كفى وساطات ومماطلات : اللي بطِيح من السما بتتلقاه الارض.واللي كَسَّرهَّا يجَّبرهَّا!!
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 20/04/22 | 23:41لقد عاشت وهرمت ورحلت اجيال فلسطينية متعاقبة,وسط نيران الاحتلال وفي مرمى الوساطات الدولية والاقليمية ووسط دائرة المماطلات الهادفة الى كسب مزيد من الزمن لصالح الاحتلال لفرض المزيد من الاحتلال وفرض الوقائع على الارض الفلسطينية المحتلة عبر مسكنات التهدئة ومقولة عودة الامور الى نصابها والحفاظ على ” الوضع القائم” في القدس والاقصى وكامل فلسطين المحتلة التي تأن تحت وطأة احتلال صهيوني فاشي يمارس اشنع اشكال القمع والابادة بحق الشعب الفلسطيني اينما كان وتواجد على طول وعرض فلسطين السليبه وما الجاري في القدس والاقصى سوا غيض من فيض العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا التي تمت فيه موضوعيا وفعليا تقسيم باحات الاقصى والمسجد الابراهيمي بين الشعب الفلسطيني والمستوطنين الصهاينة..
نعم تم تقسيم فلسطين واحتلالها ايضا منذ عقود حين اقام الصهاينة عام 1948 كيانا غاصبا بدعم من الغرب الامبريالي والصمت العربي والاسلامي لابل بتواطؤ فاضح تم لاحقا من قبل انظمة الحكم ” العربية” ومبادرات الاستسلام ومن قبل منظومة اوسلو” الفلسطينية” التابعة لمنظومة التقاعص العربية وهذة الاخيره” سلطة اوسلو” تخضع بالكامل لسلطة ” المانحين” الممولين لجماعة محمود عباس المنفصلة والمنفصمة تماما عن الواقع الفلسطيني وتعيش حياة الرغد والرخاء وتزعم كذبا وزورا انها ” قيادة فلسطينية” تمثل الشعب الفلسطيني وهذا الاخير يتعرض الى ابادة معنوية وجسدية واقتصادية وجغرافيه وديموغرافية يمارسها الاحتلال الفاشي المدعوم من الامبرياليه الغربية والفاشية الامريكية..اطراف عدة تساهم في احتلال فلسطين وهضم حقوق شعبها ومن بينها الانظمة الحاكمة في العالم العربي وسلطة اوسلو في رام الله بالاضافة الى الاحتلال الصهيوني والغربي الامبريالي!!
منذ امد والشعب الفلسطيني يعاني الويلات من الاحتلال الغاشم في فلسطين لكنه يعاني ايضا من لعبة الوساطات والتدخلات في ازمان الازمات تحت عناوين ” تهدئة الوضع واعادته الى وضعية الهدوء” وهذا ما يعني اننا درنا وندور في فلك دائرة ” ضبط الاوضاع والتهدئة” مقابل استمرار الاحتلال وممارساته الاستيطانية بحق الانسان الفلسطيني والارض والمقدسات الفلسطينية بشقيها الاسلامي والمسيحي والعدوان الاخير على مسجد الاقصى لم يكن الاول ولن يكن الاخير لابل هو استمرار لعدوان مساره طويل وصل الى حد احراق الاقصى عام 1969 والمفارقة ان الحريق الذي اشعله ونفذه استرالي صهيوني استهدف بالتحديد المصلى القبلي بمسجد الاقصى وهو المصلى نفسه الذي اقتحمة جنود الاحتلال بتاريخ 15.4.2022 ” فجر الجمعة الثانيه في شهر رمضان الجاري” واعتقلوا مئات الشبان الفلسطينيون بعد ان اعتدوا عليهم ودنسوا حرمة المكان وهَّشموا النوافذ واحرقوا السجاد في عملية اقتحام غير مسبوقة هدفها استباحة اخر الحصون الفلسطينية المقدسة لابل ان الحديث يدور عن مسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو أحد المساجد الثلاثة، التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى» وبالتالي ماجرى ويجري ان الفلسطينيون يشدون الرحال الى الاقصى منذ عقود للدفاع عنه في وجه التدنيس اليومي الذي يتعرض له من قبل قوات دولة الاحتلال والمستوطنين الصهاينة الحالمين بهدم هذا الصرح الاسلامي الكبير في سبيل اقامة وانشاء الهيكل المزعوم..العدوان على الاقصى هو العداون نفسه على كامل فلسطين بما فيها القدس الشريف.!!
لقد شبع الشعب الفلسطيني من وجبات بيانات الشجب والادانه وكل اشكال ” التخدير” المنبثقة عن اعادة” الهدوء وفرض التهدئة” بعد كل جريمة تستهدف الاقصى او مجزره يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وهذا الامر اصبح روتين بالنسبة لدولة المستوطنين الغارقة في الفاشية والكراهية لكل ماهو فلسطيني وعربي وخاصة حينما ادركت القوى الفاشية الصهيونية باستحالة تخلي الشعب الفلسطيني عن حقوقة في وطنه فلسطين واستمراره في مقاومة الاحتلال منذ اكثر من قرن لابل ان الاصرار الفلسطيني على التحرر والانعتاق يزداد زخما عام بعد عام بسبب الممارسات الاحتلاليه والاحلالية التي تمارسها دولة الاحتلال الصهيوني في ظل وجود سلطة اوسلوية فلسطينية منفصمة بالكامل عن الشعب الفلسطيني وتخضع لسلطة المانحين ومشاريعهم الحياتية قصيرة المدى وهي المشاريع التي تغذي عملية استمرار سلطة اوسلو ولا تلبي اي مطلب سياسي فلسطيني في اتجاة التحرر من الاحتلال الصهيوني..
يستند الاحتلال على استراتيجية ابقاء الفلسطينيون على قيد الحياة”امور حياتية ومعيشية” والابقاء على الاحتلال كما هو يمارس القمع والاحتلال بمؤازرة ومساعدة سلطة اوسلو المنتفعة ماديا من المنح الغربية والامريكية بما فيها التمويل الامريكي لقوى الشرطة والمخابرات “الفلسطينية” وجيش دايتون الذي يشارك الاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني.. لقد ساهمت سلطة اوسلو في ترسيخ نهج الخيانة والحقت ضررا كبيرا في النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني الى حد ان اكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني يطالب برحيل هذه السلطة ورئيسها ” الساقط وطنيا” محمود عباس..صار محمود عباس مثل للخيانه على لسان كل فلسطيني وهو معزول بالكامل شعبيا ويحظى فقط بدعم العصابة المنتفعة من الراتب وامتيازات الدول المانحة..لقد قدم الشعب الفلسطيني ويقدم كل التضحيات وناضل وما زال يناضل ويقدم الشهيد تلوى الشهيد فدا فلسطين ولا يجوز ان يحصل في النهاية على عصابة اوسلوية فاسدة تحظى بدعم الاحتلال والغرب وتشارك في احتلال فلسطين لابل ان سلطة اوسلو جزء لا يتجزأ من نسيج مشروع الاحتلال الصهيوني ودورها يتجلى في بناء مؤسسات مدنية وشرطية ومخابراتية هدفها السيطرة على قطاعات سكانية فلسطينية وقمع القوى المقاومة للاحتلال ..الوساطات الدولية والاقليمية خلال الازمات في فلسطين هدفها اطالة عمر سلطة اوسلو والاحتلال الاسرائيلي ولا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني لابل انها الحقت الضرر الكبير بنضال هذا الشعب وللمثال لا للحصر قامت جماعة اوسلو بوقف انتفاضة الحجارة” 1987 ..1993″ قبل ان تبلغ اهدافها في الوقت التي انهكت فيه هذه الانتفاضة قوات الاحتلال واستنزفت قواة مما جعل قيادات لاحتلال تبحثعن كيفية وقف الانتفاضة لتجد ضالتها في جماعة اوسلو التي صارت اليوم خنجرا مسموما مغروسا في ظهر الشعب الفلسطيني..
ياسيداتي سادتي كفى وساطات ومماطلات واللي *بطيح من السماء تتلقاه الارض واللي كسرها يجبرها والشعب الفلسطيني قدها وقدودها وهذا الاحتلال الغاشم تعدى كل الحدود وحياة الفلسطيني لا تهمه لا من بعيد ولا من قريب لابل انه يهدر دم الفلسطيني ويتيح للمستوطنين قتله و تعذيبة واعتقاله وهدم بيته واقتلاع اشجارة والاستيلاء على ارضه وحرقه حيا في الوقت التي يلغي فيه الخائب محمود عباس اجتماع شكلي بسبب اولويات مدرجة على جدول هذا الممعوط فلكم ان تتصوروا ماهي ردة فعل الشعب الفلسطيني بعد الاحداث الجسيمة في الاقصى حين تكون اولويات محمود عباس اهم من العدوان على الاقصى المبارك!؟..
الغى محمود عباس كل شئ : لم ينتخب احدا محمود عباس لارئيسا ولا شحاربين,الغى عباس انتخابات ” السلطة” عندما ادرك حتمية خسارة جماعة حركة فتح المتنفذة , الغى الاجتماعات واختطف القرارات الفلسطينية ودمر المجلس الوطني الفلسطيني والغى وجود منظمة التحرير الفلسطينية, لكن الاهم والاخطَّرمن كل هذا هو ان عباس الغى ” الوطنية والكرامة” الفلسطينية وصار عميلا خائنا في وضح النهار يعمل لصالح الاحتلال ضد مصالح الشعب الفلسطيني ولكم ان تتصوروا ان ما يسمى بالقرار الفلسطيني يتخذه شخص واحد عميل بمساعدة عدد من المساعدين العملاء للاحتلال الذين يسعون الى التوصل الى توافق لاحتواء الموقف ومنع ما يسمى بالتصعيد ليست من اجل حماية الشعب الفلسطيني وحقن دماءه لابل من اجل الحفاظ على استمرارية سيطرة الاحتلال واستمرارية وجود سلطة ” اوسلو” الذي ليس لها صله حقيقية لا بالشعب الفلسطيني ولا بالقضية الفلسطينية.. كامل الشعب الفلسطيني يشجب ويدين وجود محمود عباس وهذا الاخير يعرف هذه الحقيقة ويعرف سر كراهية الشعب الفلسطيني له ومع هذا يصر على البقاء كرئيس لمنظومة عملاء تقوم بمساندة الاحتلال الاسرائيلي ليس في الضفة فقط لابل في كامل فلسطين المحتله..محمود عباس يفرض نفسه كوصي على الشعب الفلسطيني كما يفرض العاهل الاردني نفسة وصي على الاقصى والاثنان لايخدمان لا القضية الفلسطينية ولا الاقصى,الاول ينسق مخابراتيا مع الاحتلال والثاني له علاقات وطيدة مع هذا الاخير ويحتضن سفارة الكيان في العاصمة الاردنية..يكفي كذب وتطيين وتضليل لنؤكد ان المدافعين عن الاقصى هم فقط الشعب والشباب الفلسطيني ولا علاقة لعباس ولا للعاهل الاردني ولا لجامعة احمد ابوالغيط ولا المؤتمر الاسلامي بالاقصى وبمجرى الاحداث في فلسطين.. الجميع يسعى للوساطات وتهدئة الامور وابقاء الاحتلال..يكفي مماطلات: قرن من الاحتلال والخيانات الفلسطينية والعربية والاسلامية المشتركة التي لطالما طعنت ظهر كفاح الشعب الفلسطيني ونسقت خطواتها مع الاحتلال الاسرائيلي والامريكي والغربي اللذي يشارك في احتلال فلسطين..!
نحن ننتقل من عدوان الى تهدئة ومن ثم عدوان ومرة اخرى تهدئة وهدنة وهكذا دواليك منذ عقود والان وصل موس الاستيطان والاحتلال الى بيوت الفلسطينيون والمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي والى رام الله ونابلس وجنين المقاومة الابية على الانكسار والى قطاع غزه المحاصرة والى الجليل والنقب وكل شبر في فلسطين ومازالت استراتيجية التهدئة والوساطات سارية وحان الوقت لكسر دائرة هذة المصيدة..يكفي: دعوها تسير والي بطيح “يسقط” من السما تتلقاه الارض والمعنى والفحوى مفهوم واتركوا الرسن للشعب الفلسطيني المعتدى عليه ونحن لم نذهب بعيدا لا لاحتلال واشنطن ولا لندن ولا باريس ولا برلين ولم نكن طرفا في الحرب العالمية الثانية حتى يمنح الغرب” وعد بلفور” فلسطين هدية وتعويضا للصهاينةعن مجازر النازيين بحقهم..الاحتلال والغرب يفرض التصعيد ويتعايش معه على اساس تهدئة في النهاية بعد ان يبلغ اهدافه وهي في هذة المرة فرض التقسيم الزماني على الاقصى كما فرضه على المسجد الابراهيمي في الخليل مع وجود خطوة اخرى تصعيدية وهي اعتقال المعتكفين والمدافعين وابعادهم عن الاقصى والهدف النهائي تشييد”هيكل سليمان” في باحات الاقصى او على انقاض هذا الاخير..نشير الى ان اقتحام الاقصى صار روتين يومي ومنع هذا الروتين و والتصدي لطقوس الصهاينة هو صراع مفتوح بين التصميم والاراده الفلسطينيه من جهة وعنجهية الاحتلال من جهة اخرى وبالتالي الرهان هو فقط على قوة الدفاع الفلسطيني لفرض السيطرة الفلسطينية الكاملة على الاقصى وباحاته وفيما يتعلق بموقف العالمين العربي والاسلامي فهم بالفلسطيني السلت” طابق فاضي” ولا بهشوا ولا ينشوا…..
نشير الى ان فلسطين هي الاقصى والاقصى هو فلسطين وكلاهما في المحصلة الجسد واطرافه وتحرير فلسطين هو مفتاح تحرير الاقصى وليس العكس وعلينا ان لا نحصر النضال في الاقصى فقط ونترك كامل فلسطين لهذا الاحتلال الغاشم ولعملاءه في وكر رام الله وليس سرا القول ان معيار عداء سلطة اوسلو ل قضاء جنين المقاوم هو نفس معيار عداء الاحتلال ل جنين وفلسطين بشكل عام وبالتالي واضح ان الانقسام الفصائلي الفلسطيني ومن ضمنه التركيبة الفصائلية داخل سلطة اوسلو سيستمر لان الاطراف المنقسمة والمنفلقه تعتاش على هذا الانقسام والرهان كل الرهان يجب ان يكون على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الميدان في النضال ضد غطرسة الاحتلال وعليه ترتب القول بضرورة تخطي الفصائلية ومشاريع قيادات سلطة اوسلو التي لا تؤيد اصلا لا الكفاح الفلسطيني ولا تؤمن لا بالهبات ولا الانتفاضات الفلسطينية والمطلوب بوضوح تجاوز مرحلة اوسلو والفصائليه وبناء قيادة شعبية وجماهيرية فلسطينية تقود النضال الفلسطيني وبالرغم من اننا كنا دائما من مؤيدي اعادة منظمة التحرير وتحريرها من ايادي الغدر الاوسلوي الا انه لا يمكننا نفي امكانية طرح البديل مع الابقاء على الاسم ولكن ليس قبل تنظيف وافراغ المنظمة من الصدأ والتعفن الذي لحق بها جراء ممارسات عصابة اوسلو والفصائل الانتهازية المنتسبه لمنظومة اوسلو..
في هذة الفترة سنشاهد الكثير من الوفود والوساطات القادمة الى فلسطين المحتلة من امريكا والغرب الامبريالي والعربي الانبطاحي بهدف الوصول الى تهدئة والحفاظ على استمرارية الاحتلال مع تكحيلة منح فتات ” حياتي” ومعيشي للفلسطينيون..كفى وساطات ومماطلات : اللي بطِيح من السما بتتلقاه الارض.واللي كَسَّرهَّا يجَّبرهَّا لان الاحتلال ببساطة لا يريد لا سلام ولا شحاربين وهدفه الاستيلاء وتهويد كل شئ في فلسطين بما فيه المسجد الاقصى..على الشعب الفلسطيني ان يخرج من مصيدة “الوساطات والتهدئة” وان يودع مرحلة ردة الفعل على ممارسات الاحتلال ويصبح المبادر في النضال حتى تحقيق اهدافة الوطنيه.. *خليك في الاول ولو عليك قطع راس.* خليك ورا الحرامي لباب الدار ولا تنسى عيار رام الله خليك وراه حتى تخرجة من الدار والديار..حياكم الباري اينما كنتم وتواجدتم وتحية خاصة للمرابطين والمرابطات والمدافعين والمدافعات عن الاقصى وكامل فلسطين.. كفى وساطات ومماطلات : اللي بطِيح من السما بتتلقاه الارض.واللي كَسَّرهَّا يجَّبرهَّا!!