستطيع الآن سن أو تمرير أي قانون دون الحصول على دعم من المعارضة، وأنها ستسقط إذا انسحب عضو كنيست آخر وانضم للمعارضة. وهذا يعني أن أي حركة سلبية في الائتلاف ستؤثر عليه يشكل كبير.
قبل كل شيء تحية لمازن غنايم على تهديده بالإنسحاب من الإئتلاف الحكومي في الرسالة التي بعث بها إلى رئيس الوزراء نفتالي بينت، والتي قال فيها بكل وضوح: “إذا لم يتم وقف ممارسات القوات الاسرائيلية التي تقوم بها في الحرم القدسي الشريف سأستقيل من الائتلاف”. لغاية الآن هذا موقف رائع كون مازن فكر بما يقوم به جيش أحفاد هرتزل من اعتداءات عل الفلسطينيين في القدس وعلى المصلين في المسجد الأقصى. لكن موقف مازن غنايم هو لغاية الآن موقف (نظري) وليس عملياً يعني يبقى مجرد تهديد بالقول ولم يدخل حيز التنفيذ. لكن على الأقل “هدد” قولاً.
نفهم من كلام مازن (كما جاء في الرسالة) انه سينسحب من الائتلاف الحكومي في حال استمرار نشاط الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وهو يعرف تماماً كما يعرف الجميع أن بينيت لا يهمه كل التصريحات ويفعل ما يروق له بدليل أن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: ذكرت”أن رئيس الوزراء بينيت أجرى تقييماً للوضع قبل عيد الفصح قائلاً: أن قوات الأمن جاهزة لأية مهمة. بينيت لم يبد أي رد فعل على رسالة غنايم، والجيش الإسرائيلي مستمر في انتهاكاته للأقصى، فهل سيفعلها مازن غنايم ويعلن أنه خارج الائتلاف الحكومي لأن ممارسات قوات الامن في الحرم القدسي الشريف لم تتوقف؟
مازن غنايم قال، “إن حكومة تتصرف في هذا النمط داخل المسجد الاقصى المبارك لا حق لها في الوجود” والآن فإن مصداقية عضو الكنيست مازن غنايم على المحك: فهل يفعلها وينسف حكومة بينيت؟
رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، كان أكثر حذراً في تصريحاته إزاء الحكومة، لأنه لم يتطرق أبدا إلى الانسحاب، بل استخدم صياغة أخرى لكي لا يغضب “إخوته” في الائتلاف فقد قال في حديث إذاعي :” إن استمرار المساس بالمسجد الاقصى هو خط احمر وعقيدة بالنسبة لنا وفوق كل اعتبار سياسي، بما في ذلك بقاء الحكومة”.
تصريح جميل لغوياً. ويبدو أن الأدوار موزعة للقيام بشيء ما حفاظاً على ماء الوجه: مازن يهدد علانية بالانسحاب ومنصور يوصل رسالة تهديد غير علني بدون إشارة للإنسحاب؟ ويبدو أن أقوال مازن غنايم كان لها ردة فعل عند اليمين أكثر من أقوال منصور عباس: فقد صرح عضو الكنيست من كتلة الضهيونية المتدينة بتسلئيل سموتريتش، ” اذا رضخ بينيت لتهديد النائب غنايم فانه يضع دولة اسرائيل وامنها للخطر”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تصدر “الموحدة” بيان إدانة لما يجري في الأقصى، إذا كان الأقصى هو بالفعل “خط أحمر” كما ذكر منصور عباس؟ ولماذا لم يذهب عباس إلى الأقصى لترجمة موقفه إزاء ما يجري، خصوصاً أنه رئيس “قائمة إسلامية”؟
على كل خال، الرهان الآن على مازن غنايم، إذا كان بمقدوره ترجمة تهديده من القول إلى الفعل، وانه لو فعل ذلك سيدخل التاريخ لأن إسمه سيدون كعضو كنيست عربي يستقيل من الائتلاف (وربما يسفطه) بسبب الأقصى. فهل يفعلها أبا محمد أم أن تهديده مجرد “مفرقعة” سياسية تبقى في إطار القول فقط؟
الكرة الآن في ملعب ابن سخنين مازن غنايم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة