مراجعة في بيان “الموحدة” حول الأقصى.. لا تستهبلونا

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 19/04/22 | 13:27

في السادس عشر من الشهر الجاري كان عنوان مقالي في موقع العرب ” تهديد مازن غنايم في ميزان المصداقية… هل يتجرأ وينسحب من الإئتلاف”؟ تحدثت فيه عن موقف غنايم من أحداث القدس وموقف منصور عباس، وتساءلت حرفياً في مقالي:” لماذا لم تصدر “الموحدة ” بيان إدانة حول ما يجري في الأقصى إذا كان الأقصى هو خط أحمر كما ذكر منصور عباس”؟
في اليوم التالي “صحيت القائمة الموحدة من النوم” وأصدرت بياناً مساء الأحد أعلنت فيه تعليق عضويتها في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والكنيست، في محاولة لامتصاص الغضب الذي تراكم داخليًا في الحركة الإسلامية الجنوبية وفي أوساط أنصار القائمة، إثر الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة في القدس المحتلة وباحات المسجد الأقصى.
ما هذه الألاعيب؟ هل تستهبلنا لهذه الدرجة يا دكتور منصور؟ بطبيعة الحال فإن الكنيست في عطلة رسمية يعني ما في حركة للجميع في الكنيست، بمعنى أن النشاط مجمد بسبب العطلة. وأمر آخر، لا يوجد شيء في كل برلمانات العالم اسمه “تجميد” نشاط بمعنى إما أن تكون عضو كنيست وتمارس النشاط أو لا تكون. ومنصور عباس يعرف ذلك، لكنه أراد على الأكثر “استهبال” الجمهور بمقولة “تجميد النشاط” بسبب الأقصى وهذا طبعاً غير صحيح لأن الكنيست مجمدة بطبيعة الحال لأنها خرجت في آذار/ مارس الماضي إلى عطلة الربيع التي تستمر لعدة أسابيع (تعود من العطلة في 8 أيار/ مايو المقبل)، ولن يكون هناك قيمة عملية لقرارات الموحدة بالتجميد المؤقت لعضويتها في الائتلاف والكنيست.

لكن لماذا اتخذت “الموحدة” هذا القرار بتجميد عضويتها في الائتلاف. طبعاً أحداث الأقصى دفعت منصور عباس (مرغما) لاتخاذ خطوة ما بهدف “تخفيف الضغوطات الداخلية التي تتعرض لها الموحدة في المجتمع العربي عموما وفي أوساط قيادات في الحركة الإسلامية الجنوبية خصوصًا”، غير أنها، عمليا، لا تنوي وقف التعاون مع كتل الائتلاف الإسرائيلي.
وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن تنسيق مسبق بين عباس وبينيت ولابيد قبيل انطلاق الاجتماع “الطارئ” الذي عقده مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية، مساء الأحد، “لـبحث تداعيات الأحداث في الأقصى المبارك، وأبعاد استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه لليوم الثاني على التوالي”.

ويتبين من التقارير العبرية، وحسب بعض المسؤولين في الائتلاف أن “الأزمة حول الحرم القدسي لن تؤثر على عمل الحكومة والائتلاف، وأن تجميد عضوية الموحدة لن يكون له تأثير يذكر إذ أن ذلك يحدث خلال عطلة الكنيست، وستكون هذه الأزمة قد هدأت إلى حين عودة الكنيست من العطلة، وستعود العلاقات مع الموحدة إلى طبيعتها”.

نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن أصواتاً صدرت في الأيام الأخيرة عن شخصيات بارزة في الحركة الإسلامية الجنوبية، تطالب القائمة الموحدة بالانسحاب الفوري من الائتلاف الحكومي على خلفية الأحداث الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى، مما يعني وجود خلافات في المواقف داخل قيادة الحركة الإسلامية الجنوبية.

استهبال آخر واضح للجمهور: بيان (الموحدة) يطالب حكومة إسرائيل “بلجم الجماعات المتطرفة اليهودية التي تحاول إشعال المنطقة لمآرب سياسية ودينية، وبوقف الاعتداءات على المصلين”، مرة أخرى: ما هذا الإستهبال؟ أنتم جزءأً مهماً في الإئتلاف وأنتم جزءأً مهما في الحكومة، يعني تطالبون أنفسكم؟ ما هذا الاستغباء للناس؟

فقرة أخرى وردت في البيان لا بد من الوقوف عندها: “مجلس الشورى والمكتب السياسي للحركة في حالة انعقاد دائم لمواكبة التطورات في المسجد الأقصى والقدس واتخاذ القرارات والخطوات المناسبة للدفاع عن أقصانا ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم”. إفهموها يا ناس لا يوجد قرار أو خطوة مناسبة في ظل هكذا وضع للأقصى سوى الانسحاب من الإئتلاف، كما يطالب بذلك قادة في الحركة الإسلامية الجنوبية.
وإذا كنتم غيورين حقاً على ما يجري في الأقصى، وتريدون تقديم موقف وطني شريف فلا بد من الإنسحاب من الإئتلاف إن كنتم تعقلون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة